موقع الدكتور حمدي عسكر الزراعي المصري ،،،ت/ ٠١٠٠٩٨٢٠٧٦١

نحن نسعي جاهدين للا رتقاء بالزراعة المصرية والمزارع المصري

ذكر العلامة جابر بن حيان (أبو الكيمياء) أن الزئبق نوعان:

- النوع الأول هو الزئبق المعدني و الذي يوجد في الطبيعة.

- أما النوع الثاني فهو الزئبق المستنبط من جميع الأشياء ، ويقصد بذلك أنه مركب من جميع المواد الموجودة في الطبيعة، والنوع الأخير اشتهر بين بعض الجهلاء من العامة وحتى المتعلمين منهم باسم الزئبق الفرعوني خصوصاً في الآونة الأخيرة فهم لا يصنفونه على انه مركب كيميائي معقد بل يصنفونه على أنه مادة سحرية لها مواصفات تخلب الألباب ، على الرغم من أنه يستحيل تركيبه علمياً فلا وجود لمركب يتألف من جميع العناصر الكيميائية المذكورة في الجدول الدوري لماندلييف.

و قبل الدخول في دهاليز أسطورة الزئبق الفرعوني ، نذكر أمراً صغيراً حدث مع العلامة العربي (جابر بن حيان) والذي تلقى علمه على يد والده (حيان بن عبد الله) الذي كان يعمل عطاراً فعلمه أسرار المعادن و الأحجار و لكنه حذره من البحث عن (حجر الفلاسفة: أقرا عنه في الأسفل) ذلك الشيء الذي جُن العلماء و الناس بالبحث عنه طوال العصور القديمة و الوسطى بهدف تحويل المعادن الرديئة إلى ذهب بما كان يعرف بعلم الخيمياء Alchemy وكإكسير للحياة Elixir of life يخلد الشخص الذي يعثر عليه ، ونجد تشابهاً كبيراً مع أسطورة الزئبق الفرعوني التي تنتشر في يومنا هذا والتي خلبت بعض عقول الناس و جعلتهم يجاهدون في البحث عنه و يستميتون في ذلك مع أنهم لن يعثروا عليه أبداً والسطور التالية ستكشف لنا ماهية ذلك الزئبق المزعوم.
الزئبق الفرعوني كـ “مادة سحرية:”*-

يزعم الباحثون عن الزئبق الفرعوني أنه مادة سحرية تماثل في الشكل فقط (وليس في الخصائص)الزئبق الطبي الأبيض (في الواقع هو فضي اللون) الموجود في أجهزة قياس الضغط و الترمومترات (أنابيب قياس درجة الحرارة )و لكنه يتخذ ألواناً أخرى كالأحمر و الأخضر الفستقي والأسود ويكون هذا الزئبق الفرعوني بداخل أمبولة حجرية (الأمبولة :مصطلح يستخدمه هؤلاء للدلالة على الخرطوشة التي تحوي الزئبق المزعوم)ولكن ليس له فوهة يفتح منها و ليس له غطاء مع أنه مجوف من الداخل ، و إذا رجه من يمسكه فإنه يعطي إحساساً بالارتجاج من دون صدور صوت.

- عندما يسألهم المتحاذقون عن كيفية دخول مادة الزئبق بداخل الأمبولة دون أن يكون له فوهة تغلق بعد ملئ الأمبول بها فيردون :”هذا من الخصائص السحرية للصناعة عند الفراعنة و مهارة فائقة تضاف إلى الخصائص السحرية العديدة الأخرى لتلك المادة العجيبة”، كما يصفون شكل الأمبولة بالقول:”إن هذا الأمبولة الحجرية لابد أن يكون مرسوم أو منقوش عليه رمز العقرب على أحد جوانبه و رمز ثعبان الكوبرا وهو رمز فرعوني ثم رمز مفتاح الحياة عند الفراعنة (يجسد فكرة الخلود لدى الفراعنة) ويكون هذا الإمبولة الحجرية بداخل مومياء الملك يضعه الكهنة للحفاظ على جثته من التعفن و التحلل و التفسخ وتحديداً عند الرقبة أو في العضو التناسلي للمرأة إن كانت المومياء تخص ملكة.”

