عودة الكينونة الجزء الثاني
من هو كيان ما بعد الصدمة؟؟
انه انسان انشطر بسبب الصدمة او الصدمات الى عدة اشطر فاقدا للتوازن . فكل شطر يحاول اثبات ذاته ، فهناك البطل المزيف وهناك الضحية البكاء الشكاء وهناء الحقود المنتقم في الخفاء .
بعد كل صدمة أو معاملة سيئة يظهر لدى البعض ذلك البطل الذي لا يقهر فيرغد ويزبد ويصعد وينزل وهو يشعر انه فرعون زمانه لكن ما إن ينتهي من دوره ويحقق الانتصار المزيف حتى ينهار وتخور قواه بينه وبين ذاته.
ويعود في الظلام ليقوم الضحية بسرد سيناريو حياته ويبكي حظه التعس والمؤامرات التي تحاك ضدده وينتشي بالدراما التي يصورها له خياله. أحيانا كثيرة يبدأ الشطر الحقود في رسم خطط الإبادة ورد الاعتبار ولو على حساب راحته النفسية ، في الخفاء ( خصوصا عند الاحساس بالضعف وعدم القدرة على المواجهة) ، فتستمر سلسلة تدمير الآخرين وتدمير الذات والاسقاط واللوم والهروب من تحمل مسؤولية الأحداث وانتظار المنقذين من الخارج . فتكون الشكوى هي السمة الخاصة والسلوك الدائم والفضفضة وتتبع اخبار الضحايا والمستضعفين وتتبع الأغاني الدرامية والمسلسلات المُبكية . كل هذه السلوكيات تزود الشظايا أو الأشطر الداخلية بالطاقة اللازمة للعيش . بحيث لايمكنها الاستمرار من دون ذلك ،فأي محاولة من الكيان المصدوم للهروب من الدراما ،تقوم هذه الأطراف باستعطافه لتزويدها بالغذاء للحفاظ على الحياة .
ان استمرار المشاعر السلبية التي تسبب انسداد في مسارات الطاقة السالف ذكرها هو نفسه ما يساعد على انتعاش هذه الكيانات الدخيلة المتطفلة على كينونتك وانسجامك.
هل فهمت عزيزتي ،عزيزي القاريء؟؟؟
هذه الكيانات بداخلك تنتشي وتنمو بتتبع الاخبار السلبية والدراما الاجتماعية ومتابعة الضحايا.
انتبه أيها القاريء الكريم !
بما أنك تتابع قراءة هذا المقال فأنت ترغب بجد في إيقاف هذا النزيف وتود بصدق أن تطرد كل الدخلاء عن كيانك النقي الطاهر المتكامل. وتود أن تفتح صفحة جديدة لتشعر بالانسجام الداخلي والسلام والحب والطمأنينة.
هل أنت فعلا مستعد ؟؟؟
أظن ذلك طبعا وأتمنى أن تعمل ما بوسعك ، فالأمر في غاية الأهمية . إنها مسألة حياة كريمة أو حياة مهينة . وما أظنك تختار الا الحياة الكريمة حيث أنك جزء من هذا الكون وأنه جزء منك.
هل تعلم أنك مسؤول بجد عن كل ما يحدث لك في حياتك؟
هل تعلم أن كل تلك الدراما أنت تسببت في حدوثها؟
هل تعلم أنه بإمكانك قلب خريطة أفكارك بدرجة أن الأحداث كلها ستجري لصالحك؟
هل تؤمن بهذا الكلام ؟؟؟؟
طبعا لن تستطيع تحقيقه دون أن تؤمن به .
ستقول لي ما يضمن لي صحة هذا الكلام؟
سأسألك سؤالا قد يبدو غريبا
هل تؤمن بالله؟
هل تشهد أن محمدا رسول الله؟
ما قولك في هذه الآية ؟
ما أصابك من مصيبة فمن نفسك
ما أصابكم من مصيبة فمن أنفسكم
من المسؤول اذا؟؟
أنت إذا ؟أليس كذلك مع كلا العلي القدير لا مجال للأعذار ولا مجال للإسقاط كلام واضح جلي لا لبس فيه.أول خطوة للتغيير في حياتك هي : الاعتراف.الاعتراف بماذا ؟الاعتراف بأنك تتحمل مسؤولية ما يحدث لك في حياتك وان كل ما وقع وسيقع انت الذي تسمح له بالوقع او عدمه .لماذا ؟؟
لأنه ما لم تعترف بكونك مسؤول عن تعاستك فلا شيء سيتغير لأنك ستظل تبحث عن شماعة تعلق عليها أخطاءك .ستظل تبحث عن شخص ينقذك عن انسان اقوى منك يجتذبك من قعر المهالك والمشاكل.
اعترف أولا وسيفتح لك باب منهمر بالخيرات تقودك نحو نسختك الحقيقية تحقق معها الانسجام ويحصل الاتحاد وتعود الكينونة.وتذكر القول المأثور :
Øعاد النبي صلى الله عليه وسلم  أعرابيا مريضا يتلوى من شدة الحمى ، فقال له مواسيا ومشجعا : (طهورا) فقال الأعرابي : ( بل هي حمى تفور ، على شيخ كبير ، لتورده القبور ، قال : ( فهي إذن )
يعني ما تنويه سيحدث لك . ومن نظرة اخرى انت مسؤول عن حياتك وموتك أيضا . يتبع الجزء الثالث بإذن الله
--- Monday, May 21, 2018 ---

المصدر: فتيحة سبط 21/ماي /2018
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 217 مشاهدة
نشرت فى 21 مايو 2018 بواسطة fatihasibt

عدد زيارات الموقع

13,039