كيف يحصل الخلل في الصحة النفسية والجسدية
يتعرض الانسان في حياته الطبيعية لعدة مؤثرات خارجية وداخلية .
تؤثر هذه المؤثرات سلبا او ايجابا حسب كل شخص وحسب طبيعة المؤثرات .
المؤثرات السلبية في الحالة الطبيعية تمر بشكل سريع ولا تبدي أي تأثير على صاحبها لكن تترك اثرا صغيرا .
تراكم هذا التأثير الصغير مرة بعد مرة مع غياب نظام الحماية الذاتي والتنظيف الذاتي يؤدي الى تكوين بؤر للتوتر تنتظر لحظات معينة لتنفجر وتشكل أزمة لدى الفرد .
يعتقد الانسان في البداية في ظل هذه التراكمات انه انسان عادي وليس لديه أي أعراض لحالة نفسية أو جسدية .
ينتقل رويدا رويدا من حالة الانسان العادي الى بوادر الحالة الحرجة
مع الوقت وبعد تراكم مجهد للمواقف والمؤثرات المؤلمة تظهر سلوكيات في الجسد غير مرغوبة : الام في مكان معين يتكرر تسارع دقات القلب الرجفة الام الجهاز الهضمي او الركب او الرأس أو الجهاز التناسلي او الجهاز التنفسي او الجهاز الدوري او الجهاز العصبي أو الجهاز البولي او الهيكل العظمي أو الجهاز العضلي .ليكتشف من خلالها انه لم يعد في حالته الطبيعية
يحاول زيارة الاطباء لكن ولا مرض عضوي يظهر جليا لحد الساعة
تتفاقم الحالة يدخله الشك و الخوف ثم يدخل في حالة حرجة
تظهر مشاعر مزعجة تدريجيا من الملل الى الغصب الى القلق الى الخوف الاحباط الى اللوم و التأنيب
تسوء حالته يوما بعد يوم
يحاول زيارة الطبيب مرة ثانية
يحصل هذه المرة على ترسانة من الدواء لا علاقة لها بحالته
يتناول الدواء
يعود للسكون فترة
يتعرض لصدمة او حادث مفاجئ سار او غير ذلك
يدخل في الحالة من جديد
تستيقظ المشاعر تتعقد الأمور
تتعطل بفضل الصدمة بعد الأجهزة عن آداء مهامها
يبدأ المرض العضوي في الظهور
ينشغل بمشاكل المرض العضوي عن النفسي
يدخل دوامة الامراض والمستشفيات والدواء
يشعر بالراحة نسبيا لانه اكتشف ما به ووجد ما ينسب له داءه .
يعيش مدمنا على المسكنات
مع كل ازمة يلجأ للطبيب
اصبح الطب هو الحل
يستحيل في هذه الحالة يفكر في تغيير استراتيجية حياته
الحياة الحالية اصبحت دوامة من المرض والدواء والمستشفى والشكوى والألم
يحصل على الاهتمام من الاقربين والناس والأطباء
هذه الفائدة أقصد اهتمام الأقربين تساعده على البقاء في الحالة بحيث لم يكن يشعر بالاهتمام من قبل
الاهتمام بالنسبة لكل انسان اولوية وتعطيه توازن نفسي لحظي .
قد يفضل البقاء في حالة المرض لمجرد حصوله على الاهتمام لأنه من دون المرض لا يحصل عليه.
يبقى الحال كما هو عليه .
يتفاقم الوضع الصحي
تأتيه بعد الرسائل ليغير طريقة تفكيره
فإما يعرض.
وإما يستجيب .
فمن أعرض فله معيشة ظنكى . ويعيش روتينا لا يحسد عليه بن الألم والحسرة والمستشفيات والدواء وانتظار الدور والبحث عن ممولين لحالته حتى يلقى مصيره الخالد.
ومن استجاب وراجع ذاته وافكاره وصحح معتقداته وتخلص من المشاعر المتراكمة والمواقف المؤلمة ولحظات الندم وسامح وعفى عمن ظلم .
وأحب ذاته واعترف بتقصيره حول نفسه وعذر الناس من حوله وأحب الجميع من دون شروط فاز بحياته واستدرك ليعيش الحياة التي جاء لأجلها .
حياة المتعة والصحة والجمال
فالخيار خيارك.
فتيحة سبط
27/ماي /2018