فن الكف و النميم الصعيدي
التراث الشعبي الشعري و الموسيقي المصري ذاخر بالكنوز و النفائس التى تجعل الفنان يغترف منه و كأنه ينهل من بحر لا ينضب و من هذه الكنوز فن النميم و الكف و فن النَّميم هو أحد فنون الأدب الشعبي العربي ، وكما يقول الأديب والناقد والباحث " أحمد الليثى الشرونى " ( هو إبداع شعبي أصيل يعبِّر عن روح الجماعة الشعبية ، وينتشر فى محافظات الصعيد وتحديداً فى محافظتى أسوان والبحر الأحمر ، حيث ملائمة الظروف لنشوء هذا الإبداع الذى يقوم على تشكيله فنياً مبدعون ينتمون إلى بعض القبائل العربية ، كالغبابدة والجعافرة والعليقات ، هذه القبائل التى جاءت نازحة من شبه الجزيرة العربية أثناء الفتح الإسلامى لمصر ، واستقرت معظم هذه القبائل فى صعيد مصر .
وفن النميم هو كنز من كنوز الأدب الشعبي فى صعيد مصر وخاصة أسوان ، أتى من السودان عن طريق القوافل التجارية للجمال من طريق درب الأربعين إلي مدينة دراو ، وهو نتاج الشِّعر الشعبي السودانى " الحَردلو " المربع ، وقد جاءت بمعنى : ( الحار دِلَّهُ ) أى : الحائِر دِلو أو دِلَّهُ )
.......
و الرأي عندي أنه فن موسيقي مصري مثل موسيقى السمسمية في محافظات القنال و الراي في المغرب العربي .. و ليس فنا شعريا قائما بذاته فالقوالب الشعرية التى يتعامل معها فنانوا الكف و النميم ليس لها خصائص قائمة بذاتها و لو استقصينا أشهر إبداعات الكف و النميم نجدهم يتعاملون مع كل المقطوعات الشعرية فالمقطوعات الثلاثية مثل
عزف الربابة و دا فنّي
و ف حبه ميت و دفنّي
في الشعر و الناس عارفنّي
وليه هتاكل حق الناس
حق الناس حق الناس
طب ليه هتاكل حق الناس
حتى ف كلامك كدابوك
طب راعي راجل كد أبوك
لو كنت واكل كد أبوك 
طب ليه هتاكل حق الناس
حق الناس حق الناس
طب ليه هتاكل حق الناس
أو التعامل مع مربعات فن الواو و المربعات العادية 
أما موسيقيا فاشتهر بالمبارزات الغنائية أو الغناء الجماعي مع رتم الكف ( التصفيق ) و لذلك سمي فن الكف و من أشهر هذه الاغاني التى يعتبرونها مثلا لفن الكف و منهم من يعتبرها مثلا لفن النميم اغنية نعناع الجنينة و هي من التراث النوبي الاصيل و من الامثلة لفن الكف 
كلمات أغنية نعناع الجنينة 
- في عشق البنات محمد منير مكتوبة
قالتلي بريدك يا ولد عمي
تعا دوج العسل سايل على فمي
على مهلك علي ما بحمل الضمي
على مهلك علي دنا حيلة أبوي وأمي
نعناع الجنينة المسقي في حيضانه
شجر الموز طرح ضلل على عيدانه
في عشق البنات أنا فقت نابليون
ترومبيلي وقف عجلاته بندريون
قدمت شكوتى لحاكم الخرطوم
أجل جلستي لما القيامة تقوم
سألت أيش الاسم قالوا البنات نعمات 
أم صابعين رطاب والباقي بلح آمهات 
يوم ندهت علينا بيدها النعمات 
قلت نعمين تلاتة وأربع خمس نعمات
خضارك زي جنينه وطرحت تينات
عودك في مشيته عامله منحنيات
عضامك لينه لايقين علي التانيات
تانيه واتنين تلات أربع خمس تانيات
يا أم عقدين دهب تلاته وتلاتين تاره
ما عيناً رأت ماوردت علي بكاره
يوم طلت علينا الكل وقعوا سكاره
سقطت في الحليب ما بينت له عكاره
و للدراسة بقية