فراس حج محمد

موقع يختص بمنشورات صاحبه: مقالات، قصائد، أخبار

للكاتبة الأسيرة: أماني حشيم

صورة الكــاتب الضمـني في كتاب "العزيمة تربّي الأمل"

فراس حج محمد| فلسطين

تساهم الكتب جميعها برسم صورة ضمنية للكاتب، مأخوذة من عمله الأدبي أو مجموع أعماله الأدبية، وربما كان للكاتب غير صورة حسب تلك الأعمال والصورة التي يسوقها الكاتب لنفسها فيها. فمثلا لغسان كنفاني صورة مرسومة في أذهان القراء شكلتها قراءة أعماله الأدبية، وربما اختلفت هذه الصورة أو اتفقت عن صورته في الواقع، ليس غسان فقط بل كل المؤلفين، ولهذا فإن ما قامت به غادة السمان من نشر رسائل غسان على الملأ شوّش تلك الصورة الضمنية للكاتب الثوري المقاوم والمناضل الذي كرس حياته للثورة وللأدب المقاوم، وراح ضحية الإرهاب الصهيوني، ليحمل صفة الشهيد أيضاً، فكيف لشخصية لها هذا العمق في أذهان القراء أن تتوافق مع ما هو منشور في الرسائل من صورة مغايرة، تدور حول صورة غسان العاشق الذي يعشق امرأة متزوجة، وكان مدلّها ومولّها بها إلى درجة قد تصل إلى صورة "العاشق المغروم".

غسان كنفاني هو حالة، ولها أمثلتها التي تنطبق على كل الكتاب جميعا، وربما اهتم النقد الاجتماعي بهذا الجانب، وهو معنيّ به أكثر من المناهج النقدية التي تعنى بالنص وتحليله، في عقد مقارنة بين صورة الكاتب في الواقع وصورته في أعماله، إذ نادرا ما توافقت الصورتان، لأن الكاتب وهو يمارس عملية الكتابة يجنح نحو المثاليات العليا ويفارق ما يعيشه من مآس أو عيوب، كأنه يلجأ إلى ردم الهوة بين الصورتين ليرسم له صورة أكثر قبولا لدى القارئ، وخاصة الكاتب العربي، إذ نادرا ما تطابقت الصورتان، ربما كانت صورة محمد شكري في "الخبز الحافي" أقرب إلى صورته الواقعية، كما فعل جان جاك رسو في "اعترافات فتى العصر" الذي أراد أن يكتب ذاته كما هي بكل ما فيها، عيوبا وحسنات.

وتنبغي الإشارة إلى أن هذه الصورة الضمنية للكاتب على شاكلتين، الأولى الصورة التي يفكر فيها الكاتب عمدا وقصدا لتكون ظاهرة للقراء، وصورة أخرى يستطيع القارئ استخلصها من العمل الأدبي، وقد يحدث ألا تكون الصورتان متوافقتين تماما (صورة الكاتب عن نفسه، وصورة الكاتب في عيون القراء)، بمعنى قد لا ينجح الكاتب بتسويق صورته التي أراد لها الحضور في العمل الأدبي، فتتمركز في ذهن القارئ صورة مغايرة. علما أن هذه الصورة الضمنية للكاتب في أذهان القراء قد تتعدد بتعدد القراء وذهنياتهم وكيفية تلقيهم للعمل الأدبي بشكل عام.

لقد سعى كُتّاب "الأدب الشخصي" إلى أن يكتبوا ذاتهم كما هي، دون أن يبتعدوا كثيرا عن حقيقة واقعهم، فجاءت كتاباتهم أكثر غنى وأكثر قربا للقراء، ولعل كتابات كتاب السجن التي ولدت أعمالهم الأولى بين جدران السجن وعتمته، وهم يعبرون عن أنفسهم، يحاولون تقديم صورة إيجابية حقيقية لهم، ليتواصلوا من خلالها مع قرائهم. ويؤكدوا تلك الصورة التي يحبون أن يشكلها القراء عنهم. هذا حدث مع كثير من كتاب السجن وكاتباته من أمثال هيثم جابر وكميل أبو حنيش وباسم خندقجي، ومي الغصين، وأخيرا وليس آخرا أماني الحشيم صاحبة كتاب "العزيمة تربي الأمل".

هذا الكتاب صغير الحجم، لا يتعدى الخمسين صفحة من صفحة الإهداء وحتى نهاية الفهرس، بما فيها المقدمة التي كتبها المحامي حسن عبّادي، ويتكون من مجموعة نصوص ذاتية وجدانية كتبتها الأسيرة أماني الحشيم داخل سجن الدامون. في هذا الكتاب ثمة صورة مشرقة للأسيرة أكدتها وأصرت على حضورها داخل النصوص، وتدور هذه الصورة حول ثيمتين أساسيتين هما: التحدي والأمل.

