<!--<!--<!--
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
ابن الفارض هو عمر بن علي بن مرشد الحموي، من حماة في سوريا أبو حفص شرف الدين ابن الفارض. يعرف بسلطان العاشقين وهو من أشعر المتصوفين.
قدم والده من حماة وولد بمصر سنة 576 هـ الموافق لـ 1181م. ولما شب اشتغل بفقه الشافعية، وأخذ الحديث عن ابن عساكر. ثم سلك طريق الصوفية ومال إلى الزهد. رحل إلى مكة في غير أشهر الحج، واعتزل في واد بعيد عنها. وفي عزلته تلك نظم معظم أشعاره في الحب الإلهي وفي شعره فلسفة تسمى وحدة الوجود. عاد إلى مصر بعد خمسة عشر عامًا. توفي سنة 632 هـ الموافق لـ1235م.
من أشهر قصائده
شربنا على ذكر الحبيب مدامة
1شربنـا علـى ذكـر الحبيـب مدامـة
سكرنا بها من قبـل أن يخلـق الكـرم
2لها البدر كأس وهي شمـس يديرهـا
هـلال وكـم يبـدو إذا مزجـت نجـم
3ولـولا شذاهـا مـا اهتديـت لحانهـا
ولولا سناهـا مـا تصورهـا الوهـم
4ولم يبق منها الدهـر غيـر خشاشـة
كأن خفاها فـي صـدور النهـى كتـم
5فإن ذكرت فـي الحـي أصبـح أهلـه
نشـاوى ولا عـار عليهـم ولا إثـم
6ومن بين أحشـاء الدّنـان تصاعـدت
ولم يبق منها فـي الحقيقـة إلا اسـم
7وإن خطرت يوماً على خاطر امـرىء
أقامت بـه الأفـراح وارتحـل الهـم
8ولـو نظـر الندمـان ختـم إنائـهـا
لأسكرهـم مـن دونهـا ذلـك الختـم
9ولو نضحوا منهـا ثـرى قبـر ميـت
لعادت إليه الـروح وانتعـش الجسـم
10ولو طرحوا في فـيء حائـط كرمهـا
عليـلاً وقـد أشفـى لفارقـة السقـم
11ولو قربوا من حانهـا مقعـداً مشـى
وتنطـق مـن ذكـرى مذاقهـا البكـم
12ولو عبقت في الشرق أنفـاس طيبهـا
وفي الغرب مزكـوم لعـاد لـه الشـم
13ولو خضبت من كأسها كـف لا مـس
لما ضل في ليـل وفـي يـده النجـم
14ولو جليـت سـراً علـى أكمّـه غـدا
بصيرا ومن راو دقهـا تسمـع الصـم
15ولو أن ركبـاً يممـوا تـرب أرضهـا
وفي الركب ملسوع لما ضـره السـم
16ولو رسم الراقي حروف اسمها علـى
جبيـن مصـاب جـنّ أبـرأه الرسـم
17وفوق لواء الجيش لـو رقـم اسمهـا
لأسكر من تحـت اللـوا ذلـك الرقـم
18تهـذب أخـلاق الندامـى فيهـتـدي
بها لطريق العـزم مـن لا لـه عـزم
19ويكرم من لـم يعـرف الجـود كفّـه
ويحلم عند الغيـظ مـن لا لـه حلـم
20يقولون لـي صفهـا فأنـت بوصفهـا
خبير أجـل عنـدي بأوصافهـا علـم
21صفـاء ولا مـاء ولطـف ولا هـوى
ونـور ولا نــار وروح ولا جـسـم
22تـقـدّم كــل الكائـنـات حديثـهـا
قديمـاً ولا شكـل هنـاك ولا رســم
23وقامـت بهـا الأشيـاء ثـم لحكمـة
بها احتجبت عن كـل مـا لـه فهـم
24وهامت بها روحـي بحيـث تمازجـا
اتحـادا ولا جــرم تــخلله جــرم
25فخـمـر ولا كــرم وآدم لــي أب
وكـرم ولا خمـر ولــي أمـهـا أم
26ولطف الأوانـي فـي الحقيقـة تابـع
للطف المعانـي والمعانـي بهـا تنـم
27وقـد وقـع التفريـق والكـل واحـد
فأرواحنـا خمـر وأشباحـنـا كــرم
28ولا قبلهـا قبـل ولا بـعـد بعـدهـا
وقبليـة الأبعـاد فهـي لـنـا حـتـم
29وعصر المدى من قبله كان عصرهـا
وعهـداً بيّنـاً بعدهـا ولهـا اليـتـم
30محاسن تهـدي المادحيـن لوصفهـا
فيحسن فيهـا منهـم النثـر والنظـم
31ويطرب من لم يدرهـا عنـد ذكرهـا
كمشتـاق نعـم كلمـا ذكـرت نـعـم
32وقالـوا شربـت الإثـم كـلا وإنمـا
شربت التي في تركهـا عنـدي الإثـم
33هنيئاً لأهل الديـر كـم سكـروا بهـا
ومـا شربـوا منهـا ولكنهـم همّـوا
34وعندي منهـا نشـوة قبـل نشأتـي
معـي أبـداً يتقـي وإن بلـي العظـم
35عليك بها صرفـاً وإن شئـت مزجهـا
فعدلك عن ظلـم الحبيـب هـو الظلـم
36فدونكها فـي الحـان واستجلهـا بـه
على نغم الألحـان فهـي بهـا عنـم
37فلا عيش في الدنيا لمن عاش صاحيـاً
ومن لم يمت سكراً بهـا فاتـه الحـزم
38على نفسه فليبك مـن ضـاع عمـره
وليس لـه فيهـا نصيـب