- تعقيب
استناداً لتلك الفكرة فإن ذلك الزئبق لا يوجد إلا في المقابر الملكية ، ومع ذلك لم يحدث أن عثر عليه لو مرة واحدة خلال عمليات التنقيب في المقابر الملكية أو على مومياء صاحبها أو صاحبتها كما لم توجد بها تلك الأمبولات (جمع أمبولة)التي يدعونها !

*- تجارة الزئبق الفرعوني:

تعادل أمبولة الزئبق الفرعوني ثلاثة جرامات و ثلث جرام ، أي ثلاثة غلات و ثلث غلة صغيرة ، وهناك أمبولة آخر به سبعة جرامات و ثلث جرام، و ذاك الأمبولة أطول قليلاً من الأمبولة الأولى و لا أدري هنا أهمية الثلث بالتحديد وكيف يُرى بالعين المجردة ، إن كانت الحبة الكاملة منه متناهية الصغر فكيف يكون ثلثها إذن؟! وللزئبق الفرعوني ثلاث أنواع تتميز بألوانها بحسب مزاعمهم وهي:

- الزئبق الأحمر :و هو أرخص هذه الأنواع الثلاث حيث أن الجرام منه يباع ب(15)مليون دولار فقط!، و لكن التاجر يأخذ الأمبولة كاملة بـ(45)مليون دولار(أمبولة واحد = ثلاثة جرامات وثلث الجرام )و لكنه لا يدفع ثمن الثلث جرام الأخير و يأخذه فوق البيعة

- و النوع الثاني هو (الزئبق الفستقي)و يبلغ ثمن الجرام منه(20)مليون دولار- أما النوع الثالث و الأخير وهو (الزئبق الأسود ) يعتبر أغلى الأنواع إذ يبلغ ثمن الجرام الواحد منه (30)مليون دولار!

:مزاعم عن خصائصه الفيزيائية

إن أمبولة الزئبق الفرعوني عندما يُكسر و تُسكب غلات الزئبق على الأرض تتجمع حبيباته أو غلاته و تتحد وتكون حبة واحدة كبيرة دون أن يمتصها تراب الأرض ، وإذا عزل ثلث الجرام من الزئبق الفرعوني عن باقي الجرامات الثلاث ثم وضعنا باقي الجرامات الكاملة في الأمبولة دون وضع الثلث جرام وأعيد لحام الأمبول مرة أخرى ثم قام أحدهم برجه فإنه لن يُحدث نفس نتيجة الرج السابقة (إحساس بالارتجاج إلا عند إضافة ثلث جرام المتبقي.

- تعقيب
جدير بالذكر أن الزئبق الطبي العادي الموجود في الطبيعة يحدث له نفس ما يدعون حدوثه مع الزئبق الفرعوني المزعوم، فالزئبق عنصر معدني (من الفلزات)غير أنه في حالة سائلة فلا وجود لخصائص خارقة هنا.

- مزاعم عن منافعه العلاجية والصحية

يزعم البعض أن الزئبق الفرعوني بألوانه الثلاثة عبارة عن مادة سحرية يشتريها التجار و يدفعوا فيها الملايين ليربحوا من وراءها المليارات فهم يبيعونها للأمراء و الملوك و الأثرياء الذين يعانون من الشيخوخة أو من عجز جنسي عن طريق حقن جرام منه في آخر فقرة عند أسفل العمود الفقري فيتجدد شبابه و تقوى عزائمه وتعود إليه حيويته الجنسية حتى لو كان له من العمر مئة سنة، ثم أنه يستخدم في علاج الكثير من الأمراض كالعمى و البرص و الجذام و الروماتيزم وكثير من الأمراض المستعصية.

- مزاعم عن أهميته في تنزيل الأموال بواسطة الجن

للزئبق الفرعوني استخدامات أخرى بواسطة الدجالين (مشايخ كما يحب البعض أن يسموهم)فيشترونه ليطعموا منه خادميهم من الجن فتعود إليهم حيويتهم وشبابهم بهدف أن يساعدوا سيدهم (الدجال)بالمقابل في استخراج الكنوز وذلك بعد أن يتحول الجني الذي يبلغ من العمر خمسة آلاف سنة مثلاً إلى جني شاب في الثلاثينيات من عمره ! أو يقوم ذلك الشيخ بتنزيل مليارات من أموال البنوك أي سرقتها بواسطة الجن دون أن يراهم أو يشعر بهم موظفي أو حراس البنك حيث لا تُفتح خزائن البنك الفولاذية أصلاً و لكن الجن له القدرة على اختراقها و سرقة محتوياتها دون حدوث صوت أو فرقعة أو كسر.

