الدورُ التاريخيُّ للأزهرِ
إنَّ المتتبعَ لتاريخِ الأزهرِ المجيدِ، وشيوخِه ، وأئمتِه العظامِ يجدُ أنَّهُ يمثلُ دعامةً قويةً ومتميزةٌ ، حيثُ إنه قادَ الأمّةَ الإسلاميةَ ؛ بل العالمَ بأسرهِ إلى معرفةِ عقيدتِه الصحيحةِ ، ومنابعِ حضارتهِ وعزَّتِه ، ورادَهُ إلى حيثُ الرقيِّ والازدهارِ معاً...؛ هذا أولاً.
ثانياً:- أنَّه القائمُ على حملِ رسالةِ الإسلامِ إلى الناسِ كافَّةً ، وهدايتِهم إلى صحيحِ الدينِ ،وسديدِ الفهمِ لأحكامِه ، حيثُ يعملُ لإظهارِ حقيقةِ الإسلامِ ، وأثرهِ في تقدِّمِ البشريةِ ورُقي الحضارةِ ، والمنوط به بعثُ الحضارةِ الإسلاميةِ والتراثِ العلميِّ والروحيِّ والفكريِّ للأمةِ العربيةِ .
ثالثاً:- أنَّهُ حافظَ على ترسيخِ قواعدِ الوسطيةِ الإسلاميةِ ، وسماحتِها ، ونشرِ نورِها الوهاجِ في مشارقِ الدُّنيا كلِّها .
رابعاً:- أنَّه منذُ ما يربو عن ألفِ عامٍ ، والأزهرُ يقومُ بدورٍ رئيسٍ في حمايةِ الوطنِ والمواطنين من حملاتِ الغزوِ الاستعماريِّ التي تتابعتْ علينا قديماً ووسطياً وحديثاً ، وحمايةِ اللغةِ والدينِ من موجاتِ الغزوِ الفكريِّ والثقافيِّ التي تفدُ إلينا مع الغزاةِ والمستعمرين ؛ فضلاً عن هذا كلِّه فإنَّهُ الملاذُ الآمنُ الذي يلجأُ إليه المواطنون في أوقاتِ المحنِ والخطوبِ .
جامعُ الأزهرِ في عدادِ رابعِ مسجدٍ في هذهِ المعمورةٍ بعدَ المسجدِ الحرامِ ، والمسجدِ الأقصى والمسجدِ النبويِّ ....؛
والمتتبعُ لتاريخِ الأزهرِ – عوداً - ليتعجبُ حينَ يعلمُ أنَّ الفاطميين إِنَّما أسسوهُ في مصرَ ؛ لنشرِ المذهبِ الشيعيِّ الإسماعيليِّ ، وإعدادِ العلماءِ والدعاةِ لتأصيلهِ ....؛
وتشاءُ إرادةُ اللهِ أن يكونَ منارةً لنشرِ مبادئِ وطريقةِ أهلِ السنَّةِ،وتثبيتِها في أفكارِ المسلمين.