<!--التنمية البشرية في القرآن الكريم
<!--مقدمة : المصطلح والمضمون
إن مصطلح التنمية البشرية يُعدّ من المصطلحات الحديثة في ميدان المعرفة، إذ شاع صيتهُ في العقد الأخير من القرن العشرين، وبان أثر حركته من خلال البحوث العلمية والتقارير الدولية التي سعت لرصد حركة الإنسان
وتتبع نموه وتطور مستواه الحياتي.
الا ان مضمونه برز مع الانسان
منذ نشأته الأولى.
<!--مفهوم التنبية البشرية
إن مفهوم التنمية البشرية وإن تعددت معه بعض المفاهيم الأخرى أو لازمته أو شاركته في الأهداف فإن غايته الأساس هي السعي لتحقيق سعادة الإنسان ورفاهيته مادياً وروحياً
شعارها
"تنمية الإنسان والتنمية بالإنسان والتنمية للإنسان“
هدفها
إزالة جوانب الضعف والقصور في أداء وسلوك الأفراد
<!--مفاهيم للتنمية من القرآن
- التزكية
- التربية
- التكثير أو التكاثر : فكثركم
- البركة: التي باركنا فيها
- الإنبات أو التنبيت.
- التغير
<!--المصطلحات المرادفة،
<!-- ومنها الاعمار،
<!--الابتغاء من فضل الله
<!--والسعي في الأرض،
<!--وإصلاح الأرض وعدم فسادها،
<!--ونشدان الحياة الطيبة
<!--موقع التنمية البشرية في الاسلام
أن الإسلام ينظر إلى التنمية البشرية على أنها:
صومعة بناء الإنسان
وتسخير البيئة له
وتذليل الصعاب
وتطوير ما يحيط به
لإسعاده وتحقيق طموحاته،
فالإنسان في المنظار القرآني:
خُلق على كمال في نفسه واعتدال في جوارحه لقوله تعالى:
﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ﴾)
﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ
وَفَضَّلنْاَهُمْ عَلَى كَثيرِ مِمنَّ خَلقَناَ تفَضِيلا﴾ً)
خليف لله في الأرض لقوله سبحانه تعالى:
إني جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾) 2
<!--تعريف
التنمية البشرية هي: عبارة عن
عمليات إجرائية منظمة
وفق رؤية فكرية منتخبة
تهدف لتطوير القوى الكامنة في الإنسان
بصقلها وتوجيهها
نحو تحقيق طموحاته
بغية إشباع حاجاته المشروعة
في شتى مجالات الحياة.
<!--موقع الريادة
مقصد الشريعة الإسلامية هو تحقيق مصالح العباد :
بالإيجاد لها أولاً
ثم حفظها ثانياً،
وهذه المصالح هي:
حفظ الضروريات + وتحقيق الحاجات + وضمان التحسينات
وهذا هو عينه غاية التنمية البشرية ومرادها.
ولقد فسر الشاطبي المقاصد الضرورية )بأنها المقاصد التي لا بد منها من قيام مصالح الدين بحيث إذا فقدت لن تجر مصالح الدنيا على استقامة بل على فساد،
والضروريات التي لا تستقيم الحياة دون تحقيقها هي ضرورة:
حفظ الدين والنفس والعرض والمال والعقل
<!--خلاصة
التنمية البشرية في الإسلام عموماً وفي القرآن الكريم خصوصاً تتبنى منهج دفع الضرر عن الإنسان وجلب المنافع إليه وسد حاجاته وتحقيق طموحاته
الانسان هو الموضوع الاساس في التنمية
<!--مكونات الانسان مجالات التغيير
الانسان مركب من : العقل و القلب والجوارح
له استعدادات وقابليات يستطيع من خلالها استغلالها
ويستطيع أن يصل إلى قمة العظمة والشرف: خليفة الله
باكتساب المعارف وتهذيب النفس وتحصيل الكمالات.
الظلم والجهل هما ما سيقع للانسان والمجتمع حين يتخلف عن تنمية ذاته.
وهما ما جعلا القرآن يحفز على تزكية النفس لبلوغ الكمال لتجنبهما.
