روحي فداؤك يا رسول الله
فراس حج محمد
ليس من السماحة والإنسانية أن يتعرض الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بين كل فترة وأخرى لمثل هذه العواصف المجنونة التي لن تخدش عظمته ومكانته عند ربه أولا، وعند العقلاء من المفكرين شرقا وغربا ثانيا، ولذا لن يكون العالم كله في كفة واحدة، فالآخر ليس متجانسا بالضرورة، فمنهم من وقف بجانب قضية إنسانية وعقائدية صرفة، يدافع عن حق المسلمين في ألا تهان رموزهم ومقدساتهم، وهؤلاء العقلانيون هم من يُرجى سماع أصواتهم، فهم أكثر تأثيرا من ضوضاء وجعجعة بلا طائل!!
لغير هؤلاء كانت هذه الكلمات أقدمها بين يدي الرسول الأكرم اعترافا بخجلي وعجزي عن نصرته إلا بها، فليس لي غير بعض الحرف، عساني أكون ناصر باللسان وقد غلت اليد وانكسر السنان، فعليك من روحي الصلاة والسلام يا رسول الله.
رضع الجهالة حاقدٌ مأفونُ
يصدى بفكر، قد علاه جنونُ
متطاولا في حجب نور ساطع
شع البقاع فجاوبته حزون
خسئت ظنون العابثين بفكرنا
هذا النبي معلم ومَعين
زعموا بذلك للمفكر رغبة
في هدم صرح في السماء رصينُ
قد شوهوا عَلمَ الزمان بدعوة
ضلت بها في الماجنين ظنون
مهما يحاول كاتبٌ فيما ادعى
هذا النبي عُلا علاه مكينُ
صلى عليك الله والزمن ارتوى
من فيض نبعتك الضياء هتون
هبت تدافع عنك في كل البقا
ع جحافل في زحفهن حنين
روحي فداؤك يا عظيمَ سنا السنا
يا رحمة للعالمين تبين
لولاك ما عُرِف الإلهُ وما سرى
نور البطاح وما نماهُ جبينُ
هُزّت بسيرتك الأسرةُ كلها
وخبا القياصرة العظام ودينوا
وسما سموك في الثريا واعتلى
وجرى بذكرك في الزمان أمين
يا سيدي عذرا فهذا حالنا:
مِزَقٌ يناوش حدَّها مجنون
ماذا أحدث يا حبيب فإنهم
لهوامش الأمر الغريب شجونُ
من لدن مولدك، العدو كما ترى
متحفزا في شره سكّين
من كان جاهلهم، فذا تاريخهم
فاسأل بما شهدت بهن متون
من بعد ما كنا تهاب جموعنا
أضحى لامتنا البلاء يدين
نبقى ندافع ما سرى في قلبنا
شوق الحياة وما أطلّ جنينُ
حتى نعيد الكون آخر أمره
متفتحا من شوقه الدحنون
ونرتل الآيات يحلو وزنها
والحرف تجلو سحره يسينُ
ونعلم الآفاق حلو نشيدنا
أنت النبي الصادق المأمونُ
صلت عليك الروح يا سر الهدى
يا فجر كون للعلا مأذونُ