فراس حج محمد

موقع يختص بمنشورات صاحبه: مقالات، قصائد، أخبار

عن دار بدوي في ألمانيا:

"في رحاب اللغة العربية" يقدم صورة شاملة للغة العرب

صحيفة العرب اللندنية

الرابط: https://2u.pw/8PrZ4ZE
الخميس، 12 أكتوبر، 2023

قرابة نصف مليار شخص في العالم يتحدثون اللغة العربية، التي تندرج ضمن اللغات الست الكبرى التي تعترف بها منظمة الأمم المتحدة. ورغم ما تتعرض له هذه اللغة من تشويه ومغالطات كثيرة، فإنها حافظت على دورها الجمالي والعلمي والفني والمعرفي، لتواصل ترسيخ مكانتها الحضارية البارزة.

رام الله - يجمع كتاب "في رحاب اللغة العربية" للكاتب الفلسطيني فراس حج محمد البعدين الثقافي والتعليمي، كاشفا عن نواح تطورية في اللغة العربية بفعل عوامل كثيرة، وتجاوب هذه اللغة مع المستجدات الثقافية والحياتية والظروف الطارئة.

عبر خمسة فصول ناقش الكاتب جوانب متعددة من اللغة العربية وحضورها في المجال الثقافي الاجتماعي، والمجال التعليمي التربوي. وأهدى كتابه لكل المعلمين الذين مروا في حياته، سواء أكانوا معلمي مدرسة أو جامعة أو مقربين أو كتابا أو أصدقاء، ولم ينس في الإهداء أصغر بناته سنا بصفتها معلمة من هؤلاء المعلمين.

البعد الثقافي للغة

يهدف الكتاب، كما جاء في المقدمة، إلى أن يقدم صورة للغة العربية، بوصفها "لغة علوم متنوعة وحضارة إنسانية عريقة وإبداع أدبي وفني ساحر، الأمر الذي يوجب تعليمها بعيدا عن الأفكار المسبقة"، ويأتي إصداره "احتفالا باللغة العربية التي عاشت هذا العمر المديد والممتد، حتى أصبحت لغة معترفا بها في الأمم المتحدة، وليكون الاحتفال بيومها العالمي في الثامن عشر من ديسمبر، وبهذا يكون احتفالا باللغة وأهلها وتاريخهم وحضارتهم، وما أنتجته هذه الحضارة من فكر وأدب وعلوم على امتداد هذا التاريخ الطويل".

يناقش الكتاب، الصادر حديثا في ألمانيا عن دار بدوي للطباعة وللنشر، في أول فصوله "من معين المعجم الثقافي العربي" حياة مجموعة من مفردات اللغة العربية، وتطور دلالتها قديما وحديثا، أو اختلافها بين اللغة العامية واللغة الفصيحة، وهذه الألفاظ هي: الزعل والحرد، والظبا والظِباء، والنهر والنهار، ولفظ الدنيا في القرآن الكريم، والساعة ودلالاتها، ولفظ الكتاب، والسياسة والتياسة والكياسة، والعين والعيون، والقلب، والفروق اللغوية بين البداوة والحضارة، واللسان واللغة، والأهمية والفائدة، ولفظي حيوية وحياتية.

وتحت عنوان "اللغة العربية والنشاط الثقافي"، يتوقف الكتاب أولا عند قصيدة حافظ إبراهيم المشهورة التي قالها على لسان "العربية" تنعى حظها بين أهلها، محللا القصيدة ومضامينها. كما عني هذا الفصل بمناقشة "هموم في الحضور والمواجهة اللغوية" مبينا أهمية الوعي اللغوي واستخدام المفردات بشكل صحيح لأن اللغة ذات مدلول سياسي وليست مجرد مصطلحات محايدة، فكتب "حول اللغة المربكة القائمة بالمصطلحات"، في ما يخص لغة الخطاب الثقافي والسياسي في التعامل مع الاحتلال الصهيوني لفلسطين.

وفي الجانب الثقافي اللغوي أضاء حج محمد في ذات الفصل على أهمية وجود مجلات باللغة العربية في إيران من خلال مجلتين هما: حبر أبيض، ومداد الثقافية، أما الترجمة فكان لها وقفتان؛ الأولى بعنوان "شيء عن الترجمة" والثانية "المترجم ليس مجرد وسيط لغوي".

