اللقاء الكامل للرئيس الأسد مع قناة "أولوصال" وصحيفة "أيدنليك" التركيتين
رداً على ما يشاع ... هل أنتم مازلتم على قيد الحياة ؟؟
وهل انتم في سوريــة ؟؟
السيد الرئيـــس : الجواب موجود في السؤال .. انا امامكم ونحن موجودين فوق الأرض ولسنا في الملجأ
هذه إشاعات تبث كل فترة للتأثير على معنويات الشعب السوري
لا أعيش في بارجة روسيــة ولا أنـا في إيران ...
انا أعيش في سوريـــة في المكان الذي أعيش فيـه دائمــاً
الرئيــس الأســـد :
"الجامعة العربية بحد ذاتها بحاجة لشرعية. هي جامعة تمثل الدول العربية وليس الشعوب العربية.. وبالتالي فهذه الجامعة لا تعطي شرعية ولا تسحبها..
هي خطوة رمزيـة ... فالشرعية الحقيقية ليست لا من منظمات ولا مسؤولين خارج بلدك ولا من دول أخرى.. الشرعية هي ما يعطيك إياها الشعب... عدا عن ذلك كل هذه المسرحيات ليس لها أي قيمة بالنسبة لنا.."
الصراع في سورية لم يكن أساساً صراعاً محلياً
هناك حراك داخلي في سورية ... لكن الموضوع برمّته هو موضوع خارجي
وصراع خارجي مرتبط بالخارطة الاقليمية ومن ناحية أخرى مرتبط بالصراع بين القوى الكبرى.
تشكيل مجموعة البريكس تعني أن الولايات المتحدة لن تكون بعد الآن هي القطب الأوحد في العالم.
دول البريكس لا تدعم الرئيس بشار .. ولا الدولة السورية
هي تدعم الاستقرار
فإن حصل التقسيم وسيطرت المجموعات الإرهابية فالكل يعلم بأن الفوضى ستنتقل مباشرة للدول المجاورة أولاً
ولاحقاً وبطريقة الدومينو ستنتقل إلى مساحات بعيدة في الشرق الأوسط على كل الاتجاهات مما يخلق حالة عدم استقرار لعقود طويلة
سؤال : أكثر من 100 دولة تطالبك بترك الحكم .. فهل ستقوم بذلك ؟
الرئيــس الأســد :
هذا يعني بحسب السؤال بأن هذا الرئيس تقف ضده عدد من الدول الغربية والاقليمية بما فيها تركيا
وبنفس الوقت يقف شعبه ضده فكيف سيبقى وتصمد سورية سنتين ؟
أن تقف الدول ضدي فهذا الموضوع لا يعنيني فأنا منتخب من الشعب
هل الولايات المتحدة وباقي الدول حريصون على الديمقراطية في سورية ؟؟
هي تقف مع جرائم اسرائيل منذ أن نشأت وهي من ارتكبت المجازر في العراق وأفغانستان وقتلت وجرحت وأعاقت الملايين
وفرنســا كذلك فعلت في ليبيا وبدعم من الولايات المتحدة
والحكومة التركية منغمسة في الدماء السورية
هل تلك الدول حريصة على الدم السوري ؟؟؟
نحن محاطون بدول تقوم بدعم المجموعات الإرهابية وليس بالضرورة كل هذه الدول تقوم بذلك بشكل مقصود
فالعراق مثلاً هو ضد تسريب الارهابيين لكن لديه ظروف معينة لا تسمح بضبط الحدود
في لبنان أطراف مختلفة تساعد أو تقف ضد ادخال الارهابيين
تركيا تقوم بشكل رسمي بتدريب وإيواء وإرسال الارهابيين في سورية
في الأردن يتم إدخال مسلحين وهناك غموض حول الموقف الرسمي إن كان ذلك مقصود أو لا
وطالما لديك تسريب بالارهابيين ستبقى لديك معارك مع أولئك الارهابيين وهذا الشيء طبيعي فنحن في حرب بكل ما تعنيه الكلمة من معنى