﴿ إنه كان ظلوما جهولا ﴾
<!--باختصار
إن الأمانة هي الولاية الإلهية فهي تعني الكمال الحاصل من جهة التلبس بالاعتقاد والعمل الصالح وسلوك سبيل الكمال بالارتقاء من حضيض المادة إلى أوج الخلاص الذي هو أن يخلصه الله لنفسه فلا يشاركه فيه غيره فيتولى هو سبحانه تدبير أمره وهو الولاية الإلهية
<!--اهداف التنمية البشرية في القرآن الكريم
قال الله تعالى في كتابه العزيز:
﴿أفحَسِبتْمُ أنَّما خَلَقْناَكُمْ عَبثَا وَأنكمْ إلِيَنْاَ لا تُرْجَعُونَ﴾
اولا ان الانسان خلق لهدف سيحققه في دنياه
الانس والجن عامة خلقوا للعبادة
وانت خلقت لشيئ معين وجب عليك ان تبحث عنه
الدليل : كل ميسر لما خلق له
والثانية انه بعد ذلك سيعود الى خالقه
لينظر هل ادى الرسالة التي كلف فيها ويسره لها
﴿َابْتَغِ فِي ما آتَاكَ الله الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا وأحسن كما أحسن الله إليك ﴾)
﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَين لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾
) فهدف التنمية هو الإنسان،
ولذا تكون العملية التنموية وسيلة غايتها تحقيق سعادة الإنسان المادية والمعنوية، فالإنسان هو محور التنمية القرآنية وهدفها الوحيد
الرسالة السماوية التي تنم عن نهج أدائي يُعدّ
وسيلة غايتها تحقيق سعادة الإنسان المادية والمعنوية والدنيوية والأخروية
لكونه المحور والموضوع في العملية التنموية القرآنية.
﴿إنِّ هَذَا القْرُآنَ يَهدْي للِتَّيِ هِيَ أَقْوَمُ﴾
أي يدعو للطريقة التي هي أقوم الطرق،
وأشد استقامة
﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشرى لِلْمُسْلِمِينَ
المرحلة الاولى: البيان والتعلم
المرحلة الثانية : الهداية
المرحلة الثالثة : العمل الموجب للرحمة
المرحلة الرابعة : البشرى بثواب الله لمن امن وعمل صالحا
<!--االسمات القرآنية
1- الاختيار الانساني
الدين والقرآن في اساسه ذو طبيعة اختيارية :أُعد لتنظيم حياة الإنسان
لا اكراه في الدين
2- سعة الاهداف القرآنية لآفاق الحياة :
وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحمة لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
3- استيعاب الاهداف الربانية
﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاّ َكَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ﴾
4- امتداد الأهداف القرآنية مع الحياة:
وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لما يَلْحَقُوا بهم وَهُوَ الْعَزِيزُ الَحكِيمُ﴾
5- فطرية الاهداف القرآنية :
﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ الله الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخلَقِ الله ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ﴾
<!--التنمية الذاتية في القرآن
تهدف الى 1- بناء الانسان
عن طريق 2- وضع خطة متقنة لاتباعها
3- تعزيز الخطة باليات عقلية وتجريبية
أهداف التنمية البشرية في المنظور الإسلامي متوازنة بين
تلبيةحاجات الإنسان الطبيعية الذاتية والتي تُعدّ أهدافاً ثانوية للتوحد تحت
الأهداف الكبرى للتنمية البشرية
التي تسعى لتنظيم حياة البشر في المجالات كافة عل
منظار السماء.
تمرين : الاخلاص اول شرط لقبول العمل كيف نمارسه ؟
أغمض عينيك شهيق زفير
استشعر حالة الهدوء
اسأل نفسك : بصدق كم هو نصيب الاخلاص لله فيما تقوم به في حياتك مع نفسك
في صلاتك ،في اكلك ،في عملك ،مع اهلك ،مع عمالك ،توقف اعلن التوبة
ارفع قدر الاخلاص الى اكثر
ان صلاتي وعبادتي وعملي وقولي وحركاتي وسكاني لك وحدك لا شريك لك اعوذ بك من كل شيء اشرك به عزتك وجلالك
تخيل شلال من النور يطهر قلبك من الشرك من عدم الاخلاص
تنفس الاخلاص
استنشق حب العمل
ازرع بذرة الاخلاص في قلبك
اسقيها كل يوم بالمراقبة
خاتمة
التنمية البشرية حجة على الإنسان يُلزم بها لأنها نعمة من نعمه
سبحانه وتعالى، فمن يعرف طريق النجاح والنجاة ولا يسلكه فهو آثم
لأن الله تعالى دعاه لهذا وبسط له السُبُل فتجافى