ملاحظة:

فهل يعقل أن تسرق مثل هذه المليارات من الأموال بواسطة الجن و تختفي من البنك دون أن يكتشفها محاسبو البنك سواء أكان بنكاً سويسرياً أو في أي دولة أخرى مع أن النقود تُعد يومياً في البنوك ولو تم اكتشاف اختفاء مائة دولار فقط تنقلب الدنيا و لا تقعد، و ربما تُستدعى الشرطة للتحقيق و معرفة السارق و لانقلبت وسائل الإعلام تزف هذا الخبر الغريب إلى الناس حول العالم، فكيف تختفي كل هذه المليارات دون فتح أو كسر الخزائن الفولاذية؟

أساليب الاحتيال والنصب

تخضع عمليات بيع شراء (الزئبق الفرعوني)إلى سلسلة من الوسطاء التجاريين بين مالك الأمبولة والمشتري النهائي. فبعد العثور على تاجر يوافق على شرائه يبدأ مالك الأمبولة بإملاء شروطه على التاجر بشكل غير مباشر وعبر سلسلة من الوسطاء ومن بين هذه الشروط أن يحصل مالك هذه الأمبولة على ثمنها كاملاً قبل أنه يكسرها التاجر، أما إذا كان من سيشتري هذه الأمبولة من المشايخ الغير مصريين و البعيدين عن مصر فإن الشيخ (الدجال)يخبر هؤلاء الوسطاء بأنه لن يأتي إلى مصر إلا إذا تأكد من أن هذا الأمبولة به فعلاً زئبق فرعوني ويأمر الوسطاء بإبلاغ مالك الأمبولة بأن سيجري بنفسه بعض الاختبارات على الأمبولة التي بحوزته للتحقق منها، و هذه الاختبارات هي:

- الاختبار الأول: يضع مالك الأمبوله أمبولة خلف ظهره وعلامة نجاح الاختبار هي انتصاب قضيبه.
– الاختبار الثاني :يوضع الأمبولة أمام مصباح كهربائي وعلامة نجاح الاختبار هي انفجار المصباح.
– الاختبار الثالث: يوضع الأمبولة أمام شاشة التليفزيون أو فوق جهاز التليفزيون وعلامة نجاح الاختبار هي انفجار الجهاز.
– الاختبار الرابع : يوضع الأمبولة أمام المرآة وعلامة نجاح الاختبار هي عدم انعكاس صورة الأمبول فيها.
– الاختبار الخامس: يكسر الأمبول وتوضع حبيباته في طبق معدني حتى تتجمع في حبة واحدة وعندها عليه أن يضع حبات من الثوم بداخل الطبق ، فإذا تنافرت غلات الزئبق ينجح الاختبار الخامس و الأخير .

