حوار جيلين: طالبات يحاورن محمود شقير
أعدّ التقرير: فراس حج محمد
عقد الثلاثاء الموافق 22/10/2013 في مدرسة عقاب مفضي الثانوية للبنات التابعة لمديرية جنوب نابلس لقاء أدبي خاص مع الأديب "محمود شقير"، بمشاركة ما يزيد عن (25) طالبة لمناقشة قصته الصادرة عن جمعية الزيزفونة "أنا وفطوم والريح والغيوم"، وذلك بدعوة من المديرية وبالتعاون مع جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل، وبتسيق ومتابعة قسم التقنيات في المديرية، وقد حضر اللقاء أ. صالح ياسين النائب الفني لمديرة التربية والتعليم، وأ. نهيل بربر رئيس قسم المكتبات في وزارة التربية والتعليم العالي، وأ. شريف سمحان ونادين سمحان ممثلين لجمعية الزيزفونة.
وقد بدأ اللقاء بكلمة قدمها أ. نجيب حج علي رئيس قسم التقنيات، رحب فيها بالأديب الكبير والضيوف الكرام والطلاب والمعلمين والمشرفين التربويين وأمناء المكتبات في المديرية، شاكرا للأستاذ شقير حضوره، وتجشمه عناء السفر، لافتا النظر إلى دور الكاتب شقير في الأدب الفلسطيني وموقعه المتميز فيه، ثم قدم أ. فراس حج محمد الذي أدار اللقاء كلمة قصيرة عبر فيها عن أهمية هذا اللقاء الذي يجمع بين جيلين، جيل الكاتب المتمرس وجيل الغد الموعود، الذي يقع على عاتقه مهمة بناء الذات والثقافة، والتفكير في مجالات إبداعية جديدة، قد تكون الطالبات هن الرائدات في مجالاتها مستقبلا.
وبدوره أشاد أ. شريف سمحان ممثل جمعية الزيزفونة، والمشرف العام على مجلتيها بالكاتب شقير، فهو "ليس مثقفا تقليديا، ويسعى من خلال أدبه إحداث تغيير جوهري في نمط الثقافة انطلاقا من رؤيا اجتماعية وفكرية، يؤمن بها ويعمل من أجلها طوال ما يزيد عن ستة عقود".
وقبل أن يفتح المجال للنقاش حول قصة "أنا وفطوم والريح والغيوم"، مع الطالبات تحدث الكاتب شقير عن عمله معلما معتزا بهذه المهنة، مضفياً على اللقاء جوا من الدعابة والمرح، مستذكرا تلك المواقع التي يحتلها طلابه، فمنهم الطبيب والوزير والمهندس، متمنيا للطالبات أن يراهن في مراكز مرموقة في المستقبل، حاثا الطالبات على القراءة وأهميتها، مقدما تجربته الخاصة مع القراءة والمطالعة خارج المقررات الدراسية، فقد بين أن ما زال يقرأ كثيرا وذلك مذ كان يافعا لم يتجاوز من العمر السادسة عشر سنة.
ثم تحدث حول القصة، وما تثيره صياغة العنوان، لافتا نظر الطالبات بحواره معهن إلى ملاحظة الإيقاع في تلك الصياغة والأبعاد الثقافية الأخرى، وإلى عناصر العنوان اللغوية ودلالتها، وتناول فكرة القصة وضرورة الالتفات إلى الطبيعة لتكون علاقتنا بها علاقة حب وصداقة، فمن أحب الطبيعة سيحب كل شيء من حوله، موازنا بين الطبيعة في فلسطين والطبيعة في بلاد أخرى، فلا عواصف ولا أعاصير ولا حرائق، بل يسود الطبيعة في فلسطين الهدوء والجمال، مما يبعث في النفس الراحة والشعور بالأمان، مشيرا إلى تلك القراءة النقدية التي قدمها أ. فراس حج محمد عن القصة، والتي سيستمع إليها الحضور بعد الانتهاء من النقاش والحوار.
أما الطالبات خلال حوارهن للأستاذ شقير، فقد فاجأن الحضور بجرأتهن وبملاحظاتهن العميقة، والتي تناولت أدق التفاصيل من تصميم وصور وطباعة وصياغة ومغزى، وتحاورن مع الكاتب حوارا ينم عن نضوج مبهر في تناولهن للقصة بالتحليل التفصيلي، واستفسرن حول كثير من القضايا في صنعة الإبداع وكيفية الاعتناء بالموهبة، وقد تلقى الأستاذ شقير ملحوظات الطالبات بصدر رحب، شاكرا لهن تلك الملحوظات التي وصفها بالقيمة، مؤكدا صحة بعضها، واختلافه معهن في النظرة لبعضها الآخر، وبدوره شجع أ. شريف سمحان الطالبات للكتابة للمجلتين، واعدا نشر إبداعهن والعناية بكل ما يستحق النشر.
واختتم اللقاء بقراءة مشرف اللغة العربية أ. فراس حج محمد النقدية حول قصة "أنا وفطوم والريح والغيوم"، والتي جاءت بعنوان "عندما يصادق الأطفال الطبيعة"، منوها إلى أن ما هو مكتوب في هذه القراءة غدا معروفا، فقد تحدثتم فيه، منوها بأن ما قدمته الطالبات كان يفوق المتوقع والمأمول فيه، وتتمحور تلك الدراسة حول نقطتين: الأولى تلخيص للقصة وتحليل لعناصرها ودلالة تلك العلاقات الناشئة بين فارس وفطوم والريح والغيوم، والثانية الهدف والمغزى من القصة، والتي تمحورت حول الدروس الأخلاقية المتمثلة في الصداقة والصبر على الأصدقاء.