الحر و العبد
ما كان العبد عندي العبد بسواد بشرته
إنما العبد من كان وجهه فج و بلا وقار
كريم النفس وان كان السواد لونه
سيبقى حرأ كريمآ تشع منه الأقمار
جل البشر من أدام خلقن على شكله
فالحر سيبقى حرآ والعبد سيحمل العار
إن كنت سليط اللسان فذاك هو شأنك
ذميم مذموم تلعن الحر وتنتسب للأخيار
خسئت من إمعة تلقي بعارك على غيرك
فأنت العبد الذي نالت من مسبته الأقدار
أتيت بفخر جهالة و بدماء تسري بنحرك
وما تلك الدماء فيك إلا لبغل أو لحمار
مهجن منتسب لأشراف القوم بنسلك
وعند قراءة الصحائف أنت بلا أشجار
أيها العبد الدنيء المتسخ بدنيا أقدارك
إلزم الصمت فمثلك قوله عفن و غبار
تجري فيك دماء فارس والروم مختلطة
وتهجو من كان لون بشرته للقوم إفتخار
قد جعل عنترة بلون بشرته للعرب فخرآ
فماذا فعلت ببياض بشرتك يا نسل الفجار
ما لون البشر الا من خلق رب عظيم
ولولا سواد الليل ما كان للكون نهار
إستح من قولك ولا تجاهر بلفظ يخزيك
كفاك خزيآ تحمله على عاتقيك كالكفار
لا تغتر بلون بشرة عله من نسل يرعبك
حين يذكره أمام وجهك المليئ بالأقذار
تحشم وكن لله عبدآ طائعآ له وحده
ودعك من أنجاس وإن تكبروا فهم صغار
ذاك غرور فيك لن تحمد يومآ عقباه
فما أنت إلا جاهل متغطرس بلا إقتدار
تأدب ولا تحمل في قلبك ما الله يبغضه
والزم الأدب تحيا كريمآ في كل مسار
أتلقي الناس بالأحجار ومسنك من زجاج
كذلك للناس ألسن و بأيديهم قطع الأحجار
الشاعر
فهد بن عبدالله الصويغ
ساحة النقاش