- و بعدما يبلغ مالك الأمبول وسطاء التاجر أو الشيخ بأنه قد أجرى كل هذه الاختبارات و تمت بنجاح ، يسعى أولئك الوسطاء المخدوعين والذين لم يروا الأمبول أصلاً أو شهدوا تلك الاختبارات الزائفة ، يخبرون الشيخ أو التاجر بذلك فيطلب منهم الشيخ أن يبلغوا مالك الأمبول إنه يوجد اختبار أخير حتى يتأكد الشيخ من صدق كلام صاحب هذه الأمبولة وهي أن يحضر من بلده إلى مصر ومعه ثمن الأمبولة كاملاً وهذا الاختبار الأخير هو أن يمسك مالك الأمبول به في يده اليسرى ثم يتصل على الهاتف المحمول بذلك الشيخ حيث يقوم الشيخ آنذاك بتسخير خدامه من الجن على هذا الأمبول عبر الهاتف المحمول و يقرأ بعض التعاويذ ليتأكد من أن ذلك الأمبول يحتوى فعلاً على زئبق فرعوني، و لما يبلغ الوسطاء هذا الكلام لمالك الأمبول يسارع بالرفض بحجة أن الشيخ ربما يسرق ما بداخل الأمبول من غلات (جرامات) الزئبق عن طريق سحبها منه دون أن يراها أحد بواسطة خدمه من الجن ثم يترك له الأمبول فارغاً تماماً من الزئبق ؛أو يقوم بتنزيل نقود (سرقة نقود ) من البنوك بواسطة هذا الزئبق المسخر عليه أعداد غفيرة من الجن وعندها سيبطل مفعول الزئبق الفرعوني الذي بالأمبولة ويصبح زئبقاً عادياً لا فائدة منه و لايباع حتى بمليم واحد ، و كل هذه العملية الخرافية تستغرق شهوراً طويلة و ربما يبحث الوسطاء عن شيخ آخر، و عندما يجدون هذا الشيخ يطالبونه بالحضور إلى مصر لمشاهدة هذه الأمبول و اختباره بنفسه ، فإن وجده فعلاً زئبق فرعوني و نجحت كل اختباراته أمامهم ،فعليه أن يشتريه و يدفع لمالكه الثمن بالكامل ؛ بالإضافة إلى نصيبهم كوسطاء ، وإن لم يجده كذلك و فشلت كل اختباراته أمام أعينهم فإنهم سيدفعون مبلغاً كبيراً كشرط جزائي لهذا الشيخ أو التاجر يتفق عليه مسبقاً وهذا ما يحدث غالباً و يكسب الشيخ أو التاجر الشرط الجزائي لأنه يعلم تماماً أنه لا وجود لهذا الزئبق الفرعوني أصلاً وهي فرصته ليتكسب بعض الأموال كعادته و لكن هذا ليس خطأه وحده و لكنه خطأ هؤلاء الوسطاء الحمقى الذين يجرون و يلهثون وراء هذا الزيف الذي يسمونه زئبق فرعوني و يصدقون كل من يوهمهم بأنه يمتلك أمبولة منه فينفقون أموالهم على الاتصالات الدولية و التنقل لمسافات طويلة و دفع الشرط الجزائي الذي يكسبه الدجال في النهاية بعد فشل الاختبارات على الأمبولة المزعومة التي يشاهدونها و يشاهدون الأمبولة لأول مرة فقط عندما يأتي الشيخ (الدجال)من بلده و يقابل مالك الأمبولة التي تكون عبارة عن أنبوبة من الحجر على شكل أمبولة منقوش عليه رمز مفتاح الحياة و العقرب و ثعبان الكوبرا من الخارج وبها فتحة أو فوهة عندما يُكسر تخرج منها حبيبات زئبق طبي عادي لا تساوى مليماً واحداً فهي أشياء تصنع خصيصاً للنصب على الشيوخ و التجار و الوسطاء والأثرياء وربما يربح مالك هذا الأمبول المزيف في إحدى المرات و ربما يربح الدجال في مرة أخرى وهكذا و يشاع بين أوساط هؤلاء الجاهلين أنه يوجد نوع آخر من الزئبق يسمى (زئبق أبيض روحاني) و يقولون إنه زئبق طبي أبيض كالموجود في الطبيعة و لكن عليه بعض الأسحار الخفيفة (الروحانيات كما يسمونها )وهذا النوع من الزئبق لا يفيد في شيء و لا يشتريه أحد وليس له سعر أصلاً في سوق الزئبق !

الزئبق الأحمر

هناك نوع آخر من الزئبق يتم الاحتيال به بواسطة بعض المحتالين لعدم وجود الزئبق الفرعوني الأصلي و يطلقون عليه (أمبولة زئبق ألماني)و يقولون إنه يوجد في محولات الكهرباء القديمة في السد العالي أو بداخل أجهزة التليفزيون الألمانية القديمة وحتى في ماكينات الخياطة الألمانية من نوع سينجر وهو عبارة عن أمبولة زجاجية يشبه قطعة الزجاج التي يوضع بداخلها المادة الكيميائية في أجهزة استشعار الحرائق في الفنادق ويقولون أن هذه الأمبولة تحتوى على غلات من الزئبق حمراء اللون ويستخدمونها في النصب على الأثرياء وإيهامهم بأنه زئبق فرعوني و لكن عندما يأتي تاجر أو شيخ محتال مخضرم في الاحتيال ويشاهد هذا الأمبول يقول لمالكه أن هذا الزئبق الألماني له أيضاً ثمن و يباع الأمبول بالكامل بمليون جنية مصري إذا نجحت اختباراته ولو نجحت الاختبارات يشتريه التاجر ليحتال به على الأثرياء طالبي الزئبق الفرعوني و يبيعه لهم على أنه زئبق فرعوني و بعد موافقة مالك الأمبول يتم كسر الأمبول الذي هو عبارة عن قطعة زجاجية أو حجرية ليس عليها الرموز الفرعونية الموجودة على أمبولة الزئبق الفرعوني (كما يزعمون).

