تكنولوجيا المعلومات والتفكير البصري
رجوعبقلم: د. أحمد عبدالمجيد
يعد التفكير البصري المرئي نوعًا مـن أنواع التفكير يعتمد على مـا تراه العين وما يتم إرساله على شكل شريط مـن المعلومات المتتابعة الحدوث (المشاهدة) إلى المخ حيث يقوم بترجمتها وتجهيزها وتخزينها في الذاكرة لمعالجتها فيما بعد، والجانب الأيسر من المخ هو المسؤول عن عمليات معالجة الأفكار المنطقية أما الجانب الأيمن فهو المسؤول عن معالجة الأفكار الإبداعية، والمتميزون في هذا النوع من التفكير لديهم المقدرة العالية على الإبداع وبلورة تفكيرهم والتواصل بدرجة عالية مع كل من الأفكار والأشخاص الآخرين ويطلق عليهم أصحاب الجانب الأيمن مـن المخ.
أي أن الفص الأيمن من المخ هو المسؤول عن الجوانب البصرية في عملية الاتصال لدى المتعلم مثل: الأنشطة الإبداعية المختلفة كالرسم، والموسيقى، والتصوير، والفكاهة، أما الفص الأيسر من المخ فيكون مسؤولًا عن الجانب اللفظي، وتكمن القراءة الصحيحة في القدرة على أن يعمل المخ كاملًا بالتعاون والتنسيق بين الفص الأيمن، والفص الأيسر، وعلى ألا يلغى أحدهما عمل الآخر .
وكمثال للتكامل بين الفص الأيمن، والأيسر نشوة السعادة التي شعر بها آينشتاين كانت نابعة من ملكته في اكتشاف جوانب من الإبداع، والجمال التي يراها في المعادلات الرياضية، والفيزيائية إضافة إلى قدرته الفائقة على التفكير المنطقي التي مكنته وهو لم يبلغ السادسة عشرة من عمره. واستنادًا إلى معادلة «ماكسويل» في العلوم من رؤية وتخيل ماذا يمكن أن يكون علية الأمر عند مسايرة أي موجة ضوئية ومحاولة اللحاق بها فاكتشف أنها ظاهرة طبيعية متفردة وأن الموجة تتحرك بسرعة أعلى من أن يسايرها أحد، حيث تذهب مبتعدة عنه في نفس الوقت الذي يتباطأ عنده الزمن، وبذلك تمكن آينشتاين من رؤية وإدراك ما عجز عنه كبار العلماء والأكاديميين في عصره نتيجة لخيالة وعمق تفكيره المنطقي، والإبداعي.
وتستطيع الصور البصرية، وأدوات المحاكاة الكمبيوترية أن توفر أدوات لتمثيل وتنشيط العمليات المعرفية لدى المتعلم، هذه التمثيلات تكون مرئية بصرية، أي في صورة: رموز، وصور، ورسوم بيانية، ومحاكاة، ورسوم متحركة. وتستطيع نماذج التدريس والتعلم البصري المرئي أن تحقق ما يسمى بالقيمة المضافة المعرفية لدى المتعلم، حيث توجد قدرة معرفية متحسنة فعلى سبيل المثال: فإن التنظيم الذاتي والثراء العقلي والتعلم بمساعدة الكمبيوتر له القدرة على دعم المعرفة والإدراك من أجل تنمية ذكاء الفرد.
يتضح مما سبق أن الاهتمام بمجال التفكير يعد من الأهداف الأساسية التي تسعى المجتمعات باختلاف درجة تقدمها إلى تنميته لدى أفرادها وذلك من خلال طرق عدة، من أبرزها المناهج الدراسية ويمكن أن تؤدي المستحدثات التكنولوجية لما تتمتع به من مواقف ومشكلات قائمة على الصور والرسوم المختلفة دورًا مهمًا في تنمية التفكير عامة والتفكير البصري خاصة لدى المتعلم، ومن ثم يستطيع المتعلم أن يتطور ويتكيف مع المجتمع الذي يعيش فيه بسهولة ويسر.
