تعتبر المستشفيات أكثر مكانا لنقل العدوى سواء بالنسبة للمرضى، أو بالنسبة للأطباء، على حد سواء، خاصة إذا لم تتبع الشروط، والقواعد الصحيحة، فى منع نقل العدوى، واتخاذ الإجراءات فى الوقاية، ومنع العدوى ولكن فى ظل الأوضاع المتردية فى المستشفيات، وعدم اتباع القواعد، والشروط اللازمة، لنقل العدوى، أدى إلى انتشار العدوى بين الأطباء وبين المرضى، فهناك العديد من الأطباء يتم عدواهم بالفيروسات الكبدية، نتيجة الإهمال الموجود فى المستشفيات وأيضا الجراحين والعمال والممرضين وأطباء المعامل كل هذه الفئات أكثر عرضة للعدوى ، نتيجة عدم اتباع الشروط الواجب توافرها عند التعامل مع المرضى
الأطباء يتعرضون لانتقال العدوى من الأمراض الفيروسية...
يقول الدكتور محمد عوض تاج الدين، أستاذ الأمراض الصدرية والحساسية، بطب عين شمس وزير الصحة الأسبق، إنه من ضمن مخاطر العدوى الطبية، هو احتمالية انتقال العدوى، إلى الأطباء وخاصة الأمراض المعدية، موضحا أن الفريق الطبى يتعرض للاحتكاك المباشر بالمرضى، يجعل احتمالية انتقال العدوى كبيرة جدا، موضحا أن هناك أمثلة كثيرة على انتقال العدوى للأطباء، فكثيرا من الأطباء أصيبوا بعدوى فيروسية، بالكبد خاصة فى الفترات التى لم يكن معايير مكافحة العدوى عالية المستوى، ورغم طرق مكافحة العدوى إلا أن الأطباء ومساعديهم عرضة للإصابة بالأمراض المعدية مثل الإصابة بالالتهاب الكبدى الوبائى بأنواعه المختلفة والالتهاب السحائى.
بعض الأمراض الفيروسية للجهاز التنفسى تنتقل من خلال التنفس..
وقال من المعروف إن بعض الأمراض الفيروسية للجهاز التنفسى، وعلى رأسها فيروس الانفلونزا، وأيضا الالتهابات الرئوية، تنتقل عن طريق التنفس أو بعض الأجهزة المستخدمة فى علاج المرضى، مثل الخراطيم والأنابيب، التى توضع لعلاج المرضى، وطبعا يمكن انتقال العدوى بالفيروسات، من خلال السرنجات، إذا السرنجة شكت الطبيب موضحا أن فيروس كورونا الذى انتشر فى الخليج، كانت نسبة العدوى من المرضى للأطباء، والفريق الطبى المساعد عالية للغاية.
والالتهاب السحائى وهو التهاب بالجهاز العصبى بالمخ والذى يسمى بالحمى الشوكية، عندما يصيب المخ نفسه، والتهاب السحايا هى الأغشية المحيطة بالمخ، وبعضها معدٍ، ويمكن أن تنتقل العدوى من خلال الرزاز، أو التنفس، أو من خلال افرازات المريض، خصوصا من الانف والفم، من خلال السعال، وخصوصا اذا كانت الجرثومة على يد المريض، أو ملابسه، أو جسمه، موضحا أن الالتهاب السحائى، يمكن أن يسببه بكتيريا أو فيروسات.
تطبيق معايير مكافحة العدوى ..
وقال إنه يجب تطبيق معايير مكافحة العدوى، والأهم هو توفير الحماية الكاملة للفريق الطبى وللمرضى، وتطبيق قواعد مكافحة العدوى لها شروط فيجب استخدام الجوانتى، وكيفية التعامل مع المرضى، وكيفية غسل الأيدى اليدين بالماء والصابون، وتوفير المطهرات ومكافحة العدوى فى العيادة الخارجية لها طريقة، وبأجهزة التنفس الصناعى لها طريقة، ولابد أن تنفذ بطريقة حاسمة، لمنع انتقال العدوى، سواء للمريض أو الفريق الطبى، موضحا أن أمراض البكتيريا، والالتهابات الرئوية الشديدة، والذى ينتقل من السعال، أو العطس أو الرزاز، كلها أمراض تكون من السهل انتقالها.
اتبع أساليب الوقاية ومنع العدوى ..
وأشار الدكتور محمد فوزى السودة، مدير عام مستشفى أحمد ماهر، إلى أن اتباع وسائل نقل العدوى، الهدف منها هو الإقلال من نقل العدوى، من مريض لمريض بواسطة الطاقم المتعامل معه، أو البيئة التى يعيش بها داخل المستشفى ونقل العدوى من المريض إلى الطبيب، أو العكس ومن أجل هذا تم وضع بروتوكولات لمكافحة العدوى، لتقليل نسبة هذه العدوى إلى النسب المسموح بها عالميا، موضحا أنه من ضمن هذه الإجراءات هى التزام الطاقم الطبى بارتداء الواقيات الشخصية مثل الجاونتى المعقم المانع لتسرب السوائل، والمرايل البلاستيك والماسك بدرجاته المختلفة، وحسب الاستخدامات وغطاء الرأس والجوانتى بدرجاته والمعقم، أو غير معقم أو المزدوج الطبقة، فى حال التعامل مع مرضى الفيروسات الكبدية، والالتزام بتطهير الاسطح والالتزام ببرتوكولات منع انتقال العدوى، فى المستشفيات.