- الاختبار الأول: تفرغ محتويات الأمبولة بعد كسرها في طبق زجاجي أو معدني ثم توضع غلات الزئبق فوق منديل ورقي فإذا أمتصها المنديل الورقي أو أمتص اللون الأحمر يصبح هذا الزئبق زئبقاً عادياً أبيض تم تلوينه بطريقة بدائية أما إذا لم يمتصها المنديل الورقي و لم يتغير لون غلات الزئبق الحمراء يكون الاختبار قد نجح.

- الاختبار الثاني: هو أن تعصر ليمونة فوق غلات الزئبق الألماني ، و هي بداخل الطبق المعدني أو الزجاجي ، فإذا تغير لونها من أحمر إلى أبيض يفشل الاختبار وإن لم يتغير اللون ينجح الاختبار ويكون ما بداخل الأمبولة عبارة عن زئبق أبيض تم تلوينه باللون الأحمر بعناية حتى يتم النصب به على الأثرياء وهذا طبعاً يتم في حالات نادرة فتلوين الزئبق الطبي الأبيض باللون الأحمر يتطلب كيميائي مخضرم ليقوم بهذه العملية .

- و يشاع أن هناك بعض الكيميائيين يقومون بتلوين الزئبق الطبي الأبيض باللون الأحمر ؛ و لكن هذا اللون لا يستمر سوى أيام قلائل بعدها يعود الزئبق الملون بالأحمر للونه الأبيض الطبيعي تلقائياً أي يجب أن يباع قبل فساده لأي تاجر أبله أو ثرى أحمق لا يعرف هذا السر حتى و إن أكتشف الأمر بعد شراءه فإن ما دفعه لا يساوي شيء فيما يملكه من مليارات حتى و إن أغتاظ و أراد الانتقام لن يعثر على من باعوه هذا الأمبولة و لا على أي أثر لهم وهناك من يضع في هذه الأمبولات الحجرية أو الزجاجية طلاء أظافر أحمر و يدعي أنه زئبق ألماني أحمر ويدخل دائرة الاحتيال و النصب فإما أن يخسر شرطاً جزائياً و يحمل الخسارة على الوسطاء و إما أن يكسب من بعض البلهاء بضعة آلاف من الجنيهات كثمن أمبولة بها طلاء أظافر لا يزيد ثمنه عن جنية واحد !

زيت الكاهن

هناك مادة أخرى غريبة أخذت ضجة في أوساط الباحثين عن الثراء السريع بالاحتيال و النصب ولكن ضجتها تتلاشى أمام ضجة أمبولات الزئبق الفرعوني وهذه المادة يسمونها (زيت الكاهن)و يقولون أنها توجد في قارورة زجاجية أسفل رأس مومياء كاهن مدفون في مقبرة فرعونية ، و يقدر حجمها بزجاجة دواء سائل ، وبها زيت سحري اخترعه كهنة مصر القديمة و يباع أيضاً بالجرامات ولكن ثمنه ليس كمثل ثمن الزئبق الفرعوني إلا أنه يبقى مرتفع الثمن ، و يقال أن المشايخ من الدجالين يستخدمونه في علاج حالات البرص والجذام و أمراض الروماتيزم و الروماتويد و آلام المفاصل عن طريق دهن جسد المريض كله أو الجزء المصاب فقط بقطرة صغيرة من هذا الزيت فيعود المريض سليماً معافى كما يستخدم في علاج أمراض الثعلبة (وجود مناطق خالية من الشعر في الرأس ) و حالات تساقط الشعر الأخرى فيعود شعر الرأس لنموه الطبيعي.

