فراس حج محمد في كتابه (يوميات كاتب يدعى X):
حديث الذات المغتربة في عالم مجنون
إبراهيم جوهر/ القدس
الكاتب (س) الذي اختار (فراس حج محمد) له حرفا انجليزيا هو كل كاتب تصطدم شفافيته ورومانسيته بواقع يكبل الجمال ولغة القلوب والصدق والبوح النقي.
بجرأة عالية يبوح (فراس حج محمد) بهمومه بعيدا عن (ديبلوماسية) البوح فلا يجامل ولا يتورّع ولا يلف ولا يدور، بل يرسل لغته على سجيتها ساخرة مهمومة تنتقد بتلميح متخذة من شخص الراوي (الكاتب س) شخصية أساسية قد لا تكون بالضرورة هي ذات الكاتب المؤلف وإن حملت بعضا من سماتها وواقعها.
الشخصية الجديدة التي اختارها (فراس حج محمد) تنقل هموم رجال الثقافة والإبداع ممن لا يجدون في عالمهم من يشجعهم ولا من يقدّر إبداعهم. وهذه الشخصية لو جمعت وقائع يومياتها وهمومها وحوارها لكانت شخصية روائية نموذجية ممثّلة خير تمثيل لحال المثقف في بلادنا.
الكاتب في هذه اليوميات التي جاءت بعد تجميع ما كتبه على صفحات الفيسبوك جرّب السخرية في الأدب معتمدا على سخرية الجاحظ من نفسه وخلقته الدميمة كما روتها لنا كتبه واعترافاته. فهو ينتقد نحول جسمه وسعيه الدائم وراء الكتب والكتابة وفشله في الحب. وحواره مع والدته التي تنتقده في تبذير مدخراته على النشر والكتب يذكّر بسيرة الجاحظ التي تحمل هموم المثقف في مجتمعنا.
اختار الكاتب وصفا لمذكراته هو: قصص وسرد، في مسعى للتوصيف الفني. وقد جاءت هذه اليوميات على شكل القصة القصيرة جدا، كما اقتربت من روح اليوميات حينا آخر ومن المقالة حينا ثالثة والحوار الصحافي حينا آخر.