التفكير البصري والثقافة البصرية
يعرف «إدوار هريو» الثقافة بأنها «ما يبقى للإنسان عندما ينسى كل شيء» ولا شك، فإن الصور البصرية تتميز بقابلية الاحتفاظ الطويل في الذاكرة، فقد ينسى الفرد كتابًا قرأه قبل عشرين عامًا، ولكنه بالتأكيد لن ينسى مشهدًا بصريًا، أو صورًا، وخاصة تلك التي تمتلك قدرًا عاليًا من الجاذبية والدهشة.
والثقافة بصفة عامة هي كل ما أنتجه عقل الإنسان من ماديات ولا ماديات خلال حياته في مكان معين منذ نشأته وحتى حاضره، وهذا يعني أن الثقافة تتكون من جانبين: جانب مادي وهو ما أنتجه الإنسان ليلبي به احتياجاته المادية من مسكن، وملبس، ومأكل، ومشرب وغيرها، وجانب غير مادي يتمثل في القوانين، والأعراف، والاتجاهات، والقيم التي وضعها الإنسان كي ينظم بها حياته.
أي أن الثقافة وعاء يشمل تفاعلات المجتمع المادية وغير المادية كافة من علوم وفنون، ونظرًا للتطور التكنولوجي في العصر الحالي ظهر ما يسمى بالثقافة البصرية، وتتضمن جوانب ثلاثة تتضح في الشكل الآتي:
التفكير البصري.. من أجل تنظيم الصورة الذهنية
التفكير البصري هو عملية داخلية تتضمن التصور الذهني العقلي وتوظيف عمليات أخرى ترتبط بباقي الحواس وذلك من أجل تنظيم الصور الذهنية التي يتخيلها الفرد حول: الأشكال، والخطوط، والتكوينات والألوان وغيرها من عناصر اللغة البصرية داخل المخ البشري.
أي أن التفكير البصري يستلزم تكوين صور ذهنية يتخيلها الفرد، وتتأثر عملية التمثيل هذه بالعديد من المتغيرات منها: الخبرات السابقة للفرد، والثقافة السائدة في المجتمع، وعناصر البيئة التي يعيش فيها، وتعد هذه المتغيرات بمنزلة مصادر للتمثيل الذهني Sourcesof imagery.
ونحن نحتاج إلى تصور للمعلومات البصرية حتى نستطيع أن نفكر فيها ونحافظ عليها، وعلى الرغم من أن الصور البصرية تعد جزءًا من الإدراك والمعرفة البشرية، فإنها تميل إلى أن تكون مهمشة وغير ذات قيمة في التعليم، بالرغم من أن الأساليب البصرية واللفظية مهمة في صياغة وبناء المعرفة فتوفير قدر كبير من التعلم عبر الحواس يعد بصريًا مرئيًا.
وحركة المعرفة البصرية أو حركة الثقافة البصرية تعد قدرًا كبيرًا من الدافعية ويتدرج المفهوم الذي يركز على الأشكال البصرية المتعددة إلى الاتصال البصري المرئي وعلى سيبل المثال:دعم الصور والمرئيات لغرض الاتصال والتفكير والتعلم والتعبير الابتكاري، فالطرق والأساليب البصرية المرئية تدعم عملية التعلم؛ لأنها تتضمن تكنولوجيا وبيئات مدعمة ومساعدة بواسطة التكنولوجيا حيث يتعلم الطلاب في أغلب الأحيان عن بعد أو بأسلوب التعليم الإلكتروني.
إن إدخال المواد والمصادر البصرية المرئية واضح في أجهزة الكمبيوتر الموجهة بالرسوم البيانية المرئية والوسائط المتعددة والاتصالات التي يمكن أن تدعم التمثيل المعرفي المرن، والجدول الآتي يوضح الفروق بين التمثيل البصري(المرئي)، واللفظي:
وقد اعتمدت أنظمة التعليم التقليدية على نماذج التدريس اللفظية والرمزية بشكل كبير ولكن في الوقت الحاضر ظهر الاهتمام الكبير بالوسائط المتعددة المعتمدة على الكمبيوتر، حيث تستطيع أن تساعد المتعلمين على المرور بخبرات، وملاحظات، ومشاركات في الأنشطة المتنوعة خلافًا على ما هو متعارف عليه في سياقات التعليم التقليدي.
