عودة الكينونة
أقصد بالكينونة ذلك الكيان الذي نفخت فيه الروح النقية الزكية الطاهرة والقادرة على خوض غمار الحياة والدخول في تحدياتها بكل حب و اقبال عليها ، وتوجيهها وفق اختيارها وعيشها بصورة متفائلة بروح عالية منفتحة منسجمة متوازنة ، خالية من الشوائب تملك القوة اللازمة للاستمرار في آداء وظيفتها بسلام واطمئنان وأمان.
لكن تمة أشياء كثيرة تمنع هذا الكيان النوراني من الاستمرار وتقف حجر عثرة وتحجب نوره عن البروز ودوره عن العمل وحقيقته عن التمثل .
إن كل المشاعر السلبية المختلفة الخوف، القلق، الحزن ،الوسواس وكذا الاكتئاب ، اليأس الرغبة في الانتقام الغرور والتكبر
ناتجة عن وجود كيانات غريبة عن كينونة الانسان الأصلية وهي تتلخص بشكل عام في ما يسمى ب :
مخلفات الصدمة وقد يدخل في اطار الصدمات ايضا ما يتعرض له الانسان من اساءات مثل :
الانتقاد ، السخرية ، التهديد ، المقارنة والقمع و الترهيب و العنف بكل ألوانه النفسي والجسدي والمادي
فوجود هذه المكونات مهما كانت ضئيلة يمنع من التطور والارتقاء ويحجب التجليات عن الوجود .
تتجمع هذه المشاعر في اعضاء الانسان وتمنع الطاقة من الجريان والتحرك بانسيابية .
إن التنفس هو الوسيلة التي تعبر من خلالها الطاقة الى اجسادنا ، إلا أنه في حالة وجود هذه الكيانات فمرور الأكسجين الى كل الاعضاء يصبح نادرا أو أحيانا مستحيلا مما ينتج عنه تعطل بعض الخلايا عن أداء وظيفتها بسبب قلة او غياب اهم عنصر في العمليات الاستقلابية داخل الخلايا الا وهو الأوكسجين.
فغياب الأكسيجين يؤدي الى تراكم الفضلات . فتتوقف الخلية والخلايا المجاورة لها عن التواصل بعضها ببعض وينقطع تيار الكهرباء عن النسيج الخلوي ويتوقف من تم العضو عن آداء وظيفته وينشأ لدينا ما نسميه " مرض" .
والمرض بكل بساطة هو عدم وصول الطاقة اللازمة الى الخلايا وانقطاع التواصل الكهربائي فيما بينها كما اكتشفها العالم بروس ليبتون.
يلعب الأكسجين دورا مهما في إحياء هذا التواصل من جديد ، من خلال الاسترخاء والتنفس العميق .
قد يحتاج الأمر الى أيام أو شهور لبلوغ حالة الانسجام والتشافي الا أنه مهما طال الوقت فالنتيجة حتما مُرضية .
إن وقوع عطل على مستوى الوظائف سواء كانت البيولوجية او النفسية فيكون في الغالب ناتجا عن انسداد أحد مسارات الطاقة في الجسم .
ومن المعلوم ان مسارات الطاقة في الجسد متعددة بتعدد الأوردة والشرايين. وكذلك مراكز التقاء هذه المسارات. الا أن تمة مراكز أساسية ويؤثر انسدادها في صحة الانسان وعلاقاته ومستقبله المالي والعملي والروحي .
وقد حصر علماء الطاقة هذه المراكز في سبعة مراكز تتوزع طوليا على جسد الانسان من القاعدة الى الرأس بحيث يرتبط كل مركز بمجموعة من الوظائف الحيوية للجسد والوظائف النفسية أيضا وترتبط ايضا بغدد معينة ولها تسميات معينة .
ولذلك فإننا نجد أن كل مركز من مراكز الطاقة مسؤول عن حاجة من الحاجات الأساسية للانسان لرقيه واستمراره السوي في الوجود ولتميزه ولبروز كينونته
فتحقيق كينونة الانسان ونشاطه وحيويته وانسجامه الدائم متصل اتصالا وثيقا بنظافة مراكز الطاقة لديه من تراكمات المشاعر السلبية والاحداث المؤلمة وبقايا الصدمات عموما .
وعدم موازنتها يؤدي حتما الى اختلالات عضوية ونفسية ووظيفية.
ان مركز الطاقة هذا هو يشبه عجلة من الهواء وفي اللغة السانسكريتية يقال له :تشاگرا وهي عبارة عن طاقة تدور ليست ملموسة ولا مادية. ومن المعلوم أنه توجد أجهزة خاصة لقياسها ومعرفتها ان كانت نشطة او غير نشطة .
وتجدر الاشارة الى ان العلماء قد وضعوا تسمية لكل مركز من مراكز الطاقة الأساسية السبعة .
