فراس حج محمد

موقع يختص بمنشورات صاحبه: مقالات، قصائد، أخبار

 

تعليق مادونا عسكر على قصة هل تكفي هذه المسافة لحدوث الأمان؟

مع الاحترام أ. فراس، لكنّني أجد هذا النّصّ ملتبس المعاني والمضمون.

تعنون النّصّ بسؤال يتناقض مع مضمون النّصّ. فالسّؤال عن مسافة لحدوث الأمان سيتعارض مع العلاقة الّتي اخترت أن تبيّن إشكاليّتها ربّما.

تفتتح النّص بعبارة تدلّ على رباط الصّداقة بين رجل وامرأة دلّت عليه عبارة (صديقتي المقرّبة). لكنّك تناقض اختيارك لعبارة (صديقتي المقرّبة) وأنت تضع على فم الشّخصيّة/ الرّجل إجابة تناقض مبدأ الصّداقة (إنّني صديق، وأحافظ على مسافة آمنة حتى لا يكون هناك حادث عاطفيّ مؤسف.). ما يستدعي منّي كقارئة استغراباً حول مفهوم الصّداقة الّذي تطرحه وتعالجه من النّاحية العاطفية. تؤكّده الجملة التّالية (البعد بهذه الطريقة ليس جميلا، ولا تنس أنك (مفرملٌ) أصلا، ولا أشعر بالخوف منك، لتعلق قلبك بمن تهوى.). هذه الجملة بحدّ ذاتها خطيرة. لقد بنيت حاجزاً من الخوف والحذر بين صديقين من المفترض أن يكونا على ثقة تامّة ببعضهما البعض، خوفاً من الانزلاق في علاقة جسديّة، على الرّغم من أنّ الرّجل في النّص مرتبط عاطفيّاً. ما يدلّ على رجل يقيّم عاطفته جنسيّاً فقط. (أنا شخص سرعان ما أنزلق على كل جسدٍ عطريٍّ، ناضجةٌ كُمَّثْراه.) لأنّه إذا كان قلبه متعلّقاً ويخشى الانزلاق في علاقة مؤسفة كما تصفها حضرتك، فلا بد من أنّه ثمّة التباس حول الموضوع. إذا كان قلبه متعلقاً بمن يهوى فالرّغبة والشّهوة محصورتان في هذا الإطار فقط.

 (عندما تصلين إلى السّرير وأبدأ باستنشاق رائحة جسدك، يرعبني ذلك، فأبتعد، فالشهوة ليس لها أمان يا صديقتي.) ما الّذي سيوصل "صديقة" إلى السّرير؟ وما الّذي سيحرّك مشاعر صديقة تجاه صديقها؟ (هنا تضحك بخبث غواية امرأة شهيّة، ربما شعرت برعشة خفيفة تحرك أعضاءها للنشيد!). كان حريّ بك أن توظّف ما أردت معالجته بين زميل وزميلته، دون أن تقحم الصّداقة في الموضوع. وقولك في إحدى التّعليقات أنّ الصديقة حبيبة محتملة، يتناقض مع الفكر المطروح لأنّك ببساطة انحدرت بالصّداقة إلى المستوى الجسديّ الشّهوانيّ وهي لا تحتمل هذا الأمر.

وما يعزّز قناعتي بما أقول جملتك الختاميّة (فمن ذا الذي يستطيع أن ينيم الوحش إن صحا؟). إذا كنت تتحدّث عن رجل وامرأة فهذا أمر، وأمّا إذا كنت تتحدّث عن ذكر وأنثى فهذا أمر آخر. فالرّجل والمرأة يتعاملان على مستوى إنسانيّ حتّى ضمن علاقة حميمة. أمّا الذّكر والأنثى فلا يميّزان بين صديق وحبيب وزميل.

المسافة الآمنة، هي مسافة العقل. فمنه يبدأ كل شيء. وإذا غُيّب العقل فنحن أمام علاقات غرائزيّة حيوانيّة لا صلة لها بالعلاقات الانسانية. ذاك لا يعني أنّ ممارسة الحبّ أمر عقلانيّ بل ذاك يعني أنّ "الإنسان" لا ينزلق عاطفيّاً وإنّما يعبّر عن عاطفته مع الآخر الّذي يتبادل وإيّاه ذات العاطفة.