ويشير Wilemanإلى أنه يمكن تمثيل الشكل البصري بثلاث أدوات تتضح في الشكل الآتي:
أ- الصور:
تعد الصور الطريق الأكثر دقة في الاتصال، وفي الوقت الحالي توفر شبكات الإنترنت العالمية كثيرًا من الصور التي يمكن الحصول عليها بسهولة وفي أسرع وقت ممكن.
ب- الرموز:
وهي الأكثر شيوعًا واستعمالًا رغم أنها تكون أكثر تجريدًا مثل رمز المثلث.
جـ- الرسوم التخطيطية:
تستخدم الرسوم التخطيطية لتصور الأفكار وتصور الحل المثالي وتشمل: رسومات متعلقة بالصورة، ورسومات متعلقة بمفهوم ما ورسوم اعتباطية، وهي رموز مجردة حملت في خيال الفرد كطريق ترى منه العلاقات بين الأفكار وتسمى المخططات الاعتباطية بالصور اللفظية التي تلخص الأفكار الرئيسة لفقرة ما وتتضمن الرسومات الاعتباطية أشكالًا هندسية ومخططات انسيابية وخرائط شبكية وغيرها.
التعلم البصري..استفد مما يعرض عليك لإحداث التغيير
يرتبط هذا الجانب بقدرة الفرد على الاستفادة مما يعرض عليه من بصريات لإحداث تغييرات سلوكية داخلية مرغوبة، ويرتبط ذلك بقدرة الفرد على قراءة البصريات، واكتساب المعلومات وتكوينها نتيجة لتفاعل الفرد معها. أي أن هذا الأمر يستلزم حدوث عملية التفاعل بين الفرد، والبصريات التي تعرض عليه، ويمكن أن تشتمل البصريات ذاتها على عناصر تتطلب التفاعل، وهذا يمكن أن يراعيه مصمم البصريات في مرحلة التصميم، والإنتاج.
ويعد التفكير البصري أو التصوري ضروري لحل المشكلات، حيث يمكن الأفراد من استخدام الوسائل المحسوسة المادية لفهم الصور المجردة. وفي مجال الرياضيات مثلًا تستلزم العملية التصورية أو البصرية تشكيل الصور بالعلم، والورق، والتكنولوجيا أو حتى بشكل عقلي وذلك من أجل التصور والفحص والاستكشاف، فالمعنى الأصلي لكلمة«يبرهن» اليونانية هو التوضيح وجعل الشيء مرئيًا، وتركز البحوث الحديثة في مجال تعليم الرياضيات وتعلمها على استخدام الشرح والتفسير بالأشكال، فالأشكال المرئية والتوضيحية يمكن أن تقدم مميزات عن التفكير اللفظي مثل:
•القدرة على عرض الروابط والعلاقات البينية الفراغية المكانية.
•الأشكال البصرية للتمثيل مهمة وليست مجرد أدوات توجيهية ولكن كجوانب مطلوبة للاستدلال، والاستنتاج، والتعلم.
ولا يرتبط التعلم البصري باستخلاص المعلومات من البصريات فقط، لكن يمتد ليشمل عملية تصميم البصريات التي يمكن استخدامها لإحداث التعلم، وهو أمر يرتبط بمصمم مواد التعلم البصرية على وجه التحديد؛ حيث يضع في اعتباره أهداف التعلم المرجو تحقيقها ويوظف النظريات ذات العلاقة ونتائج البحوث المرتبطة عند تصميمه لهذه المواد لضمان فاعليتها وكفاءتها في تحقيق الأهداف المنشودة.