- تعقيب

من الطريف في هذا الموضوع أن كهنة مصر القديمة كانوا صلع الرؤوس تماماً وفقاً لقواعد عملهم في الكهانة على خلاف باقي كهنة الحضارات القديمة الذين كانوا يرسلون شعورهم لأكثر من متر ، كما أن معظم الرجال في مصر القديمة كانوا صلع الرؤوس أيضاً !، فإن كانت الغاية من هذه المادة علاج الأمراض الجلدية أو علاج تساقط الشعر عند السيدات فلماذا لا نقول أنها مادة طبيعية مركبة من مجموعة من الأعشاب والمواد الطبيعية كتلك التي أستخدمها المصريون القدماء في التحنيط ولكن بنسب معينة لم يعرفها غيرهم على غرار العطارين و بائعي الأعشاب في كل عصر و زمان ؟! و لماذا يربطها هؤلاء المحتالين بالسحر و يقولون أنها مادة سحرية مسخر عليها جان و لا يستخدمها إلا ساحر أو دجال؟ ، الإجابة هنا تكمن في أنهم يرغبون في الاحتيال من وراء ذلك والنصب على السذج والجهلة من الناس وما أكثرهم.

حجر الفلاسفة- هدف مزاولة الخيمياء

هو مادة أسطورية يُعتقد أنها تستطيع تحويل الفلزات الرخيصة (كالرصاص) إلى ذهب ويمكن استخدامه في صنع إكسير الحياة. إن أصل هذا المصطلح هو في علم الخيمياء الذي بدأ في مصر القديمة ولكن فكرة تحويل المعادن إلى معادن أغلى (كالذهب أو الفضة) تعود إلى كتابات الخيميائي العربي جابر بن حيان. قام ابن حيان بتحليل خواص العناصر الأربعة بحسب أرسطو قائلا بوجود أربعة خواص أساسية الحر والبرودة والجفاف والرطوبة. وقد اعتبر النار حارة وجافة أما التراب فبارد وجاف بينما الماء بارد ورطب والهواء حار و رطب. فذهب إلى القول إن المعادن هي خليط من هذه العناصر الأربعة اثنان منهما داخليا واثنان خارجيا. ومن فرضيته تلك تم الاستنتاج إن تحويل معدن إلى أخر ممكن من خلال إعادة ترتيب هذه الخواص الأساسية. إن هذا التحول، بحسب اعتقاد الخيميائيين، سيكون بواسطة مادة سموها الإكسير, وقد قال البعض إن الإكسير هو مسحوق احمر لحجر أسطوري – حجر الفلاسفة.

- يعتقد البعض إن ابن حيان قد استمد مفهومه لحجر الفلاسفة من معرفته بإمكانية إخفاء المعادن كالذهب والفضة في أشابات واستخراجها منها لاحقا بمعالجة كيماوية. كما كان ابن حيان مخترع الماء الملكي (مزيج من حمض النيتريك وحامض الهيدروكلوريك)أحد المواد القليلة التي تستطيع إذابة الذهب (ولا يزال قيد الاستعمال لتنظيف الذهب.(

- اعتقد الأقدمون إن الذهب فلز لا يصدأ ولا يفقد بريقه أو يفسد, وبما إن حجر الفلاسفة تحول معدن قابل للفساد إلى معدن غير قابل للفساد استنتجوا انه يستطيع منح الإنسان المخلوق الفاني الخلود. وقد ساد هذا الاعتقاد في القرون الوسطى بالذات، وبقي الإيمان بحجر الفلاسفة سائداً إلى إن قام أنطوان لافوا زييه بإعادة تعريف العنصر الكيميائي.

وبالتالي فأن لكل عصر أساطيره فمثلما كان حجر الفلاسفة أو إكسير الحياة أسطورة تبعها وابتلي بها الكثيرون في العصور المظلمة في أوروبا التي طغت عليها ممارسة السحر و تصديق الخرافات كذلك هي أسطورة الزئبق الفرعوني في عصر الثورة المعلوماتية والتقدم الهائل في كافة مجالات التقنية.

مع تمنياتي لكم بالفائدة والمتعة.

hamdimisr

حمدي عسكر

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 2782 مشاهدة
نشرت فى 4 مايو 2012 بواسطة hamdimisr

مهندس حمدي محمود

hamdimisr
العلوم الزراعية الحديثة جمهورية مصر العربية 01068191759 01068635566 01004120734 01128385555 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

409,938