فالارهابيين يدخلون بعشرات الالاف فمن الطبيعي أن تسمع أصوات المعارك في مختلف المناطق في سورية
يبدو بأن اردوغان رأى في الاحداث التي تحصل في العالم العربي فرصة له كي يطيل عمره السياسي
هذا الرجل عقله عقل أخوان مسلمين ونحن بتجربتنا مع الاخوان المسلمين منذ 30 عام هم مجموعات انتهازية تستخدم الدين لمصالح شخصية
وهذه الأحداث في العالم العربي أتت بأولئك المجموعات من الاخوان الى الحكم فرأى بها فرصة كبيرة لاستمراره في الحكم لسنوات
فانقلب على سورية من أجل مصلحته الشخصية
للأسف أردوغان لم يقل كلمة صدق واحدة منذ أن بدأت الأزمة وانا لا ابالغ في هذا الكلام
إذا كان فعلاً أردوغان قدم اقتراحات من أجل الشعب السوري لكي يحل المشكلة
فما علاقة ذلك بدعمه للمسلحيــن ؟؟
اليوم اردوغان يجلب المسلحين بدعم وتمويل قطري ويؤمن لهم الخدمات الطبية والسلاح ويرسلهم الى سورية
هل هذه مقترحات أم مجرد غطاء كي يصل لهدفه !!؟
لذلك أردوغـان كـاذب وهذه المقترحات هي مجرد قنـاع
الحكومة التركية متورطة الآن تساهم في قتل الشعب السوري بشكل مباشر
لكن نحن لا نقبل أن نقوم بنفس العمل فنحن ضد الإرهاب والشعب التركي بالنسبة لنا هو شعب شقيق
ثانياً .. هذا ما يريده أردوغان .. يريد أن يكون هناك صدام على المستوى الشعبي كي يقف شعبه معه ويستعيد شعبيته التي خسرها
ونحن لن نقع في هذا الفــخ
نحن حتى هذه اللحظة لم نلق القبض على أي شخص في المخابرات أو في الجيش التركي
عدم القبض على شخص مسؤول في المخابرات أو الجيش التركي لا يعني بأنهم ليسوا متورطين لأن المخابرات تقوم على الدعم من أراضي أخرى وتؤمن كل التدريب والتجهيزات
وبالاعترافات التي حصلنا عليها من الارهابيين هناك اشخاص متورطين داخل تركيا وهذا التورط مرتبط بما تقوم به السياسة التركية
في رده على سؤال حول تصريح أحمد داوود أوغلو بأنه يفضل الاستقالة عن مصافحة الرئيس الأسد..
"هذا الكلام ليس محل اهتمام.. ولايُرد عليه أصلاً.. فإذا لم يكن هناك من رباه تربية صحيحة في منزله فأنا في منزلي تربيت تربية صالحة ..
وإن لم يكن قد تعلم شيئاً من أخلاق الشعب التركي التي رأيتها خلال زياراتي إلى تركيا، فأنا في سورية تعلمت الكثير من أخلاق الشعب السوري.."
هناك سؤال واضح وبديهي ...
نتنياهو كان موجود من سنتين عندما حصلت مجزرة سفينة مرمرة
ونفس الشخص موجود في تركيا وهو أردوغان
لماذا لم يعتذر منه في الأعوام الماضية ؟؟
ماتغير هو الوضع في سورية
وهذا يؤكد بدقة بوضوح بأن هناك التقاء وتحالف تركي اسرائيلي لضرب الوضع في سورية
"نحن منذ أن بدأ التحرك داخل تركيا منذ عدة سنوات باتجاه حل المشكلة الكردية كان موقفنا الواضح والصريح هو دعم أي حل بين الأكراد والاتراك لأننا لا نريد أن نرى المزيد من الدماء في بلدكم والتي ستنعكس سلباً على المنطقة.