وماذا عن الاتصال البصري؟
يرتبط هذا الجانب بقدرة الفرد على استخدام البصريات بأنواعها المختلفة في التفاعل مع الآخرين والتفاهم معهم ومشاركتهم في الأفكار والمعاني والمعلومات والمشاعر والميول.وتتنوع أدوات ووسائل التواصل البصري الإلكتروني بين الوسائل المتزامنة والوسائل غير المتزامنة وتتضح هذه الوسائل في الآتي:
1- أدوات التواصل المتزامنة:
أ- التحدث المباشر(الحوار النصي) Chat:
تتيح هذه الأداة إمكانية التواصل الإلكتروني البصري المباشر بين شخصين أو أكثر عبر شبكات الإنترنت العالمية، وذلك عن طريق النصوص المكتوبة، فهي تشبه المحادثات والحوارات الهاتفية الفردية أو الجماعية. وتعد هذه الأداة من الأدوات الفعالة التي تخلق العديد من فرص التعلم وتبادل الخبرات بين المشاركين من خلال المناقشات الجماعية والعصف الذهني وأنشطة حل المشكلات.
وهي طريقة متزامنة للتعلم البصري الإلكتروني تسمح للمتعلمين بتناول موضوع ما أو قضية ما بالمناقشة العلنية تتبادل فيها الأدوار والمسؤوليات في عملية التعلم.وتساهم هذه الطريقة في تكوين حصيلة لغوية من خلال تنمية مهارة الكتابة الإلكترونية، كما تساعد على توفير بيئة اجتماعية للتعلم.
ب- التواصل الصوتي Audio:
يعد التواصل البصري الصوتي من الطرق والأدوات المدعمة لعملية التعلم، حيث توفر للمتعلم إمكانية الاستماع إلى محاضرة تبث بثًا مباشرة عن بعد، وقد تسهم هذه الطريقة في إحداث ترابط بين الخبرات المتعلمة من خلال الاستماع إلى آراء الآخرين من طلاب أو خبراء في الميدان.
ومن المهارات الأكاديمية التي يمكن أن تنمي من خلال التواصل الإلكتروني الصوتي مهارة حسن الاستماع، فالاستماع الجيد للآخرين يساعد في اتخاذ القرار الجيد أو تقديم مبررات جيدة للقضية أو موضوع المناقشة، كما يمكن أن يستفيد معلمو اللغات المختلفة من هذه الطريقة في تبسيط نطق بعض الكلمات أو الجمل نطقًا صحيحًا بالاعتماد على متحدثين أصليين.
جـ- التواصل الصوتي المرئي AudiowithVisuals:
تتمثل هذه الإمكانية في القدرة على التحدث مع المتعلمين عن طريق شبكة الإنترنت، مما يتيح للمعلم والمتعلم إمكانية الحوار في أثناء تبادل الرسوم والصور ولقطات الفيديو والرسوم المتحركة وغيرها من الوسائط ذات الارتباط بالموضوع أو المحتوى التعليمي المطروح للمناقشة.
د- المؤتمرات المرئية Videoconferencing:
تتيح هذه الأداة إمكانيات نقل الصوت، ولقطات الفيديو إلى العديد من المتعلمين أو المتدربين عن طريق شبكات الحاسب الآلي. وكما هو الحال في الأدوات التي توفر الصوت المباشر في الوقت نفسه، فإن المؤتمرات المرئية عبر الشبكات تتوفر بأكثر من طريقة:
الطريقة الأولى:
وفيها يتم بث لقطات الفيديو من المعلم إلى الطلاب في اتجاه واحد، وفيه لا يستطيع أى منهم رؤية الآخر، بالرغم من إمكانية استماعهم للصوت فقط.
الطريقة الثانية :
وفيها يمكن للمعلم والطلاب رؤية بعضهم البعض والاستماع إلى الصوت في الوقت نفسه، كما يحدث في الواقع العملي للمؤتمرات المرئية التقليدية.
هـ- الفصول الافتراضية VirtualClassroom
وتتضمن جانبين أساسيين هما:
• الجانب الأول: السبورات البيضاء Whiteboard:
تمكن السبورات البيضاء جميع الطلاب من الكتابة لتفسير بعض الموضوعات التي يتعلمونها. إن العائد التربوي من استخدام السبورات البيضاء هو تمكين المتعلمين من تثبيت المفاهيم والتطبيقات التي يتعلمونها في الوقت نفسه.
