حينما نجح النائب العام المُقال عبد المجيد محمود فى التلاعب بالاتفاق الذى أبرمه مع وزير العدل المستشار أحمد مكى ورئيس الجمعية الوطنية للدستور رئيس مجلس القضاء الأعلى السابق المستشار حسام الغريانى، والذي كان ينص على أن يتخلى النائب العام عن منصبه طواعية امتصاصاً للغضب الشعبي وأن يتولى منصباً تكريمياً يختتم به حياته المهنية، ثم تراجع النائب العام فى اتفاقه بعدما سعى «ا...لفلول» لتقويته ضد الاتفاق، حتى إنه وفق رواية أحد الشهود حينما اجتمع به رجال مجلس القضاء الأعلى مع الرئيس لمواجهته بما تم الاتفاق عليه تنصل من الاتفاق، وقال «أنا لم أكُن جاداً»، واعتقد النائب العام الذى أصبح يستقبل جموع «الفلول» المؤيدين له فى مكتبه ويسخر من الرئيس ومن القيادة السياسية أن مصر يمكن أن تقاد بهذه الطريقة، وأن السخرية العلنية من رئيس الجمهورية يمكن أن يقبلها رئيس انتخبه الشعب لأول مرة فى تاريخ مصر الحديث، وخرج «الفلول» من جحورهم، وأخذوا يعدون العُدّة للسطو على مصر واستلابها من السلطة التى انتخبها الشعب، حتى إنهم دفعوا بالتحقيقات لترتيب قضية حول تزوير الانتخابات الرئاسية، ومن ثم كما صدر حكم بحل مجلس الشعب الذى انتخبه الشعب يصدر حكم بتزوير الانتخابات الرئاسية، ويصبح الرئيس محمد مرسى غير شرعى، وقبل ذلك يكون قد صدر حكم بحل مجلس الشورى وحل الجمعية التأسيسية للدستور، ومن ثم دفع مصر للفراغ السياسى والخراب والفوضى، وبدء تنفيذ المخطط بدفع الصبية والمأجورين مع قليل من المخلصين المغرر بهم للشوارع بدعوى المطالبة بالقصاص، ورغم أن المطالبة بالقصاص يجب أن تكون لدى مكتب النائب العام «المُقال» حيث هو الذى حول القضايا التى حكم فيها بالبراءة فارغة للقضاء، فإن التظاهرات توجهت لوزارة الداخلية ومبنى مجلس الوزراء ومجلسى الشورى والشعب مع تغطية إعلامية موجهة ومهيجة للشارع ومضادة للسلطة والدولة، وفى نفس الوقت وجد الموتورون الذين كانوا يتطلعون للسلطة الفرصة سانحة لتقويض مؤسسة الحكم لأن الفوضى هى الطريق الوحيد لهم حتى يحققوا ما يحلمون به، وقد كتب كثير من المخلصين المحبين لمصر وشبعها للرئيس مرسى أن يتحرك للحفاظ على الثورة وأن يخرج من هذه الكبوة التى أعقبت أزمة النائب العام، وأن يمسك زمام الأمور بيديه قبل أن تفلت، وتحرك مرسى أخيراً فأصدر الإعلان الدستورى الذى سعى من خلاله لحماية الثورة ومؤسسات الدولة المنتخبة من العبث، وأن يتيح لها الفرصة حتى تكمل مهامها، وأقال النائب العام الذى كانت إقالته من أهم مطالب الثورة من أول يوم، وأكد أن هذا الإعلان الدستورى الذى من حقه أن يصدره هو إعلان مؤقت ومرهون باستكمال الدستور الحالى فى مدة لا تزيد على شهرين إلا أن المتنطعين والمتآمرين على الثورة والطامعين فى المناصب أو الكارهين لكل ما هو إسلامى يفتحون النار على مرسى وعلى الإعلان الدستورى، مما يؤكد أن همّهم الأساسى ليس هو مصر ومصلحتها والثورة وإنجازاتها، وإنما مصالحهم الشخصية الضيقة ومطامعهم التى لا تنتهى، ورغم أن المطلب الأساسى لهؤلاء المتطلعين للمناصب واقتسام كعكة الحكم فى مصر كأنها غنيمة هو إقالة النائب العام، فإنهم فجأة حولوا النائب العام بعد إقالته إلى أيقونة القضاء النزيهة وحامى حمى استقلال القضاء، وحولوا مواقفهم بشكل يكشف زيف المبادئ والأخلاقيات التى يدّعونها.
نشرت فى 26 نوفمبر 2012
بواسطة hamada33
حماده عبد الله عبد العال
مـوقـع خــاص وشـامـل ويهتـم بكـثـيـر مـن الموضوعـات السـيـاسـيـة والاجـتـمـاعيـة والادبـيـة والتعليميـة وهـذا الموقـع لا يمثـل مؤسسـة أو شـركة أو منظمة أو نشاطا تجاريا أو غيره بـل هـو موقـع شخصـى ونتـاج جـهـد شـخـصـي وتـم إنشـاء هـذا الموقع يوم الأربعاء 8 ديسمبر 2010 »
أقسام الموقع الرئيسية
ابحث داخل الموقع
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,303,040
ساحة النقاش