بدت الكاتبة في هذه النصوص امرأة قوية، ومثقفة، مؤمنة بالمستقبل، وتتطلع إليه بشوق، لا تأبه بحياة السجن وما في من مصاعب، كأنها تركل السنين العشر التي عاشت أكثر من نصفها داخل القضبان لتتجاوز هذا الواقع إلى ما تحلم به وتتأمل، وتراه قريب التحقق، ليس مجرد حلم أو وهم سجين يعتاش على أمل لا واقع له.

بدت الكاتبة أولا متفائلة وذات روح معنوية عالية، بثت الأمل في كل صفحة من صفحات هذا الكتاب، بدا ذلك في العنوان: "العزيمة تربي الأمل"، وفي الفكرة التي يقوم عليها الكتاب في مجموع نصوصه الخمسة والعشرين. يغلب على ظني أن الكاتبة حاولت أن تتناص مع قول لمحمود درويش ورد في المقطع الأول من مطولته الشعرية "حالة حصار"، ويثبت مصمّم الغلاف الفنان الفلسطيني ظافر شوربجي هذا المقطع على الغلاف الأخير للكتاب، وربما كان هذا "التظهير" بتوصية من الكاتبة ذاتها. يقول درويش:

"نفعلُ ما يفعلُ السجناءُ، 

وما يفعل العاطلون عن العمل:

نُرَبِّي الأملْ".

بدا درويش في المقطع غير متفائل، وله شروطه الموضوعية التي تحكمه وهو يكتب النص خلال حصار رام الله عام 2002، فما مهنة العاطلين عن العمل سوى أن يربوا الأمل. في هذا المقطع ظلال من اليأس، لاسيما وهو يربط الأمر بما يفعله السجناء، فتأتي الكاتبة لترد على درويش يأسه، وتقول له "العزيمة تربي الأمل"، فتقلب المعنى من مجرد التصالح مع الذات والرضا بهذا الواقع فنكذب على أنفسنا بالأمل كما قد يفهم القارئ من قول درويش، إلى معنى آخر للأمل الذي هو دافع للحياة ويعين السجين والمرء بشكل عام على مصاعب الحياة، فتربية الأمل ليس أمنية دون هدف إنما لتتزود بالوقود المعنوي الكافي لقطع سنوات السجن والانطلاق نحو الحرية.

إذاً، فالكاتبة تؤكد أهمية الأمل الذي تعمل في السجن على رعايته لتغذيه وتربيه وترعرعه، وتجعل من التحدي طعاما للأمل، فالغاية البعيدة هي هذا الأمل، والوسيلة هي العزيمة والتحدي، وكأنها تعيد إلى الأذهان الحكمة الشعبية: "لولا الأمل بطُل العمل". فالأمل وحده هو الذي يجعل للحياة طعما، ويجعلنا- نحن البشر- ذوي قدرة أكبر على مواجهة الصعاب، فقد قالوا: "كل مُرّ سيمُرّ"، وهذا الوقت- مهما كان سيئاً- سيمضي حتماً.

لقد تغلغل الأمل في كل نص من نصوص الكتاب، فغير العنوان الذي كان مركزيا محيلا على الثيمتين المركزيتين؛ التحدي والأمل، وجد الأمل في الإهداء الذي جاء مرتبطا مع الصمود حيث الإشارة إلى الأب والأم، منتهية بالأمل المتمثل في ابنيها أحمد وآدم وهما مستقبلها وأملها ثم في صفحة "شكر وتقدير". بهذه الاستراتيجية من الكتابة تُجدل الثيمتان معا، بوحدة نصية تشير إليهما، ومن يعود إلى نصوص الكتاب سيرى سيطرة مفردات الأمل والصمود وما لف لفيفهما من معنى حاضرة في كل نص، وهذا يشير إلى عمق الكتابة وصدقها وسيطرة الفكرة على "لا وعي" الكاتبة، وانطلاقها المسبق والقصدي لتكتب عن هاتين الثيمتين معا. وهذا أيضا يؤشر إلى نجاح عملية الكتابة التي يحكمها عصب واحد وروح واحدة.

هذا الملمح من صورة الكاتبة التي تتشكل في ذهن القارئ الذي سيجدها امرأة صلبة قوية، هازئة بالسجان، محبة للوطن ولأهلها، وتنتمي بكل كيانها إلى عالم ما خلف القضبان، لم تترك للسجن أن يكسر من عزيمتها. إذاً، نحن القراء، نرى صورة المرأة الفلسطينية في كامل تجلياتها وفي أعلى مستوياتها من النضال والتحدي تعيد إلى الأذهان صورة فاطمة عند ناجي العلي وصورة أم سعد عند غسان كنفاني، وصورة كل امرأة تناضل بكل ما أوتيت من قوة في ميادين النضال المختلفة.