وتحل السبورة البيضاء محل السبورة الطباشيرية التقليدية، إلا أن التفاعل هنا ليس من طرف واحد، فالتفاعل تبادلي وتعاوني بين كافة المستخدمين للنظام والمحتوى التعليمي، وما يميز السبورات البيضاء التفاعلية، هو إتاحة الفرصة أمام الطلاب المشاركين في إبداء الرأي واقتراح الحلول للمشكلات التي يتم تناولها. كما تتميز أيضًا بالاحتفاظ بالمناقشات والتفاعلات التي يتم تناولها في صورة ملفات رقمية يمكن إعادة استرجاعها واستخدامها في أوقات أخرى أو عند الحاجة إليها.
• الجانب الثاني: التطبيقات المشتركة SharedApplications:
توفر التطبيقات الإلكترونية المشتركة للمتعلمين إمكانية العمل كمجموعة أو كفريق عمل يسعى لإنجاز مهمة محددة، فهي تساعد على تفاعل المتعلمين في أثناء استخدامهم لمجموعة برامج أو تطبيقات، مثل ما يحدث عندما يتدرب الطلاب ويساعد بعضهم البعض على كتابة تقرير باستخدام برنامج معالجة النصوص، كما يمكن للطلاب استخدام التطبيقات المشتركة في كتابة بعض المعادلات أو تصحيح بعض الحلول التي يتم التوصل إليها في أثناء حل المشكلة الرياضية.
إن استخدام التطبيقات المشتركة التزامنية عبر الويب يسمح بتكوين خبرات تربوية أصيلة تتمثل في مسؤولية جميع الطلاب في تعليم بعضهم البعض، وهو ما يحقق مبدأ المشاركة في التعلم.
2- أدوات التواصل غير المتزامنة:
أ- البريد الإلكتروني E-mail:
إن البريد الإلكتروني يتيح فرصة التواصل غير المتزامن للمتعلم والمعلم من خلال تبادل الرسائل والمقالات والنصوص والصور والملفات مع طالب أو طلاب آخرين لهم بريد إلكتروني على الإنترنت ويعد البريد الإلكتروني من أكثر خدمات الإنترنت شعبية واستخدامًا للأسباب التالية:
• سرعة وصول الرسالة، حيث يمكن إرسال رسالة إلى أي مكان في العالم حلال لحظات.
• يستطع المتعلم أو المعلم قراءة الرسالة في أي وقت وفي أي مكان تتوفر فيه شبكة إنترنت.
• لا يوجد وسيط بين المرسل والمستقبل.
• التكاليف المنخفضة مقارنة بالأنظمة التقليدية.
• يمكن إرسال ملفات ذات وسائط متعددة عبر البريد الإلكتروني الخاص بالطالب أو المعلم.
• يستطع الطالب أو المعلم إرسال عدة رسائل إلى جهات مختلفة.
ب- المنتديات Forums:
المنتدى هو بيئة تعليمية إلكترونية نشيطة يتم من خلالها إبداء الرأي والحوار والمناقشات في موضوعات متعددة، وذلك من خلال قيام الفرد بتسجيل بياناته في هذا المنتدى، ومن ثم فإنه يستطع المشاركة بملفات متنوعة مثل:ملفات الورد أو الأكروبات أو الأصوات أو النصوص فقط.
وتعطي المنتديات للمتعلمين فرصة تحليل المعلومات، واكتشاف الأفكار، والمشاركة بأحاسيسهم فيما بينهم وبين معلميهم، فيمكن أن يشكلوا تواصلًا مبنيًا على الاهتمامات المشتركة، وليس على الموقع الجغرافي المشترك. ويمكن لمنتدى المناقشة جيد التصميم في المقرر الإلكتروني أن يساعد في بناء بيئة تعلم مشتركة وتفاعلية وفعالة، حيث يختبر المشاركون في منتدى المناقشة الإلكتروني آراء متعددة حول قضايا تحفزهم على التحليل، والمشاركة بطرق تفكير مختلفة، ولذلك يكون لدى المشاركين في هذا المنتدى المصمم طاقات كامنة وإمكانات متنوعة يمكن استثمارها ليصبحوا مفكرين ناقدين بصورة أفضل.