وسأقوم بالتعريف بكل مركز مع موضعه وطبيعة الحاجة الانسانية المتعلقة بكل مركز حسب العالم ديباك تشوبرا:
مركز الطاقة : تشاگرا الجذر
وهي توجد قرب عظم العجز
وهي المسؤولة عن الاحساس بالأمان
<!--
مركز الطاقة : تشاكرا المقدسة
وموضعها الحوض
وهي مسؤولة الحب
مركز الطاقة : تشاگرا الظفيرة الشمسية
وموضعها فوق السرة
وهي مسؤولة عن الاحترام الذات الاستحقاق
<!--
مركز الطاقة :تشاگرا القلب
وتوجد وسط الصدر
وهي مسؤولة عن التجربة الابداعية
مركز الطاقة: تشاگرا الحنجرة
موجودة وسط الحنجرة
وهي مسؤولة عن الوعي العالي
مركز الطاقة :تشاگرا العين الثالثة
توجد على مستوى الجبهة بين العينين
وهي مسؤولة عن الحدس
مركز الطاقة : تشاگرا التاج
موقعها فوق الرأس
وهي مسؤولة عن التحول او التنوير
فكل تراكم للمشاعر يسبب انسداد على مستوى مركز طاقة معين ومن تم عدم تحقق اشباع لحاجة الانسان المتحققة من خلال ذلك المركز
مثلا انسان مريض بالقلب انسداد على مستوى تشاگرا القلب ...قد يكون غير قادر على الابداع والأداء الجيد
ان الكيان المصدوم يحاول اثبات ذاته بسبب المكونات التي بداخله او ما يسمى ببقايا الصدمة فتدفعه للقبام بردود فعل مختلفة باختلاف الحالات والوقائع وطبيعة الصدمات.
الانسان الذي تعرض للانتقاد باستمرار والاحساس بالرفض يكون الاسلوب الدفاعي الذي يلجئ اليه هو محاولة اثبات الذات او الانكماش او الالتجاء الى ادمان مهما اختلفت هذه الردود الا انها تنقسم الى ثلاثة انواع في الغالب:
* الهروب
* الهجوم
* الجمود
- الهروب وهو محاولة نسيان الحال عن طريق الادمان بشتى الوانه ،الكحول المخدرات الانترنت الزنى التلفاز الاكل .... ،
وأتحدث هنا فقط عن ردود الفعل السلبية او ما يسمى في علم النفس بحيل الدفاع النفسي السلبية .
ونقيض ذلك هو اللجوء الى حيل دفاع النفسي الإيجابية تتلخص في التجاء الانسان الى الابداع والعطاء وتعويض الحاجات النفسية وملئها بشكل سليم ويتجلى ذلك في اشكال عدة من الانجاز كالرسم و الغناء والرقص والكتابة والتمثيل والاختراع والابتكار والتصميم والانجازات العالية ..
- الهجوم : نفسه يكون صاحبه في حالة هياج مزمن ينتظر اية فرصة ينفجر على من حوله وهو في حقيقة الأمر يعبر فقط عن درجة استيائه من نفسه لعدم قدرته على الدفاع عنها في حالة الصدمات التي تلقاها من قبل.، فيبدأ بالبحث عن مواقف ليصب جام غضبه على الخارج وهو في حقيقة الأمر يقصد ما بداخله، لأنه يشعر بالخذلان لذاته ومحاولة اثبات الذات التي تتكرر في عدة مواقف . ويدخل الكيان المصدوم في دوامة الدراما الضحية والمحاكم واثبات الحق والدفاع عن الحق وشتى الوسائل لإبراز دوره كبطل لكن بشعور باطني بأنه ضحية الناس المجتمع الوالدين الاقارب والحكومات والنظام الدولي وغيره ويرى في الناس كلهم انهم ضحايا ويجب الدفاع عنهم والوقوف الى جانبهم .
واتحدث هنا عن الكيان المصدوم لانه فقد حقيقته وكينونة الأصلية التي تحدثت عنها في بداية المقال .
هذه الحقيقة المتوازنة المتكاملة الخالية من الرغبة في اثبات الذات والانتقام او غيره من الظواهر النفسية المرضية .
- الجمود وهنا ينتحل الكيان المصدوم صفة خاصة وهي صفة الضحية الذي لا حول له ولا قوة بحيث يخلق عالمه الخاص ويدخل في دراما الأمراض واستجلاب العطف والاهتمام عن طريق اظهار الضعف علنا .
هذا الناتج عن ارتباك الداخل وعدم قدرة الاعضاء عن أداء وظائفها والدخول في حالة ادمان الدواء والمستشفيات والبحث عن الطاقة من الوسط الخارجي .
يتبع في الحلقة القادمة
كيف نحقق كينونتنا من جديد ؟؟