هذا جانب من شخصية أماني الحشيم، أضافت إليها ملمحا آخر مهمّاً من شخصيتها، وبدا واضحا جدا في هذه النصوص، في أنها مثقفة، وأعني هنا بالمثقفة ليست قارئة الكتب، إنما  ذلك المعنى الذي يشير إلى امتلاك المثقف رؤيا خلال كتاباته، وهي صورة حرصت أن تقول من خلالها الأسيرة أماني إننا أصحاب حق، فلندافع عنه بالكتابة والنضال الفعلي على أرض الواقع، ولا نسمح للآخر- العدو- أن يدخلنا في نَفَقِه المظلم، فنتوه عن هذه البوصلة، هنا تأخذ الكتابة طابع المقاومة الذي لا بد من أن تكون- أي الكتابة- إحدى وسائل المثقف المشتبك أو العضوي أو المثقف الواقعي، هذا ما فعلته أماني عندما مجّدت قيمة النضال والشهادة في نص "شهيد عانق الحرية" وتهديه "إلى شهداء الحركة الأسيرة".

الكتابة إذاً ليست مجانية- خالية من الأهداف السامية- بل إنها ذات هدف كبير، وهذا الهدف هو ما يعمل عليه، ومن أجله كل المثقفين في هذا العالم، بلا استثناء، ودون أن ألجأ إلى إعطاء أمثلة إضافية، يكفي مثالاً الأسيرة أماني الحشيم لنعرف ذلك ونستجليه بوضوح تام.

تستدعي الصورة السابقة- صورة المثقف العضوي أو المشتبك أو المثقف العامل العملي الواقعي أن يكون هذا المثقف قارئا ومطلعا على ما كُتب، ولولا هذا الاطلاع على أفكار الآخرين، ستكون الكتابة بلا شك ناقصة وغير عميقة، فالكتابة الجيدة هي الكتابة التي تبنى على كتابة سابقة وتتجاوزها، ولا تقع أسيرة لها فتعيد إنتاجها. في هذا الكتاب بدت صورة أماني الحشيم القارئة والمطلعة على الأدب المقاوم والإنساني وعلى نماذج منه من أشعار محمود درويش كما أسلفت، ليس في العنوان فقط، بل في النصوص أيضا فأوردت على سبيل المثل سطر درويش الشعري "سأصير يوما ما أريد" في مقدمة الكتاب ليكون سطرا تأسيسا للكتابة التي تنوي أماني بناءها. يبدو أن محمود درويش كان أساسيا في مشروع أماني الحشيم في أكثر من جانب، منذ العنوان وفكرة الاهتمام بالذات، وتجاوز درويش ومحاورته والاقتباس من أشعاره، فتعود إليه مرة أخرى في استعارتها لسطره المشهور "على هذه الأرض ما يستحق الحياة". هذا الحضور لدرويش في نصوص الكتاب يؤكد أن الكاتبة مولعة بدرويش وأشعاره، وأنه يشكل جانبا مهمّاً ودالّاً من مصادرها المعرفية التي تتقوّى عليها في كتاباتها.

بالإضافة لدرويش كان هناك حضور للشاعرة فدوى طوقان، وللشاعر اللبناني جبران خليل جبران، واطلاعها على القرآن الكريم والاقتباس من آياته، إذاً، فالشاعرة مطلعة على كثير من المصادر المعرفية التي تجعل منها مادة لغذاء عقلها ووجدانها، وهذا جانب أيضا مهمّ من جوانب شخصيتها، وقد تنبئ هذه المصادر عن مصادر ثقافة الكاتبة، وأي الكتب هي التي تستحوذ على اهتمامها، وهذا بلا شك جانب من جوانب شخصيتها المعرفية.

إذا ما اجتمعت هذه الجوانب الثلاثة للأسيرة أماني الحشيم، وهي: المرأة القوية المتحدية، والمثقفة العاملة الواقعية، والقارئة النهمة، مع صورتها ككاتبة تتقن عمل الكتابة وصنعتها، بحيث استطاعت أن تقدم عملا فيه من "الأدبية" ما فيه، محققا "شعريّته" المطلوبة لينتسب إلى عالم الكتب الإبداعية، تكون بذلك قد اكتملت هذه الصورة بجزأيها؛ صورة الكاتبة عن نفسها، وصورتها في أذهان القراء للأسيرة الكاتبة أماني الحشيم المتشكلة من كتابها "العزيمة تربي الأمل"، وأبرزت أهم ملامح شخصيتها. وأظن أن هذه الصورة الذهنية الضمنية للكاتبة صورة أقرب إلى حقيقة ما هي عليه في الواقع، إذا ما نظر القارئ إلى طبيعة النصوص وظروف كتابتها والهدف منها، إذ لا تسعى الكاتبة إلى تحسين صورتها عبر الكتابة، لأن صورتها حسنة في ذاتها بفعل النضال والالتزام به، وتقبلها برضا تام تجربة السجن في سبيل ما تؤمن فيه من أفكار ومعتقدات وطنية.