وأضاف ان البيئة التى يعيش بها المريض مهمة جدا، لعدم نقل العدوى، مثل التهوية الجيدة والالتزام بتعليمات عزل المرضى، فى الحالات التى يستوجب عزلها، والالتزام بمعايير تطهير الاسطح، بالمواد الكيماوية، حسب النسب المقررة والالتزام بتعليمات فصل النفايات الطبية، والتخلص الآمن منها، وعلى المجمل الالتزام بكافة التعليمات التى تقررها ادارة مكافحة العدوى، بالمستشفيات والمديريات.
الالتزام باستخدام المعدات التى تمنع العدوى ..
وقال إن مسئولية منع العدوى، تقع على عاتق اطراف العملية العلاجية بين مرضى، وطاقم الاطباء، موضحا ان الادارة عليها دور أيضا فى توفير كافة المستلزمات اللازمة لمكافحة العدوى، بشكل دائم بكميات متوافرة، ومن مواد ذات جودة عالية، ويقع الجزء الآخر، على المتعاملين، من الأطقم الطبية، مع ضرورة تفعيل بروتوكولات، وقواعد مكافحة العدوى، فى كل إجراء علاجى داخل المستشفى يتم للمريض، ولا يعنى قيام الإدارة بتوفير المستلزمات، يمنع العدوى، بل لابد أن يستعملها الفريق الطبى، إذ ان العنصر البشرى، والتزامه هو الأهم فى منع العدوى، إذ لا فائدة دون التزامنا واستخدامها، والتزامنا بالإجراء الصحيح مع المرضى، ويجب أن تتضافر جميع الجهات لتحقيق منظومة، مكافحة العدوى إذ أنها ليست مسئولية جهة واحدة كل علية مسئولية تحقيق هذا الهدف.
إجراءات وقائية يجب أن تتبع عند تركيب الكانيولا أو سحب السائل البريتونى من البطن
من جانبه قال الدكتور هشام الشبراوى استشارى الكبد والجهاز الهضمى ورئيس قسم الكبد بمستشفى أحمد ماهر، إن هناك اجراءات مكافحة العدوى تطبق أعلى مستوى بدا من تركيب كانيولا إلى سحب سائل بريتونى من البطن أو اخذ عينة الكبد كل هذه الاجراءات لها خطوات مكافحة العدوى ولابد ان تتم دون ان تنتقل العدوى للمريض تبعا للقواعد وهناك تطعيمات لابد ان تتوافر للأطباء و العاملين ضد فيروس بى ويتم تطعيمهم دوريا للإداريين والعمال والتمريض والأطباء.
وقال ان فيروس سى ليس له تطعيم حتى الان، فهناك سياسة تسمى سياسة الجدوى، وهى اجراءات مكافحة العدوى فى جميع اقسامها، وتطبق على جميع مستشفات، وأكثر الفئات المعرضة من الاطباء لنقل العدوى اليهم، هم اطباء الرعاية المركزة، وأطباء الاستقبال، وأطباء وحدات الكلى الصناعى، وهم الفئات المعرضة لاحتمالية انتقال العدوى، نظرا لملامسة سوائل المرضى، ولكن مع التطبيق السليم لإجراءات مكافحة العدوى، وسياسات الجدوى يمكن تجنب حدوث العدوى من المرضى.
وقال إن مستشفى أحمد ماهر تتم اكثر الطرق تشددا فى مكافحة العدوى والاهم من زيادة بدل العدوى هو منع العدوى.
الدم اكثر عدوى للفيروسات ..
من جانبه قال الدكتور هشام ايوب، استشارى امراض الكبد عضو الجمعية الاوروبية لدراسة الكبد واستشارى وحدة امراض الكبد بمستشفى القبارى، بالإسكندرية، إن الاطباء العاملين فى مجال الجراحة، والأسنان، والتحاليل اكثر عرضة، من الاطباء والمرضى موضحا ان 10 اضعاف انتقال العدوى بسبب كثرة الاحتكاك مع الدم، والذى يجعله اكثر عرضة لانتقال الفيروسات.
وأكد ان الاطباء اكثر عرضة لانتقال الامراض المعدية، لأنة اكثر شخص يحتك بالمريض، وهناك اطباء كبد مشاهير كثيرون اصيبوا بالفيروس ومنهم تطور الامر إلى زراعة كبد وتوفوا، وكثير من اطباء الاسنان، اصيبوا بفيروس سى، وحصلوا على ادوية فيروس سى، واشهر جراح قلب فى امريكا، انتقل اليه فيروس سى، اثناء اجراء جراحة لمريض مصاب بفيروس سى مؤكدا ان التمريض والعاملين فى المجال الصحى، يتعرضون لنقل العدوى، عند تعاملهم مع الدم ومشنقاته، وهم اكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
وفى ضوء ما تقدمه مؤسسة فكر للتدريب من خلال الخدمة المجتمعية للمجتمع تقدم برامج توعوية ودورات تدريبية فى مجال مكافحة العدوى