أواهُ يا سِرَّ من أهوى 

 

أواهُ يا سِرَّ من أهوى ومن سَكَنَتْ

ذكراهُ في مهجتي، فاستعذبتُ السُّهَرا

 

أحببتُه قبل أن ألقاهُ في رُؤًيا

فصار في خاطري نجمًا ومُنتظَرا

 

ما كنتُ أطلبُ إلا نبضةً ظهرتْ

من حيثُ لا وجهُها بادٍ ولا أثرا

 

تسري كسِرٍّ خفيٍّ في تأمُّلي

وتمنحُ الروحَ إن لامستَها الزَّهَرا

 

قالوا: تُحبُّ؟ فقلتُ: الحبُّ أسئلةٌ

تُروى، ولا تُدركُ الأعماقُ إن قُرِئا

 

قد يهتدي القلبُ في سِرٍّ لخاطرةٍ

وتستبينُ له الأهواءُ والفِكرا

 

ما حاجتي أن أرى؟ إن كان يُغنيني

صوتٌ يدثّرني من وجعٍ انكسرَا

 

أو حرفُها حين يغدو نغمةً طَرِبَتْ

بها مشاعريَ العذراءُ وانتشرا

 

من قال إن التلاقي منتهى أملٍ؟

وفي التمنّي حدودُ الحُبِّ قد عُبِرا

 

يكفي من الحبّ أن يهتزّ داخلكم

وترتعش الروحُ إن طيفٌ بها مَرَرا

 

أن تستفيقَ اشتياقًا دونما سببٍ

وتحتمي باسمِها إن خافك الخَطَرا

 

أنا الذي ظلَّ يبني من محبّتِها

سقفًا من الحلمِ، لا يُخشى به قَدَرا

 

كم زارني طيفُها في لحظةٍ عطشى

فروّى فؤادي، وما جرّدتُهُ كَدَرا

 

يا مَن تُنادين قلبي دون أن تدني

قد قرّبتكِ المنايا حينما انبهرا

 

نبضٌ من الحبّ يكفيني إذا خفقتْ

به الجوانحُ، وانسابَ الأسى جُمَرا

 

فالحبُّ ما كان تسبيحًا بمَظهَرِه

بل في الخفاءِ يطيبُ العِشقُ إن سُمِعا

 

إني أُحبُّكِ رغمَ البعدِ يا أملًا

من دون وعدٍ، ولا رؤيا، ولا سَمَرا

 

ما ضرَّني أن يكونَ البُعدُ مسكننا

إذا ارتضينا من الأرواحِ مُنحدَرا

 

سيظلُّ في القلبِ هذا الوجدُ مرتحلًا

حتى أُراكِ، ولوْ في الحلمِ، مُعتَبرا

 

يا زهرةً لم تَطَلْها الكفُّ، كم نَمَتْ

في داخلي فَسَقَتْ أيّامَنا عبَرا

 

تغفو على جُملِ الأشواقِ ساجدةً

وتستفيضُ إذا ما الليلُ قد سَحَرا

 

وكلّما عزَّ وصلٌ، قلتُ: موعدُنا

ليس اللقاءَ، ولكن حيثُ قد قُدِرا

 

فمن سواكِ إذا ناديتُ يعزفُ لي

لحنًا يُعيدُ على الأوتارِ ما اندَثَرا؟

 

ما كنتُ أدرِي بأنّ الصوتَ يشعلُني

ويبعثُ الوصلَ من صمتٍ إذا انفَجَرا

 

حتى سمعتُكِ في قلبي، فهزّ دمي

ذاك الحنينُ، وأحياني، وما غَفَرا

 

وكيف أنسى حديثًا فيه ملحُ دمي؟

أم كيف أُطفِئُ نارًا فيه قد زَهَرا؟

 

إنّي أحبّكِ لا وجهًا، ولا أثَرا

لكن شعورًا سما، ثم انغرسَ جَذَرا

 

لو يُدرِكُ العاشقُ المعنى، لما طلبوا

دليلَ عشقٍ، ولا شكّوا، ولا حَذَرا

 

فالعشقُ إنْ صحّ، لا شيءٌ يُفسّرهُ

ويكفي القلبَ أن يهواكِ مُخْتَصَرا

 

 

 

صائغ القوافي الشاعر 

فهد بن عبدالله فهد الصويغ 

 

وزن القصيدة بحر الطويل 

 

 

fahadalsuwaigh

مرحبآ بك بمجلة بشرى الأدبية الإلكترونية Bouchra Electronic Literary Magazine

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 83 مشاهدة
نشرت فى 7 أغسطس 2025 بواسطة fahadalsuwaigh

ساحة النقاش

مجلة بشرى الأدبية الإلكترونية 99

fahadalsuwaigh
مجلة أدبية ثقافية تهتم بالشعر الفصيح المعاصر و القديم , وتهتم بتقديم أجمل القصائد الغزلية والوطنية والدينية وقصائد المديح النبوي الشريف . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

154,106