حكاية عشتار
فراس حج محمد| فلسطين
[1]
عشتارُ تقتلُ شهريار
والقصيدة لم تجد شاعراً بجوارها
والعاشقُ المهزومُ لملم حلمه الموضوعَ في سلّة للمهملاتْ
ورمّم الصوتَ المردّمَ حاول أن يرى شيئاً قديماً في المنامْ
عشتارُ آلهة مدّنسة تَعْرِفُ نفسها
تُعَرِّفُ جيّداً عشّاقها القتلى على باب "سقرْ"
شربت صباحاً كأس الحكاية من يدِ المتحلّقين حول وليمة الكفرةْ
وخانت في الليالي شهرزادْ
وعند الصبح لم تطلع على الملأ السفليّ خوف العارْ
وضاجعت قهراً وسلباً شهريارْ
ورمته للتنّين يأكل منسأتهْ
عشتارُ تعرف أنّ القصائدَ خالداتْ
لذلك أبقت على وجه البسيطة شاعرينِ وعاشقينِ
وحكايةَ امرأةٍ خؤونْ
[2]
يا امرأة الأساطير الفقيرة المحنيّة الظهر
ثمّة امرأة واقعيّة هنا واقعة هناكَ في "حبّيَ المكسور"
مثلَ المِنْفضة
تراقبُ فعلكِ بي
فلا تخرجي من أطرِ الغواية واستكنّي
لا تعبري السرد الملوّثَ بالشتيمة والشماتةِ والغيابْ
فالحكاية سوداء والوقت أسودُ أسودْ
يا امرأة الأساطير جئتِ قبل آلاف السنينْ
وصدّقنا الصراع على امرأتين جميلتين
خطأ العصر أنّكِ كنت أسطورةْ
والخطأ الوحيد لنا جميعاً أنّنا نلهث خلف عدّ أصابعكْ
ولم نقتلكِ منذ اللحظة الأولى
يا امرأة الأساطير استعدّي للرحيل
فوحد وحدك آثمةْ
ولملمي عن شفاه البائسين حكايتكْ
ولا تبقي من الأثر القديم سراب ظلكْ
[3]
أشعر بالحنينِ
الوقتُ يوجعني
وقلبها لا يرقُّ
أعرف أنّها تكرهني
فقد قالت مراراً: "أكرهك"
كنت أظنّها تمزحْ
لكنّها كانت تقول وتفضحْ
صُنعت في مهد عشتارَ وراوغتني
أكلتني، دمي، لغتي
وها أنا اليوم وحيد لا امرأة تصبّ العطرَ في شفتي
وَردي وأغنيتي