ومن الموضوعات الأخرى ذات البعد الثقافي في التعامل مع اللغة، نقرأ بحوثا في مواضيع مختلفة مثل "لماذا يكتب الكتاب تنوين النصب على الحرف لا على ألف تنوين النصب؟"، و"حضور علم الأصوات في النشاط الثقافي العربي"، و"خلود اللغة العربية ومنطقيتها"، و"علامات الترقيم وفوضى الاستخدام"، و"من أخطاء الكتاب: مسكينة يا باء الجر"، و"معضلة الأخطاء النحوية واللغوية".

ويناقش الكتاب أيضا بعض الظواهر المعاصرة وتأثيرها في اللغة، فانتبه إلى أثر كورونا في اللغة العربية، فتوقف عند "كورونا وإعادة بناء العالم وتفكيره"، و"سينوغرافيا للمشهد اللغوي". وحلل "واقع اللغة العربية عند مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي".

ويدرس الفصل الثالث من الكتاب قضية "اللغة العربية والتعليم"، فورد تحت هذا العنوان العديد من المباحث الفرعية التي تناولت قضايا: أنا والنحو العربي، والهمزة والضجيج العذب والشغب، وأكل الولد التفاحة، والأنشطة اللغوية في التعليم، وأحوال الاسم المصروف والممنوع من الصرف والمبني، والخلافات النحوية ظاهرة صحية، ومسائل في المناقشات النحوية، ومقترح لتدريس التعبير المدرسي، وشيء عن التعليم الجامعي، ومعارض اللغة العربية في المدارس.

التعليم والتفاعل

ويناقش الكتاب في فصله الرابع بعض "قضايا مقررات اللغة العربية الفلسطينية"، بدءا من "آليات التفكير في المقررات الفلسطينية" من خلال مجموعة من كتب اللغة العربية التي تدرس في المدارس الفلسطينية، ثم "دور الأدب في تنمية الذكاء العاطفي في المدارس"، ويبين أن النجمة السداسية الواردة في أحد الكتب المدرسية هي تراث كنعاني مسروق، ووجودها في المقرر الدراسي ليس انحيازا للرواية الصهيونية كما يزعم البعض.

 كما يناقش مفهوم "الشعر المحمدي" والفرق بين المديح النبوي وقصائد رثاء العظماء عند الموت أو بعده بقليل. كما يقدم نظرات تربوية حول قصيدة "أنا وليلى" التي تدرس في كتاب اللغة العربية للصف الثاني عشر، كما يدرس حضور الشاعر راشد حسين في المقررات الفلسطينية ويسجل ملحوظاته النقدية على هذا الحضور.

ويضم الكتاب في آخر فصوله بحثا موسعا حول كتاب "الكامل في اللغة والأدب" لأبي العباس المبرد أحد النحاة البصريين، فبحث في المنهج التأليفي والفكر النحوي للمبرد، من خلال مقدمة وثلاثة مباحث، بحث في الأول حياته ومؤلفاته، وفي الثاني مكانة المبرد النحوية، وفي الثالث نظرة تحليلية لكتاب الكامل وما فيه من قضايا نحوية.

لم يغفل الكاتب عن البعد التفاعلي لعيش اللغة العربية المعاصر، ولا عن التفاعل مع هذه الأفكار، فضمن الكتاب وجهات نظر القراء أو الكتاب الآخرين "انطلاقا من فكرة احترام الآخرين"، ردا على ما طرحه من أفكار، معتبرا هذا النهج من "التأليف التفاعلي" سمة من سمات التأليف التي يجب ألا تخلو منها المؤلفات المعاصرة.

ينطلق الكتاب في الكثير من مباحثه من خبرة شخصية ذاتية لكاتبه الذي عمل معلما للغة العربية، ومشرفا تربويا لهذا المبحث في مدارس وزارة التربية والتعليم الفلسطينية/ مديرية جنوب نابلس لأكثر من 28 عاما، فما جاء فيه من أفكار يمثل "كل مناحي التفكير اللغوي لديه"، لكنه لم ينأ ببعض مباحث الكتاب عن الناحية التوثيقية والرجوع إلى قائمة من المراجع والمصادر المتنوعة التي نافت عن 40 مصدرا ومرجعا، ما بين كتب قديمة وحديثة، ومجلات محكمة، وصحف، ومواقع إلكترونية.

