تغير أنماط تخمرات الكرش ونمو الميكروبات نتيجة وجود الخميرة الحية
رابع التفسيرات للفوائد المستمدة من إضافة الخميرة الحية إلى علائق الحيوانات أنها تؤدي إلى تغير أنواع التخمر وأنواع الميكروبات في الكرش.
من الناحية العملية فإن كل الأعمال التي تناولت تأثيرات الخميرة الحية في كرش الحيوان شملت تقدير تركيزات ونسب الأحماض الدهنية الطيارة Volatile fatty acids (VFAs) كدليل على النشاط الميكروبي. ولقد وجد أن مزرعة الخميرة الحية تؤثر بشكل معنوي جداً على نسبة حامض الخليك إلى حامض البروبيونك في الكرش وأن هذا التأثير يرتبط بموعد أخذ العينات بعد التغذية على وجبة تحتوي على 50% قش، و50% شعير. وقد انخفضت نسبة حامض الخليك إلى حامض البروبيونك (3.4 إلى 2.8) في وجود مزرعة الخميرة ولكن تداخل عامل الزمن أوضح أنه عندما يزيد تركيز الـ VFAs بسبب التخمر السريع للشعير، ينخفض التغير في النسبة الذي تحدثه الخميرة.
ومن المعروف أن كفاءة ميكروبات كرش الحيوان في تخمير المواد الغذائية ترتبط بإنتاج غاز الميثان. وقد وجد العلماء أن تدعيم الوجبة الغذائية للحيوان بمزرعة الخميرة الحية يؤدي إلى خفض إنتاج الميثان من 39.5 إلى 35.2 لتر/يوم. ورغم أنه انخفاض بسيط إلا أنه معنوي كما ذكر العلماء. ولا شك أن انخفاض كمية الميثان المنتجة يعتبر أمر إيجابي بالنسبة لمربي الحيوان، ذلك لأن إنتاج الميثان يمكن أن يستهلك نسبة تصل إلى 12% من طاقة الوجبة الغذائية. ولعل دور الخميرة في ذلك يكمن في دورها في تحويل نمط التخمر بحيث تنتج كمية أقل من حامض الخليك الذي يعتبر المادة الأولية الهامة لإنتاج الميثان.
أما بالنسبة لزيادة أعداد ميكروبات الكرش الأخرى كنتيجة لتدعيم الوجبة الغذائية بمزرعة الخميرة الحية فقد تناولها كثير من الباحثين الذين لاحظوا زيادة كبيرة في عدد البكتيريا المحللة للسليلوز، وكذلك عدد البكتيريا اللاهوائية نتيجة تدعيم الوجبة الغذائية بالخميرة الحية (الجدول). وبالنسبة لزيادة عدد بكتيريا السليلوز في كرش الحيوانات نتيجة إضافة الخميرة الحية إلى الوجبة الغذائية فإن كثير من العلماء وجد نفس النتيجة عندما أضيفت الخميرة غير النشطة إلى الوجبة الغذائية .
جدول (1): تأثير مزرعة الخميرة الحية على تركيز الخميرة وأنواع معينة من البكتيريا في كرش الحيوانات المجترة التي تم تغذيتها على عليقة خشنة.
نوع الميكروب |
نوع التدعيم |
|
لا شيء |
خميرة حية |
|
الخميرة (لوغاريتم عدد الخلايا/مل) |
0.21 |
1.23 |
البكتيريا اللاهوائية (لوغاريتم عدد الخلايا/مل) |
8.85 |
9.54 |
بكتيريا السليلوز (لوغاريتم عدد الخلايا/مل) |
7.29 |
8.20 |
والحقيقة أن تنشيط معدل نمو الميكروبات في كرش الحيوانات له تأثير إيجابي بالنسبة لمربي الحيوانات. فهذه الميكروبات تعتبر مصدر جيد للبروتين الميسر بالنسبة للحيوان، حيث لوحظ زيادة في البروتين الميكروبي في منطقة الاثنى عشر نتيجة إضافة الخميرة الحية إلى العليقة. وفي دراسات كثيرة لوحظ أن إضافة الخميرة الحية إلى عليقة الحيوان تؤدي إلى زيادة انتقال المواد البروتينية من كرش الحيوان إلى مناطق أخرى من الجسم. كما أن وجود الخميرة يؤدي إلى تغيير في أنواع ونسب الأحماض الأمينية المكونة للبروتين خارج الكرش، حتى أن كثير من الباحثين يعتبرون أن وجود الخميرة الحية هو الذي يحدد أنواع الأحماض الأمينية للبروتين الميكروبي في المناطق التي ينتقل إليها بعد الأمعاء الدقيقة، كما أن وجود الخميرة يؤدي إلى تغيير في أنواع ونسب الأحماض الأمينية المكونة للبروتين خارج الكرش. إن المعلومات الخاصة بالدور الذي تلعبه الخميرة في تركيب الأحماض الأمينية المكونة للبروتين هي معلومات مثيرة، وجديدة، وسوف تلقى اهتمام كبير، من العلماء ذوي التخصصات المختلفة في المستقبل القريب.
ولا شك أن تنشيط تصنيع البروتين الميكروبي في حد ذاته دون النظر إلى أنواع الأحماض الأمينية السائدة، يعتبر من العوامل الهامة التي لها دور أساسي في نظم إنتاج اللحم، حيث أن الكرش بدون وجود هذا العدد من الميكروبات، لا يوفر بصفة دائمة العناصر الغذائية اللازمة للحصول على الحد الأقصى من الإنتاج. إن الوصول إلى طريقة لتحسين تصنيع البروتين الميكروبي عن طريق تنشيط النمو الميكروبي في الكرش سوف يكون له أهمية كبيرة في سد الاحتياج إلى أحماض أمينية معينة في لحوم الحيوانات عالية الإنتاج.
هل تريد المزيد يا دكتور أكرم؟
ساحة النقاش