جـ- المدونات Blogs:
المدونة Blogهي التعريب الأكثر قبولًا لكلمة Weblogبمعنى الدخول على الشبكة، وهو تطبيق من تطبيقات الإنترنت، يعمل من خلال نظام إدارة المحتوى، وهو في أبسط صورة عبارة عن صفحة ويب تظهر عليها تدوينات (مدخلات) مؤرخة ومرتبة ترتيبًا زمنيًا تصاعديًا، تصاحبها آلية لأرشفة المدخلات القديمة، ويكون لكل مدخل منها عنوان دائم لا يتغير منذ لحظة نشره يمكن للقارئ من الرجوع إلى تدوينة معينة في أي وقت سابق.
وما يميز المدونة الإلكترونية من غيرها من صفحات الويب التقليدية الأخرى، أنها تزخر بالمشاركة والتفاعلية بين مؤلفها وقارئها؛ بمعنى أنها ليست فقط لإضافة المعلومات، كما هو الحال في مواقع الويب الأخرى، وإنما للرد والتعليق عليها؛ فكثير من أصحاب المدونات الإلكترونية يعطون فرصة المشاركة لقراء مدوناتهم والتعليق على ما تزخر بها هذه المدونات من قضايا وموضوعات متعددة ومختلفة، الأمر الذي يعد بمنزلة اتصال حقيقي متبادل بين الطرفين، ومن ثم الانخراط والتواصل الفعال.
ويمكن توظيف المدونات Blogsفي مجال التعليم والتعلم، بحيث يستخدمها المعلمون والمتعلمون في عمليتي التدريس والتعلم لتطوير المقرر الدراسي وأنشطته المتنوعة من خلال الحوارات، والمناقشات، والكتابات أون لاين Onlineويمكن للمتعلمين استخدام المدونات Blogsللتفكر وعمل روابط مع الطلاب الآخرين والتعليق على مناقشاتهم المطروحة والمحفوظة في المدونة بترتيب زمني محدد.
ويعد التعلم البصري المرئي وسيطًا بين التفكير المرئي البصري، والتواصل المرئي أي أنه أداة سابقة لعملية التواصل الإلكتروني .
مكانة التعلم البصري
يلاحظ من شكل السابق أن التعلم البصري له بعدان:داخلي، وخارجي، وإذا قارننا هذه البنى بدلالة الاتجاه، فإن التعلم البصري له اتجاه مزدوج ناحية الذات، وناحية الآخرين، بينما المصطلحان الآخران (التفكير، والاتصال البصري) يعتبران أحاديي الاتجاه وهذا يتضح في الشكل التالي الذي يمثل توجه مكونات الثقافة البصرية.
كيف نتمكن من قراءة الأشكال البصرية
يستطيع المتعلم البصري أن يحصل على معلومات أكثر من خلال الصور والرسوم والأشكال والمخططات الإلكترونية بالمقارنة بالمعلومات التي تعتمد على اللفظ سواء أكان هذا تحريريًا أم شفهيًا أم معادلات رياضية، وعلى عكس ذلك «المتعلم اللفظي» ومن ثم فإن أغلب المتعلمين الذين يفضلون الرياضيات يكونون غالبًا متعلمين بصريين، على الرغم من أن ما يقدم لهم من معلومات في الغالب سواء في الكتب المدرسية أم الحجرات الدراسية يعتمد على اللفظ، لذا يصعب على المتعلمين استرجاع ما تعلموه من معلومات، وعلى هذا ينبغي أن تتوفر لدى المتعلم مهارة قراءة الصور، والرسوم التوضيحية الإلكترونية.
ويقصد بمهارة قراءة الصور والرسوم التوضيحية الإلكترونية مدى تمكن المتعلم من ملاحظة، ووصف محتوى الصورة أو الرسمة، وتفسير مضمونها، واستنتاج ما تحمله من مفاهيم وأفكار وقيم وعلاقات وغيرها، واستدعاء هذه المكونات وما يرتبط بها وتحويلها إلى كلام منطوق أو مكتوب. وتتضح بعض مهارات قراءة الأشكال البصرية في الشكل التالي:
1- مهارة تعرف الشكل ووصفه:
وتعني القدرة على تحديد أبعاد الشكل المعروض.