المصدر: فراس حج محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 448 مشاهدة

فراس عمر حج محمد

ferasomar
الموقع الخاص بــ "فراس حج محمد" »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

722,568

فراس حج محمد

نتيجة بحث الصور عن فراس حج محمد كنانة أون لاين

من مواليد مدينة نابلس في فــلسطين عــام 1973م، حاصل على درجة الماجستير في الأدب الفلسطيني الحديث من جامعة النجاح الوطنية. عمل معلما ومشرفا تربويا ومحاضرا غير متفرغ في جامعة القدس المفتوحة. 

عمل محررا لغويا في مجلتي الزيزفونة للأطفال/ رام الله، وشارك في إعداد مواد تدريبية في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وكان عضوا في هيئة تحرير مجلة القانون الدولي الإنساني/ الإصدار الثاني الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في فلسطين.

نشر العديد من المـقالات والقـصائد في مـجالات النشر المختلفة الإلـكترونية والصحف والمجلات في فلسطين والوطن العربي وبريطانيا وأمريكا وكندا والمكسيك. وشارك في ندوات وأمسيات شعرية ومؤتمرات في فلسطين.

الكتب المطبوعة: 

رسائــل إلى شهرزاد، ومــن طقوس القهوة المرة، صادران عن دار غُراب للنشر والتوزيع في القاهرة/ 2013، ومجموعة أناشيد وقصائد/ 2013، وكتاب ديوان أميرة الوجد/ 2014، الصادران عن جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل/ رام الله، وكتاب "دوائر العطش" عن دار غراب للنشر والتوزيع. وديوان "مزاج غزة العاصف، 2014، وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في القصة القصيرة جدا- دار موزييك/ الأردن وديوان "وأنت وحدك أغنية" عن دار ليبرتي/ القدس وبالتعاون مع بيت الشعر في فلسطين، وكتاب "يوميات كاتب يدعى X"، وكتاب "كأنها نصف الحقيقية" /الرقمية/ فلسطين، وكتاب "في ذكرى محمود درويش"، الزيزفونة 2016، وكتاب "شهرزاد ما زالت تروي- مقالات في المرأة والإبداع النسائي"، الرقمية، 2017، وديوان "الحب أن"، دار الأمل، الأردن، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في الرواية"، مكتبة كل شي، حيفا، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في متنوع السرد"، مؤسسة أنصار الضاد، أم الفحم، 2018، وديوان "ما يشبه الرثاء"، دار طباق للنشر والتوزيع، رام الله، 2019، وكتاب "بلاغة الصنعة الشعرية"، دار روافد للنشر والتوزيع، القاهرة، 2020. وكتاب "نِسوة في المدينة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2020. وكتاب "الإصحاح الأوّل لحرف الفاء- أسعدتِ صباحاً يا سيدتي"، دار الفاروق للنشر والتوزيع، نابلس، 2021. وكتاب "استعادة غسان كنفاني"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2021، وكتيّب "من قتل مدرّس التاريخ؟"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2021. وديوان "وشيء من سردٍ قليل"، وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله، 2021. وديوان "على حافّة الشعر: ثمّة عشق وثمّة موت"، دار البدوي، ألمانيا، 2022. وكتاب "الكتابة في الوجه والمواجهة"، الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمان، 2023. وكتاب "متلازمة ديسمبر"، دار بدوي، ألمانيا، 2023. وكتاب "في رحاب اللغة العربية"، دار بدوي، ألمانيا، 2023، وكتاب "سرّ الجملة الاسميّة"، دار الرقمية، فلسطين، 2023. وكتاب "تصدّع الجدران- عن دور الأدب في مقاومة العتمة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمّان، 2023، وديوان "في أعالي المعركة"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2023، وكتاب "مساحة شخصية- من يوميات الحروب على فلسطين"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "الثرثرات المحببة- الرسائل"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "فتنة الحاسة السادسة- تأملات حول الصور"، دار الفاروق للثقافة، نابلس، 2025. 

حررت العديد من الكتب، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب والدواوين المخطوطة. 

كتب عن هذه التجربة الإبداعية العديد من الكتاب الفلسطينيين والعرب، وأجريت معي عدة حوارات ولقاءات تلفزيونية.