اختر بيئتك 

في عالم الخلايا حين تعزل خلية ما وتوضع في وسط قابل للحياة، تتفاعل الخلية مع بيئتها حسب طبيعة البيئة فإن كان الوسط صالح تتجهز الخلية للنمو وتستغل الوسط في انتاج الطاقة الخاصة بالتفاعلات الكيميائية وتخزين الطاقة وانتاج البروتينات وكل احتياجات البناء الذاتي ، و أما اذا كان الوسط مسموما فتلجأ الى تفعيل نظام الحماية بحيث تستهلك مخزونها من الطاقة وكل ما تحتاج للحفاظ على الحياة وكل إنتاجها يصب في هذا المضمار بحيث يبقى هدفها الوحيد هو الحفاظ على الحياة . 

بالضبط هذا ما يقع للانسان، فهو ابن بيئته، اذا نشاء في وسط مفعم  بالحب و السلام يستثمر طاقته في الانتاج والبناء وعمارة الارض وكل افعاله وأقواله تصب في هذا المجال: البناء. اما اذا نشأ في وسط يسود فيه التوتر والقلق والحسد والظلم والمعتقدات الهدامة، فإنه يلتجأ الى نظام الحماية وتكون اغلب تصرفاته ردود افعال لاحقاق الحق و رفع الظلم والحفاظ على الحياة وترتفع الشعارات جميعاً ضد.... ،لنكافح ضد..

. لنحارب....

لكن الجميل جداً يكمن في الفرق الذي يميز الانسان عن الخلايا. فالانسان  يملك قرار اختيار ردود افعاله مهما كانت البيئة التي يعيش فيها فكم سمعنا هذا المثل " اصنع من الليمون عصيرا حلوا " وهذا المثل ايضا " انظر الى الجزء الممتلئ من الكأس" لكن فئة كبيرة من الناس تتساءل وكيف يمكنني ذلك وانا المقهور المظلوم والمحاط بالمخاطر من كل جانب؟

عفوا ايها الانسان، وانت تقرأ هذه المقالة،هل يمنعك احد من ان تتوقف هنيهة وتبتسم ؟ نعم ابتسم هذا خيار في هذه اللحظة الرائعة، هي لحظتك ، انس همومك كلها وابتسم واشكر الله الذي منحك فرصة اختيار ردود افعالك وجعل لك دماغا ارقى من ان يتعامل بردود الأفعال. انت أرقى مخلوق لأنك تختار اسلوب حياتك ولست مجبرا على العيش بأسلوب واحد الا اذا أبيت. هل سمعت يوما ان رسول السلام قال،: كلم يدخل الجنة الا من أبى " وما ينطق عن الهوى، هذه جنة الآخرة وهي بيدنا فما بالك بالحياة الدنيا هي اكثر سهولة على ما اعتقد . وهذا مربط الفرس اقصد اعتقادك فهوإما ان يكون جنة ويفرش لك الورود او يدخلك في جحيم الهموم والغموم. اعتقادك هو البيئة التي تحكم طبيعة حياتك ، راقب معتقداتك اكتشفها اكتبها صنفها تخلص من السلبي منها وابن بدلها اعتقادات تنشئ لك بيئة النمو بيئة البناء بيئة العطاء بلاحدود بيئة الحب بلا شروط.

فتيحة سبط

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 119 مشاهدة
نشرت فى 28 مايو 2018 بواسطة fatihasibt

عدد زيارات الموقع

13,060