2- مهارة تحليل الشكل:
وتعني القدرة على رؤية العلاقات في الشكل وتحديد خصائص تلك العلاقات.
3- مهارة ربط العلاقات في الشكل:
وتعني القدرة على الربط بين عناصر العلاقات في الشكل وإيجاد التوافقات بينها والمغالطات فيها.
4- مهارة إدراك الغموض وتفسيره:
وتعني القدرة على توضيح الفجوات والمغالطات في العلاقات والتقريب بينها.
5- مهارة استخلاص المعاني:
وتعني القدرة على استنتاج معان جديدة والتوصل إلى مفاهيم ومبادئ علمية من خلال الشكل المعروض مع مراعاة احتواء هذه المهارة للمهارات السابقة،إذ إن هذه المهارة هي محصلة للمهارات السابقة.
تكنولوجيا المعلومات والوسائل البصرية
تربط وسائل الاتصالات الحديثة الأفراد بسلسلة من المواقع الإلكترونية تمكنهم من المشاركة التعاونية في الصور البصرية، والنصوص، والرسوم البيانية، كذلك التواصل مع بعضهم البعض بالصوت، والصورة، والنص المبني على الرسائل الإلكترونية، ومن خلال ذلك يستطيع الطلاب الابتكار والمشاركة في الرسوم البيانية في أثناء عملية التواصل الإلكتروني مع الأفراد في المواقع البعيدة فيما يسمى بالفصل الممتد وهذا نموذج من نماذج التعليم الإلكتروني.
أي أن الفصول الدراسية التي تستخدم وسائل الاتصالات الحديثة تستطيع أن تثري العملية التعليمية وتثري الأسلوب المرئي البصري للاتصال بين الطلاب الذين يتعاملون مع المنهج الدراسي عبر هذه الوسائل، والفصول التي تستخدم هذا النوع من الوسائل لها خصائص عديدة، حيث إن الكمبيوتر يمكن أن يستخدم للمشاركة في الرسوم البيانية، والوسائل المرئية ويمكن أن يوفر عددًا من الأنشطة التفاعلية للتعلم مثل:
•المحاكاة المرئية البصرية.
•التدريب و المران.
•القراء والكتابة التشاركية.
•التغذية الراجعة.
•تسجيل الأعمال المكتوبة وطباعتها.
وتساعد هذه الفصول في تدعيم وإثراء عملية التفكير رفيع المستوى، ولكن الاعتماد على التواصل اللفظي يمكن أن يميل في بعض الأحيان إلى التقليل من تأثيرات كيف أن التقديم والعرض المرئي للصور مثل الخرائط والرسوم البيانية يمكن أن يصبح وسائل تعليم داعمة لتعلم الطلاب لينقلوا المعنى ويتواصلوا ويتصلوا عبر المسافات الجغرافية المختلفة.
وتعد الفصول الإلكترونية بيئات تعلم مفيدة يتحقق عبرها التواصل اللفظي بأسلوب الروابط السمعية من خلال إرسال الوثائق، والأشكال الهندسية، والرسومات بين أجهزة الكمبيوتر المختلفة عبر الخطوط السلكية، واللاسلكية، وتعمل البيئة الإلكترونية على دعم التبادل الديناميكي للأفكار والمعلومات، وفي هذه النوعية من الفصول لا يكون المعلم حاضرًا بصورة جسدية، فهذه الفصول تقل فيها الإشارات والتلميحات التي تصدر عن المعلم، ويزداد الاعتماد على وسائل التواصل اللفظية، والشفهية.
وتتميز هذه النوعية من البيئات الإلكترونية بأنها متنقلة ومتجولة، حيث تمكن الروابط الصوتية التفاعلية عبر التواصل اللامتزامن في حين إن توفير بيئة بصرية مرئية تكيفية مشتركة عبر استخدام تكنولوجيا الكمبيوتر.
