قصيدة في الموت وما بعده
جاهزٌ لأموت
فراس حج محمد/ فلسطين
أنا جاهزٌ لأموتْ
كما كنتُ جاهزاً لأعيشْ
بضعةُ أيّام وينتهي كلّ شيء
تنام الحجارة ملء كفّ ضاربها هناك على الطاولةْ
ويبرد صوتها المتلاشي في مسمع المقهى البعيد
أيلول يُسقط ما تبقّى من العمرِ
ذاكرةَ الحبيبة والصديقةِ والصديقْ
الزوجةَ الأخرى القصيّة التي ربحت بموتي الغريبِ خسارتينِ شهيّتينْ
وتُنهي باكتظاظ الحزنِ سفر الثرثرةْ
أمّي وحدها من ستدمع دمعتين سخينتينْ
وتبكي بصمتْ
وأبي سيذكرني عند المساء بلهفةٍ ويقولْ:
لمن تركت الأغاني والأماني والشجرْ؟
لمن تركت الوقت يمضي كأنّه السلحفاةُ
الظلُّ
الشتاءُ
وكيف تطيق أن يشحب لي في الليلِ وجهُ القمرْ؟
ولمن تركت القصيدة والجريدة والكتابَ وتلك المحبرةْ؟
أنا جاهزٌ لأرحلَ حيثُ مثوايَ الأخيرْ
لحفرة باردةٍ وسؤال الله لي
أنا جاهزٌ لأقرأ باليمين كتابيَهْ
فيا رضوانُ أفسحْ لي ولا تسألنيَ البتّة
فربّي قد أجاز ليَ "الصراطَ المستقيمْ"
تمّوز 2020