للاطلاع على القصة من موقع صحيفة المثقف

 

المصدر: مادونا عسكر/ فراس حج محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 216 مشاهدة
نشرت فى 4 أغسطس 2018 بواسطة ferasomar

فراس عمر حج محمد

ferasomar
الموقع الخاص بــ "فراس حج محمد" »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

724,944

فراس حج محمد

نتيجة بحث الصور عن فراس حج محمد كنانة أون لاين

من مواليد مدينة نابلس في فــلسطين عــام 1973م، حاصل على درجة الماجستير في الأدب الفلسطيني الحديث من جامعة النجاح الوطنية. عمل معلما ومشرفا تربويا ومحاضرا غير متفرغ في جامعة القدس المفتوحة. 

عمل محررا لغويا في مجلتي الزيزفونة للأطفال/ رام الله، وشارك في إعداد مواد تدريبية في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وكان عضوا في هيئة تحرير مجلة القانون الدولي الإنساني/ الإصدار الثاني الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في فلسطين.

نشر العديد من المـقالات والقـصائد في مـجالات النشر المختلفة الإلـكترونية والصحف والمجلات في فلسطين والوطن العربي وبريطانيا وأمريكا وكندا والمكسيك. وشارك في ندوات وأمسيات شعرية ومؤتمرات في فلسطين.

الكتب المطبوعة: 

رسائــل إلى شهرزاد، ومــن طقوس القهوة المرة، صادران عن دار غُراب للنشر والتوزيع في القاهرة/ 2013، ومجموعة أناشيد وقصائد/ 2013، وكتاب ديوان أميرة الوجد/ 2014، الصادران عن جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل/ رام الله، وكتاب "دوائر العطش" عن دار غراب للنشر والتوزيع. وديوان "مزاج غزة العاصف، 2014، وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في القصة القصيرة جدا- دار موزييك/ الأردن وديوان "وأنت وحدك أغنية" عن دار ليبرتي/ القدس وبالتعاون مع بيت الشعر في فلسطين، وكتاب "يوميات كاتب يدعى X"، وكتاب "كأنها نصف الحقيقية" /الرقمية/ فلسطين، وكتاب "في ذكرى محمود درويش"، الزيزفونة 2016، وكتاب "شهرزاد ما زالت تروي- مقالات في المرأة والإبداع النسائي"، الرقمية، 2017، وديوان "الحب أن"، دار الأمل، الأردن، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في الرواية"، مكتبة كل شي، حيفا، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في متنوع السرد"، مؤسسة أنصار الضاد، أم الفحم، 2018، وديوان "ما يشبه الرثاء"، دار طباق للنشر والتوزيع، رام الله، 2019، وكتاب "بلاغة الصنعة الشعرية"، دار روافد للنشر والتوزيع، القاهرة، 2020. وكتاب "نِسوة في المدينة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2020. وكتاب "الإصحاح الأوّل لحرف الفاء- أسعدتِ صباحاً يا سيدتي"، دار الفاروق للنشر والتوزيع، نابلس، 2021. وكتاب "استعادة غسان كنفاني"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2021، وكتيّب "من قتل مدرّس التاريخ؟"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2021. وديوان "وشيء من سردٍ قليل"، وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله، 2021. وديوان "على حافّة الشعر: ثمّة عشق وثمّة موت"، دار البدوي، ألمانيا، 2022. وكتاب "الكتابة في الوجه والمواجهة"، الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمان، 2023. وكتاب "متلازمة ديسمبر"، دار بدوي، ألمانيا، 2023. وكتاب "في رحاب اللغة العربية"، دار بدوي، ألمانيا، 2023، وكتاب "سرّ الجملة الاسميّة"، دار الرقمية، فلسطين، 2023. وكتاب "تصدّع الجدران- عن دور الأدب في مقاومة العتمة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمّان، 2023، وديوان "في أعالي المعركة"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2023، وكتاب "مساحة شخصية- من يوميات الحروب على فلسطين"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "الثرثرات المحببة- الرسائل"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "فتنة الحاسة السادسة- تأملات حول الصور"، دار الفاروق للثقافة، نابلس، 2025. 

حررت العديد من الكتب، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب والدواوين المخطوطة. 

كتب عن هذه التجربة الإبداعية العديد من الكتاب الفلسطينيين والعرب، وأجريت معي عدة حوارات ولقاءات تلفزيونية.