ليلى، حديثكِ أنفاسي
ليلى، حديثكِ أنفاسي ومعجزتي
وفي خُطاكِ تجلّى النورُ من قَدَمِ
أهيمُ فيكِ ولا أدري لمن أنا
أأنا لنفسي، أم الأسماءُ من عَدَمِ؟
يا من سكبتِ على الأرواحِ رؤيتَها
كأنكِ الوحيُ من أنسامِ من نَعِمِ
أتيتُ ظمآنَ، لكن حين لمستُكِ، لم
أعُد أرى غيرَ وجدٍ غيرِ مُنصرِمِ
فأنتِ معنى التجلّي حين أكتبهُ
وأنتِ صمتُ الليالي عند مُنصرَمي
ليلى، أنا العاشقُ الساري بأوردتي
وفي فؤاديَ لحنٌ باسمِكِ العَدِمِ
أشدو بذكركِ، لا نَفسي تُجادلُني
ولا المقامُ يُحدّ الوصلَ بالنَّغَمِ
أهواكِ، لكنْ هواكِ الآنَ منزلةٌ
أعلى من العينِ، فوقَ الروحِ والهِمَمِ
رأيتُ فيكِ جلالَ الحُسنِ فاتنةً
كأنّكِ الآيةُ الكبرى من القِدَمِ
فلا تلومي فؤادي إن تنسّكَ في
حُبٍّ تسامى، وتاهَ الحرفُ في الكَلِمِ
صليتُ وجهي لما ولّى ضياؤكِ عن
روحي، فصرتُ بلا نبضٍ ولا قَسَمِ
يا مَن إذا نمتُ جاءتني بزيّتها
تُجلي عن القلبِ ما قد خطّهُ قلمي
فيكِ اتّحدنا، فلا ذاتي تُفرّقُني
ولا الزمانُ، ولا أفلاكُ مُنصرِمِ
ذكراكِ في صدريَ المصلوبِ من عطشٍ
أندى من الطلّ في أسحارِ مُعتصِمِ
يا قبلةَ الحرفِ، إنّي حين أذكركِ
أبكي كطفلٍ رأى أمًّا على قَدَمِ
أهيمُ فيكِ، وفي أسرارِكِ اتّقدتْ
شعلُ المعاني، فصارتْ قبلةَ الحِكَمِ
ليلى، وقد كنتُ لا أهوى منازلهم
حتى سكنتِ دمي، وارتدتِ أَحرُمي
هذي الطهارةُ لا تُبنى على جسدٍ
لكنّها خُلِقتْ في مبدأِ النَّسَمِ
كلُّ العشاقِ في عينيّ أغنيةٌ
وأنتِ وحدكِ صمتٌ فاضَ بالكَلِمِ
ناديتُكِ اليومَ، والأرواحُ شاهدةٌ
أنّ الهوى لكِ، لا يُمحى من القِدَمِ
أنتِ البدايةُ، والإسراءُ منزلةٌ
تُروى بماءِ دُعاءٍ صادقِ القَسَمِ
فيكِ اختبرتُ جنونَ الصبرِ فانكسرَتْ
كلُّ القيودِ، ولا ذنبٌ ولا نَدَمِ
يا نورَ روحي، وخفقَ الحرفِ إن سَكَنَتْ
ليلى السطورُ، فصار الشعرُ كالعَلَمِ
إني أراكِ، ولا عينيّ تُدركُكِ
لكنْ بروحي يفيضُ الحُبُّ في القِمَمِ
كأنني الآنَ في محرابِ صورتِكِ
والصمتُ سبحانُ من سَوّى من النَّغَمِ
إن غبتِ، ضجّتْ رياحُ الكونِ من عطشٍ
وإن حضرتِ، تمادى الضوْءُ في الظُّلَمِ
ليلى، وما كنتُ من أهلِ الهوى أبداً
حتى تجلّى هواكِ النورَ في حَلَمي
قولي: أحبك، يكفيني نداءُ فمٍ
أو دمعةٌ سكبتْ شوقًا على عَلَمِ
يا خَلوةَ القلبِ، يا سري، ويا سكني
يا قبلةَ العارفينَ الصادقِ الحَلِمِ
قد طفتُ حولكِ ما طافَ الحنينُ دمي
وعدتُ أحملُ من عشقيكَ مختَتَمِي
صائغ القوافي الشاعر
فهد بن عبدالله فهد الصويغ
وزن القصيدة بحر المديد



ساحة النقاش