من أنا في الحبّ إن لم تشرقِي 

 

ليلى، وسِّعي الفؤادَ بنظرةٍ

إنّ في عينيكِ سِرًّا من ودادِ

 

من أنا في الحبّ إن لم تشرقِي

كالشذى يسري بأعماقِ المدادِ؟

 

كلّما ناديتُ طيفَكِ هائمًا

أقبلتْ روحي بأجنحةِ ازديادِ

 

يا التي من دونِها ضاعتْ دُنايَ

ووجدتُ الكونَ في طيفٍ ينادي

 

قد تركتُ الناسَ كي أصغي إليكِ

وتجرّدتُ من المظهرِ البِلادِ

 

ليس في العشقِ اختصارٌ للمنى

بل سُلوكٌ في المقاماتِ الشدادِ

 

كلّما جئنا اعترافًا بالهوى

زُفَّ فجرُ الحرفِ في نُطقِ الشهادِ

 

أنتِ يا ليلى يقيني كلّما

تاهَ ظني بينَ أهواءِ الرُقادِ

 

لم أكن أدري بأنّي سوف ألقى

فيكِ معنًى فوقَ إدراكِ العبادِ

 

إنّما الحُسْنُ تجلّى وانتهى

فيكِ، وانسابَ كماءٍ في الجمادِ

 

أتراني كنتُ أهوى وجهَكِ الـ...

أم أرى فيكِ انكشافًا للجوادِ؟

 

قُدّسي إنّي ترفّعتُ المدى

واعتزلتُ النومَ من طُهرِ السهادِ

 

ليس لليلى جسدٌ يشفي المدى

بل هيَ الأرواحُ تسري في المبادي

 

فإذا ناجيتُها في خلوتي

أبصرتْ روحي كأنّي في المعادِ

 

كلّ حرفٍ منكِ نورٌ ساطعٌ

كلّ صمتٍ منكِ أسرارُ الرشادِ

 

علّميني كيفَ أمحو ذا المدى

وأقيمُ العشقَ في قلبِ الجهادِ

 

ما تبقّى في دمي إلّا الأسى

كلّما خاصمتُهُ عادَ يُنادي

 

يا ابنةَ الحُسنِ، أما آنَ النوى

أن يُغنّيني عن الشكوى وِسادي؟

 

ليتَني إن متُّ، تُلقيني يداكِ

في مقامٍ طاهرٍ عندَ الرشادِ

 

في هواكِ الشوقُ سَترٌ للذي

ليس يُروى في مقالاتِ الرُقادِ

 

كلّما صلّيتُ سرًّا باسمكِ الـ...

غُفرتْ روحي من الذنبِ الشدادِ

 

علّني ألقاكِ نورًا ساطعًا

في حُمى الإحسانِ، أو فوقَ الجوادِ

 

واشهديني حين أفنى في الهوى

أنني كنتُ فتىً رغمَ الجمادِ

 

لم أُرِدْ جسدًا، ولكنّي أردتُ

أن أرى فيكِ المُنى ذاتَ اتّقادِ

 

لا تلوميني إذا أبصرتُ فيكِ

قبلةَ الأرواحِ في وقتِ الرُقادِ

 

فالهَوى سرٌّ، ومن ذاقَ الهوى

لم يعدْ يدري حدودَ الاعتقادِ

 

ليلى، إنّي قد وصلتُكِ بالدُّعا

ثم غبتِ، وكنتِ أقصى الاتّحادِ

 

كلّما أذكرُكِ الآنَ أرى

قبسًا في القلبِ من نارِ الجهادِ

 

أنا لا أعشقُكِ كالأجسادِ بل

كأمانٍ فاضَ في نبعِ الرشادِ

 

فاتركيني في صلاتي قائمًا

لكِ أنحني، بينَ أسرارِ السجَادِ

 

إنْ رحلتِ الآنَ عنّي، فاعلمي

أنّ حبًّا منكِ أبقاني... لِزَادِي

 

 

صائغ القوافي الشاعر 

فهد بن عبدالله فهد الصويغ 

 

وزن القصيدة بحر الرمل

 

 

fahadalsuwaigh

مرحبآ بك بمجلة بشرى الأدبية الإلكترونية Bouchra Electronic Literary Magazine

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 62 مشاهدة
نشرت فى 7 أغسطس 2025 بواسطة fahadalsuwaigh

ساحة النقاش

مجلة بشرى الأدبية الإلكترونية 99

fahadalsuwaigh
مجلة أدبية ثقافية تهتم بالشعر الفصيح المعاصر و القديم , وتهتم بتقديم أجمل القصائد الغزلية والوطنية والدينية وقصائد المديح النبوي الشريف . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

154,288