 

المصدر: فراس حج محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 286 مشاهدة
نشرت فى 3 إبريل 2022 بواسطة ferasomar

فراس عمر حج محمد

ferasomar
الموقع الخاص بــ "فراس حج محمد" »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

722,237

فراس حج محمد

نتيجة بحث الصور عن فراس حج محمد كنانة أون لاين

من مواليد مدينة نابلس في فــلسطين عــام 1973م، حاصل على درجة الماجستير في الأدب الفلسطيني الحديث من جامعة النجاح الوطنية. عمل معلما ومشرفا تربويا ومحاضرا غير متفرغ في جامعة القدس المفتوحة. 

عمل محررا لغويا في مجلتي الزيزفونة للأطفال/ رام الله، وشارك في إعداد مواد تدريبية في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، وكان عضوا في هيئة تحرير مجلة القانون الدولي الإنساني/ الإصدار الثاني الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في فلسطين.

نشر العديد من المـقالات والقـصائد في مـجالات النشر المختلفة الإلـكترونية والصحف والمجلات في فلسطين والوطن العربي وبريطانيا وأمريكا وكندا والمكسيك. وشارك في ندوات وأمسيات شعرية ومؤتمرات في فلسطين.

الكتب المطبوعة: 

رسائــل إلى شهرزاد، ومــن طقوس القهوة المرة، صادران عن دار غُراب للنشر والتوزيع في القاهرة/ 2013، ومجموعة أناشيد وقصائد/ 2013، وكتاب ديوان أميرة الوجد/ 2014، الصادران عن جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل/ رام الله، وكتاب "دوائر العطش" عن دار غراب للنشر والتوزيع. وديوان "مزاج غزة العاصف، 2014، وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في القصة القصيرة جدا- دار موزييك/ الأردن وديوان "وأنت وحدك أغنية" عن دار ليبرتي/ القدس وبالتعاون مع بيت الشعر في فلسطين، وكتاب "يوميات كاتب يدعى X"، وكتاب "كأنها نصف الحقيقية" /الرقمية/ فلسطين، وكتاب "في ذكرى محمود درويش"، الزيزفونة 2016، وكتاب "شهرزاد ما زالت تروي- مقالات في المرأة والإبداع النسائي"، الرقمية، 2017، وديوان "الحب أن"، دار الأمل، الأردن، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في الرواية"، مكتبة كل شي، حيفا، 2017. وكتاب "ملامح من السرد المعاصر- قراءات في متنوع السرد"، مؤسسة أنصار الضاد، أم الفحم، 2018، وديوان "ما يشبه الرثاء"، دار طباق للنشر والتوزيع، رام الله، 2019، وكتاب "بلاغة الصنعة الشعرية"، دار روافد للنشر والتوزيع، القاهرة، 2020. وكتاب "نِسوة في المدينة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2020. وكتاب "الإصحاح الأوّل لحرف الفاء- أسعدتِ صباحاً يا سيدتي"، دار الفاروق للنشر والتوزيع، نابلس، 2021. وكتاب "استعادة غسان كنفاني"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله، وعمّان، 2021، وكتيّب "من قتل مدرّس التاريخ؟"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2021. وديوان "وشيء من سردٍ قليل"، وزارة الثقافة الفلسطينية، رام الله، 2021. وديوان "على حافّة الشعر: ثمّة عشق وثمّة موت"، دار البدوي، ألمانيا، 2022. وكتاب "الكتابة في الوجه والمواجهة"، الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمان، 2023. وكتاب "متلازمة ديسمبر"، دار بدوي، ألمانيا، 2023. وكتاب "في رحاب اللغة العربية"، دار بدوي، ألمانيا، 2023، وكتاب "سرّ الجملة الاسميّة"، دار الرقمية، فلسطين، 2023. وكتاب "تصدّع الجدران- عن دور الأدب في مقاومة العتمة"، دار الرعاة وجسور ثقافية، رام الله وعمّان، 2023، وديوان "في أعالي المعركة"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2023، وكتاب "مساحة شخصية- من يوميات الحروب على فلسطين"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "الثرثرات المحببة- الرسائل"، دار الفاروق للثقافة والنشر، نابلس، 2024، وكتاب "فتنة الحاسة السادسة- تأملات حول الصور"، دار الفاروق للثقافة، نابلس، 2025. 

حررت العديد من الكتب، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب والدواوين المخطوطة. 

كتب عن هذه التجربة الإبداعية العديد من الكتاب الفلسطينيين والعرب، وأجريت معي عدة حوارات ولقاءات تلفزيونية.