أهواكِ في صمتيَ ! 

 

 

 

 

كم قد سكبتُ من الأشواقِ أنفاسي

ولم تُجِبْني سوى الأشجانِ من ياسِ

 

أهيمُ فيكِ، وإن كانتْ مسافتُنا

تضجُّ بالبعدِ، والتحليقِ في الرّاسِ

 

لم ألقَ وجهَكِ، لكنّي رأيتُ بهِ

ما لا أراهُ إذا واجهتُ أنفاسي

 

صوتٌ تناثرَ من قلبي، فألهبَهُ

كأنّه مطرٌ يُحيي بلا كاسِ

 

أحببتُكِ الحبَّ لا شهوةً ولا

طمعًا، ولكنْ بنبضِ الصدقِ والإحساسِ

 

أهواكِ في صمتيَ الممتدّ، يحملُني

على الجراحِ، ويُشجيني بأنفاسِ

 

يا من تغيبين عن عيني، وتُسكِنُني

هل يستقرُّ الذي في الريحِ من ياسِ؟

 

أرنو إليكِ وفي عينيّ مَحرقةٌ

من الدموعِ، ومن كتمانِ أنفاسِ

 

إن كان حبُّكِ سِرًّا لا يُفسِّرهُ

قولي، فمن عاشَ مثلي غيرَ إحساسِ؟

 

أنا الذي لم أزلْ أروي حكايتنا

بكلّ صدقٍ، وأخفي وجعَ كأسي

 

قد بتُّ أهربُ من عينيّ، أسألها

من أينَ جئتِ؟ وما ذنبي، وما القاسِي؟

 

لا الدربُ جمّعنا، لا الراحُ جمعتنا

لكنّنا في الهوى نُدعى منَ الناسِ

 

أنا المُتيَّمُ إن غابتْ ملامحُها

والروحُ تصحو على ذكرايَ من كاسي

 

قد علّقَتْني أمانيها، فأسكرني

وعدٌ يمرُّ كطيفِ الحُلمِ في الراسِ

 

ما ضرّ قلبي إذا لم تُشرقِ المُقلُ

إن كان حبُّكِ في الأعماقِ نبراسي

 

في كلّ همسةِ صوتٍ كنتِ زائرتي

وفي السكونِ حضورٌ غيرُ بَسّاسي

 

لو أنهم علموا شوقي وحنّتهِ

لقاسموهُ دموعَ العشقِ والباسِ

 

لكِنْ صمتي عليه الله يشهدُ لي

ما قلتُهُ قطُّ إلا داخلَ الكاسِ

 

عيناكِ لو زارهما الحُزنُ، قلتُ لهُ

سأحتمي فيهما، فالحزنُ مِقياسي

 

كأنّ فيكِ صلاةً حين أذكركِ

تُحيي فؤادي وتَسقيني من الكاسِ

 

يا من رميتِ فؤادي دونما كَلِمٍ

ما كان سهمُكِ إلا أصدقَ الحاسِ

 

والحبُّ إن لم يكن عذريّ منهجُهُ

فليس حبًّا، بل استعذابُ إحساسِ

 

لو شئتِ قتلي، ففي عينيكِ مذبحةٌ

تبني المقاصلَ من وهمٍ ومن يأسِ

 

لكنْ دعوتُ لكِ الرحمنَ يحفَظُكِ

من كلِّ سوءٍ، ومن شرٍّ، ومن باسِ

 

أنا الذي في هواكِ الآنَ مُغتربٌ

قد هزّني الحرفُ حتى غابَ مِرْآسي

 

وكلّما طارَ قلبي في تأمُّلِهِ

عادَ اشتياقًا إليكِ، الوجدُ سَعّاسي

 

فإن مضيتِ، فشعري شاهدي أبَدًا

أنا الذي فيكِ لم أهوِ سوى الراسِ

 

وما كتبتُكِ إلا طهرَ عاشقةٍ

يسمو هواها، ويرقى فوقَ مقياسي

 

يا وردةً في سماءِ العشقِ فاتنةً

سيظلّ عطركِ يحييني على فاسِ

 

 

صائغ القوافي الشاعر 

فهد بن عبدالله فهد الصويغ 

 

وزن القصيدة بحر الطويل 

 

 

fahadalsuwaigh

مرحبآ بك بمجلة بشرى الأدبية الإلكترونية Bouchra Electronic Literary Magazine

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 67 مشاهدة
نشرت فى 7 أغسطس 2025 بواسطة fahadalsuwaigh

ساحة النقاش

مجلة بشرى الأدبية الإلكترونية 99

fahadalsuwaigh
مجلة أدبية ثقافية تهتم بالشعر الفصيح المعاصر و القديم , وتهتم بتقديم أجمل القصائد الغزلية والوطنية والدينية وقصائد المديح النبوي الشريف . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

154,297