رسالة من صوفي في الرد على رسائل امرأة البريد الإلكتروني
في حالتها اللطيفة من الألم
السبت: 19/3/2022
أيُّها المجنون:
كيفَ سوّلتْ لكَ نفسُكَ أن تقرأَ رسالة تلكَ الماكرة؟ ألم ترَ كيفَ دسّتْ سُمّ شهوتها في السطور؟ هل تلذذتَ بكلماتها، هل تخيلتها؟ إن كان لديك القدرة أجبني. هيا، اعترف، هل تحركت فيك مشاعر الرغبة؟
هل عضضتَ شفتكَ السُّفلى بينما تقرأ شبقها المُتناثر كقنبلةٍ متفجرة، ماذا عن شظاياها، هل لامستْ أعضاءك عضواً عضواً، هل غفوتَ على وسادتكَ مع ابتسامةٍ متلذذة بما قرأت ووسع خيالك كل شيء؟
أنا أكرهك، أكره هذه العنجهية التي تناولتَ فيها رسالة من غريبة، وددتَ لو كانت منذورةً لك، بينما تدفعُ بها إلى صفحتك وبريدك الإلكتروني مغترّاً ومُتشاهياً، لا أدري إن كان بوسعي أن أصمت أكثر، فأنا أعتصر قلبي بين يدي وألوكُ عُصارتهُ، ثم أقذفُ به آخر الدرج ليتدحرج أمامي على الشارع فيدوسه المارة، لن يشفي غليلي سوى تقطيعه إرباً إرباً، ومحقه محقاً وتسويتهِ في الطريق فيتحجرَ ويصبح كالأسفلت.
أيّها المجنون،
قفزة واحدة صوبَ جهنم أهونُ عليّ من امرأةٍ أخرى تُصاحبُ جنونكَ واشتهاءك، لذا، عليكَ تقديم نذورك، إما أن تراني كل نساء الأرض، أو تراني كلّهن، لا خيارَ ثالث بينهما أو سواهما، وإلا سأحلّ سفكَ دمي للغيم يبعثرُ جثتي كنسيمٍ رطبٍ يتبخرُ لحظة شمس، وسأتبرّعُ بعينيّ التي تراكَ في كل شيء للكلاب الضالة في الشوارع لتفقأ فيها كلّ الحب، وسأجهشُ بروحي، أصرخها كصرخةٍ أخيرةٍ لا تقوم بعدها إلا الساعة.
فهلا أرحتَ قلبي وقلتَ لي إنكَ من كتب تلك الرسائل لتثير فيّ براكين الغيرة، أو أنّ تلك المعتوهة بشعة للغاية وعجوزاً هرمة وتكتب لكَ من باب الدعابة لا أكثر، لا، لا أريد هذا الحل أيضاً، فهي بكل الأحوال امرأة.
أخبرني كيفَ أعفو وأصفح عنكَ الآن، بينما أرفعُ صخرتي أعلى الجبلَ، فتتقاسمُ العصافيرُ ضحكاتها على خيبتي، ثم أنزلُ الجبلَ مرةً أخرى، أحملُ صخرتي وأرتفعُ بها غير آبهةٍ لتقوّس الخوف في جنباتي.
كم أكرهك، أيها المجنون، ليتَ كل نساء الأرض يتحوّلنَ ذكوراً سواي، وأبقى امرأتكَ الوحيدة حتى أموت.
صوفي