نحن ندعم أي حل صادق في هذا الاتجاه لأن الأكراد جزء طبيعي من نسيج المنطقة، هم ليسوا ضيوفاً أو مهاجرين جدداً. هم يعيشون في هذه المنطقة منذ آلاف السنين.
عندما يكون هناك فوضى ما كالذي يحصل الآن في سورية فلا بد أن تظهر جهات معينة لملئ هذه الفوضة قد تكون جماعات مسلحة أو عصابات سرقة أو جهات سياسية أو أحزاب ذات توجهات معينة
هناك مجموعات تسعى للانفصال موجودة في كل مكان ولكن لا نستطيع تعميمها على كل الأكراد
فمعظمهم أشخاص وطنيون يريدون العيش داخل سورية
الانفصال بحاجة لبيئة داخلية شعبية وربما خارجية وهي مختلفة عن الوضع الحالي في سورية
وأنا لست قلقاً من هذا الأمر في سورية
علينـا أن نركز أن القومية هي ليست عرق
فنحن نعيش في منطقة مختلطة ..
فأن تكون تركي لا يعني أن لا تكون كردي , أرمني , عربي بأصولك
لديك ثقافة ولغة
القومية التركية والقومية العربية هي حالة حضارية تستوعب الجميع
والمشكلة في السابق كانت عقلية الالغاء للثقافات
وأجمل مافي ذلك هو هذا التنوع وأخطر شيء أن لا ننظر لهذا التنوع هو شيء غني يعطينا قوة بل ننظر بأنه ضعف ما يسمح للخارج أن تلعب الاعيبها ضدنا
وهذا ما كان في صراع العرب والأتراك أيام العثمانية
نحن نسيج واحد بألوان مختلفة.
الظروف في سورية وبخاصة على المستوى الشعبي غير مهيأ لموضوع انفصال جزء من الأراضي عن غيرها
ولا يوجد دولة وطنية تقبل بذلك وهذا موضوع محسوم وغير قابل للنقاش في سورية.
لا أعتقد أن سورية وايران وتركيا والعراق توافق على تفتيت اراضيها لتشكيل كردستان الكبرى
فالدول تسعى لتجتمع مع بعضها لا للتفتت إلا في منطقتنا وهذا تخلف
وهذا ما سيعرضنا لحروب مستقبلاً إن قامت دويلات صغيرة قائمة على القوميات والطوائف
اليوم الدول الكبرى تجتمع مع بعضها البعض والبريكس نموذج لذلك
في هذا العصر علينا أن نتوحد وهذا لايعني أن نكون دولة واحدة كما الامبراطوريات في السابق
اليوم نتوحد بالمصالح على الأقل
سكك حديد , نقل بري , غاز نفط كهرباء طاقة
تتوحد هذه الشبكة في منطقتنا الاستراتيجية بين البحار الخمسة
وهذا ما يجلب الكثير من الاستثمار وارخاء ويجعل شعوبها قوية ضد أي تدخل خارجي
وهذا القرار يحتاج لارادة واستقلالية للقرار فالدول الغربية ليس لها مصلحة بتلك المشاريع
وبحاجة لاستقرار أمنية لكن الأمور الأمنية لا تصلح لهذا المشروع
فهناك مشاكل في سوريةو لبنان والعراق
وهناك في تركيا حكومة غير مستقلة وليس لها رؤية مستقبلية
وهذا المشروع يجب أن يبقى في أذهاننا
حول الصراع الطائفي ..