المراجع
إبراهيم حسين حسني. التفكير البصري في التعليم والتدريب وإدارة الأعمال. http://knol.google.com.
أحمد رجب(2008). كيف تكون محترف كمبيوتر خطوة خطوة. القاهرة: نهضة مصر للطباعة والنشر.
إسماعيل صالح الفرا(2007). «مهارات قراءة الصورة لدى الأطفال بوصفها وسيلة تعليمية تعلمية- دراسة ميدانية». ثقافة الصورة. المؤتمر الدولي الثاني عشر، جامعة فيلادلفيا، 24-26 أبريل.
أكرم مصطفى(2006).إنتاج مواقع الإنترنت التعليمية – رؤية ونماذج تعليمية معاصرة في التعلم عبر مواقع الإنترنت.القاهرة:عالم الكتب.
بدر الخان (2005).استراتيجيات التعلم الإلكتروني.ترجمة علي بن شرف الموسوي وآخران .حلب:دار شعاع للشر والعلوم.
حسن ربحي مهدي(2006).«فاعلية استخدام برمجيات تعلمية على التفكير البصريوالتحصيل في تكنولوجيا المعلومات لدى طلاب الصف الحادي عشر». رسالة ماجستير، كلية التربية، الجامعة الإسلامية بغزة.
حسني عسر(2001).التفكير – مهارته، واستراتيجيات تدريسه.الإسكندرية: مركز الكتاب.
حلمي الوكيل، محمد المفتي(1996).المناهج – المفهوم- الأسس- التنظيمات - التطوير. القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية.
حمدي عبدالعزيز(2008).التعليم الإلكتروني – الفلسفة- المبادئ- الأدوات- التطبيقات.عمان: دار الفكر.
عبدالرحمن توفيق(2003).التدريب عن بعد باستخدام الكمبيوتر والإنترنت.ط2، القاهرة: مركز الخبرات المهنية للإدارة «بمبك».
عبدالله عبد الرحمن المقوشي (2001). الأسس النفسية لتعلم وتعليم الرياضيات – أساليب ونظريات معاصرة.الرياض:مكتبة الملك فهد الوطنية.
عصام منصور(2009). «المدونات الإلكترونية مصدر جديد للمعلومات». دراسات المعلومات. السعودية، جمعية المكتبات والمعلومات، العدد5، مايو.
علي محمد عبد المنعم علي(2000). الثقافة البصرية.كلية التربية، جامعة الأزهر.
فؤاد إبراهيم (2007). «ثقافة الصورة.. التحدي والاستجابة- وعي الصورة».ثقافة الصورة. المؤتمر الدولي الثاني عشر، جامعة فيلادلفيا، 24-26 أبريل.
فرانسيس دواير، ديفيد مايك مور(2007).الثقافة البصرية والتعلم البصري.ترجمة نبيل جاد عزمي، عمان:مكتبة بيروت.
لويس دوللو (1993). الثقافة الفردية والثقافة الجماهيرية.ترجمة خير الدين عبدالصمد، دمشق : وزارة الثقافة.
محمد عبدالغني حسن (2007).مهارات التعلم السريع – القراءة السريعة والخريطة الذهنية.القاهرة: مركز تطوير الأداء والتنمية.
نائلة نجيب الخزندار، حسن ربحي مهدي(2006). «فاعلية موقع إلكتروني على التفكير البصري والمنظومي في الوسائط المتعددة لدى طالبات كلية التربية بجامعة الأقصى».مناهج التعليم وبناء الإنسان العربي.المؤتمر العلمي الثامن عشر، 25-26 يوليو, ص ص 620-645.
وليد يوسف محمد/ وائل أحمد راضي(2006). «تطوير برنامج للتذوق الفني لتنمية الثقافة البصرية وفق متطلبات إعداد طلاب شعبة تكنولوجيا التعليم بكلية التربية جامعة حلوان وقياس فعالية». المعلوماتية ومنظومة التعليم. الجمعية العربية لتكنولوجيا التعليم، جامعة القاهرة، 5-6 يوليو.