جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
ودعنا أول أمس شهر يونيو، الذي لم يكن شهرا عاديا في حياتنا كمصريين، بعد أن شهدت أيامه أحداثا ساخنة وملتهبة.. ترقبناها وعايشناها.. فألهبتنا وأجهدتنا..ستخلّد أيام يونيو 2012 حتما بذاكرتنا بعد أن جاء مختلفاً عن السنوات السابقة، الذي كان فيها مرتبطا لدينا بحدث وحيد هو "نكسة 67"
، لكن هذا العام كتبنا بأنفسنا سطورا جديدة في "كتاب" تاريخ مصر "باب" يونيو، عنوانها: "مولد نظام جديد وسجن نظام قديم".
إذا نظرنا إلى الوراء 30 يوما، سنجد أنها مرت عليها عمراً ثانياً بعد زخمها السياسي المتلاحق، حتى وصلنا إلى اليوم الذي تبدأ فيه الجمهورية المصرية الثانية..
ولنتذكر معا ماذا حدث لنا في "يونيو" الساخن سياسياً..
* استقبلنا أول أيام الشهر بأخر جلسات "محاكمة القرن"، التي صدر فيها الحكم على الرئيس المخلوع حسنى مبارك بالسجن المؤبد، بعد عشرة أشهر من تداول القضية في ساحات القضاء. لكن الحكم لم يمر هادئا على كثير منا، هناك من شكك وهناك من أيد..
* الآلاف في ميدان التحرير في حالة من الغضب للتعبير عن رفضهم تبرئة نجلي مبارك وقيادات الشرطة من تهمة قتل المتظاهرين.
* تبع ذلك أزمة بين القضاء والبرلمان، ألقت بظلالها على المشهد السياسي في مصر لتزيده سخونة، على خلفية الهجوم الذي شنه المستشار أحمد الزند رئيس نادي قضاة مصر على نواب البرلمان وهدد خلاله باللجوء لجهات دولية من أجل حماية حقوق القضاة.
* مشاهد انتخابية ساخنة قبل جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية، بين مرشحيَن أشعلت انتماءاتهما السياسية جدلا طويلا.. الدكتور محمد مرسى والفريق أحمد شفيق.. فالحملات تتسابق، وحرب تكسير العظام تشتعل بإطلاق التصريحات المضادة، والمنافسة تزداد شراسة لجذب الناخبين إليهما..
* مع الاستعداد للإجابة العملية على السؤال الصعب (مرسي ولا شفيق؟)، كنا مع "قنبلة سياسية" جديدة قبل موعد الانتخابات بـ48 ساعة، تتمثل في حكمي المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية قانون العزل السياسي الذي أقر بأحقية أحمد شفيق خوض انتخابات الرئاسة، والثاني حل مجلس الشعب..
* الآلاف في ميدان التحرير للمرة الثانية، للتظاهر ضد الحكمين.. تبع ذلك مليونية "العزل"..
* مع حلول موعد جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية يومي 16 و17 يونيو، كنا مع المشهد الأكثر زخما، لاختيار أول رئيس منتخب بالبلاد بعد الثورة، زاد من ذلك الزخم أنه حتى الخطوات الأخيرة لصندوق الاقتراع لم يكن كثير منا قد حسموا أمرهم بين المرشحَين.
* قرار من وزير العدل بإعطاء الضبطية القضائية للشرطة العسكرية والمخابرات الحربية، عمل على حالة من الترقب والتوتر لما سيؤدي إليه ذلك.
* ثم كانت "الشرارة" التي دفعت المتظاهرين لميدان التحرير للمرة الثالثة خلال الشهر الساخن بصدور "الإعلان الدستوري المكمل"، الذي وصف بأنه يقتنص من صلاحيات رئيس الجمهورية، ويبرر وجود السلطة بيد المجلس العسكري.
* شائعات موت مبارك إكلينيكيا، وعودته للحياة..
* على أحر من الجمر، وبعد أسبوع كامل على انتهاء التصويت في الانتخابات ومن التأجيلات والطعون، حانت اللحظة التاريخية موعد الإعلان عن اسم الرئيس.. والتي حبست الأنفاس فيها..
* الـ30 من يونيو 2012.. الدكتور محمد مرسي يؤدي اليمين الدستورية كأول رئيس منتخب للبلاد، وتسلمه السلطة من المجلس العسكري
كافة هذه الأحداث وقعت فقط في 30 يوما، مرت دهرا طويلا علينا، بعد أن عايشناها "على الهواء مباشرة"، وقرأناها من كتاب التاريخ سطرا بسطر.. تأرجحت مشاعرنا وتقلبت أمزجتنا خلالها، بين تفاؤل وإحباط وترقب وتوتر وغضب واستياء..
أيها الـ"يونيو".. أرهقتنا طويلا.. لكننا لن ننساك.
ساحة النقاش