هذا الموضوع بدأ طرحه عام 79 عند قيام الثورة الايرانية التي أزالت أحد أهم حلفاء أمريكا في المنطقة فلم يكن هناك حل سوى القيام بعمل يظهر أنها مجرد ثورة شيعية ولا بد من وقوف الطوائف الأخرى في وجهها
لذلك كانت الحرب العراقية على ايران المدعومة من بعض دول الخليج
وبعدها بفترة استخدم الاخوان المسلمين في سورية لنفس الموضوع
وفشلوا في الاثنتين
والآن يعملون على إثارة الفوضى فتنة طائفية من داخل تلك البلدان
والشعارات التي طرحت في سورية هي شعارات طائفية
وفشلوا كذلك فلو نجحوا لتفتت المنطقة
حقيقة الصراع الآن ليس طائفياً فجوهر الصراع هو بين دول تريد أن تعيد الشعوب إلى الماضي وبالمقابل دول تريد الذهاب بهم إلى المستقبل
هذه النظم التي تسعى للتقسيم هي تهيئ لحروب قد تمتد لقرون وليس لعقود في منطقتنا وتدمر كل شيء وتحولنا إلى دول تعيش في القرون الوسطى
فالعلمانية هي حرية الاديان والممارسة ومنطقتنا منطقة محافظة معظم سكانها متدينون يجب أن يكون لديهم الحرية بممارسة شعائرهم
ما يحصل في تركيا البلد المجاور سينعكس مباشرة على سورية
فطبيعة النسيج الاجتماعي في تركيا مشابه للمجتمع السوري
لذلك الاستقرار في تركيا سيخدمنا والعكس صحيح
المشكلة كيف تقنع الحكومة التركية ومقدمتهم أردوغان بأن الحريق في سورية سيحرق تركيـا وهو لا يرى هذه الحقيقة للأسف
الخطوط الحمراء مع حوارنا للمعارضة هو التدخل الأجنبي فالحوار يجب أن يكون سوري
أما غير ذلك لا خطوط حمراء لدينـا
منطقتنا منطقة متنوعة وسورية تعيش باستقرار لعقود طويلة
وكيف لها ذلك وهي تعيش مع حكومة لا تعكس حقيقة هذا الشعب
فعندما لا تمثل الحكومة كل الشعب ستسقط ويسقط معها الوطن
من المضحك اتهام الحكومة بإغتيال البوطي فهم أنفسهم كانوا يهاجمونه ويقولون بأنه شيخ سلطة
"استهداف الدكتور البوطي كان أولاً لمكانته في سورية وفي العالم الإسلامي،
وثانياً لوعيه العميق لحقيقة ما يجري. فلاشك بأن موقف رجال الدين ومنهم الدكتور البوطي كان أساسياً في إفشال المخطط الذي يهدف لخلق فتنة طائفية..
كل من تحدث بالدين الحقيقي والدين المعتدل استهُدف منذ بداية الأزمة..
ولكن الدكتور البوطي كان له الأثر الأكبر في مواجهة ما خطط لسورية، فهو لم يقف مع الدولة بل وقف مع الوطن، فدفع حياته ثمناً لذلك.."
في النهاية أقول :
نحن نمر كلنا بمرحلة مفصلية وهذه التغيرات التي تحصل في منطقتنا فيها شيء من المخططات الخارجية
وما يحصل هو مشابه لما حصل قبل 100 عام وهو اعادة تقسيم المنطقة
وقبلنا سابقاً ماوضعه سايكس بيكو
هذه المرة علينا ان لا نقبل أي تقسيم ونحن يجب ان نكون اصحاب القرار
ولكن للأسف هناك حكومات ارتضت ان تعمل لحساب دول غربية
لذلك نرى بأن العامين الأخيرين يهدف الى ضرب العلاقة بين الشعب السوري والتركي
ويجب أن نستمر بالأخوة العربية التركية
فالحكومات لن تبقى للأبد .. ولن نسمح لبعض الحمقى بضرب تلك العلاقات التي يجب ان نبنيها نحن وليس اي جهة اجنبية في الخارج.
------------------------------------------------------------------------------
المقابلة : جزء 1
http://www.youtube.com/watch?v=Q-2y-HmwlC8&feature=youtu.be
المقابلة : جزء 2
http://www.youtube.com/watch?v=Z5LFZeXxl34&feature=youtu.be