ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما بالُ تشرين؟!
فراس حج محمد/ فلسطين
ما بال تشرينَ يبكينا ونبكيه
وننوح دهرا على أحلامنا فيه؟
لا يقسونّ بريح في المدى طلقٍ
بل إنّ تشرين أحلى ما نناجيه
يا شهرزادَ المنى يا بدر ليلتنا
لا تتركي الليل أسقاما لساقيه
لا يرحلنّ سريعا إذ به أمل
أن نبتدى العيد آمالا نصافيه
فالنفس يصلبها في ساعة سردت
كل الدقائق تحكينا لراويه
يأتي الشتاء على أنغامنا غردا
فيغسل الروح من حزنٍ تعانيه
فصفرة الوقت تزهو في مرابعه
يعود أخضرها حباً نجاريه
لا تكتبي السطر من وهم الجوى سمجٍ
فالسطر يُتْعِبُه أنّا لا نراضيه
يا ليلة الحلم يا أجلى نسائمه
أقرانك الشمس فَيْءٌ في معانيه
---------------------------------------
حروف الاشتياق الأربعة
طيور نوارسي غردةْ
بسر الحب متقدة
تجود بما يناجيها
وتمرح في المدى سَعِدةْ
تغذُّ بسيرها تشدو
وتفتح للهوى حدّه!!
تحلق في أعالي الرو
ح كي تُهْدي السنا وردَهْ!!
ينام يا شهرزاد الشوق في عينيّ حالما بلقياك، أبعث لك بطيور النورس رسائل من حبق الغواية والرضا والجنون، أبعثها وقد غسلتها ماء البحر وتعمدت بماء قلبي لتعانق البهاء حيث ملامح الطهارة والجمال، أعانق الشمس فيك، فكلما أشرقت شمس نهار جديد حملتني أشعتها، وسافرت بي نحوك، غير معترفة بالمسافات، تمطر ورودا تزهر في بساتين النجوم؛ لترسم لك كلمة واحدة من أربعة حروف "أحبك" يا فكرة محكومة بالأماني!!
أملا، حبا، بهاء، كاملا
في حروف الاشتياق الأربعةْ
من فؤادي حيث نار تكتوي
من جنون البعد نادت مفجعةْ
يا نجوم الليل هلي بالمنى
برسائلٍ تتلو المشاعر مترعةْ
تعبق الكلمات مجبولة بسحر أنغامك وجميل ألحانك، أتسامى رحيقا يعانق المطلق، أغتسل بالندى المسكوب في مقاعد الانتظار، أمرر راحتي فأقطف ربيع الخجل الزاهي المورد في خديك، لا أنتظر الأصيل، فشوقي يسابق اللحظات، أمرق من الوقت كلمح البصر مسرعا نحوك، لتضمني ذراعاك في عناق أبدي، أغفو وأصحو على رهيف ابتساماتك الوردية، يناجينا قمر الليالي المزهوة بلقائنا الروحي الجامح، أبعث إليه بقلبي محملا بكل ما فاض عن حد احتمال الشوق المؤجج في شراييني.
لن أطيل في غيابي، فأنا معك في كل ثانية أجري في دمك وتجرين في دمي نبضا شارحا شوقي، وتأكدي أن خدود الورد التي استعارت نفسها من تورد خديك لن تذبل ولن تحني رأسها حزنا، بل إنها ستطاول بفرحها عنان الفضاء لترتشف المنى والشهد المنساب من بين راحتك وشفتيك في صباحات من الحب وفي سلامات المساء.
دمت لي الربيع أيتها الربيع، فالقلب لا ينعشه إلاك روحا تفيض بالأمل يا صانعة الأمل، ويا مسعدة الروح!! فأنا وأنت نورستان متآلفتان لا تبغيان غير اتحاد النَّفس مع النفس في هبة شوق واحدة متناغمة يؤرجحها اللقاءُ، كما يؤججها الغياب!!