ليلى، وهل تُنكِرُ الأرواحُ 

 

ليلى، وهل تُنكِرُ الأرواحُ طلعتَها؟

أم هل تُجَحِّدُ وعدَ الحلمِ في العَينِ؟

 

يا من سكبتِ على أيّامنا أمَلاً

فاستبشرتْ بكِ آمالي، ولم تَهِنِ

 

قلبي إليكِ يحنُّ رغم تباعدِ الزمنِ

ويبيتُ في لهفٍ كأني في لظى الفتنِ

 

ما جئتُ أرجو سوى قلبٍ يؤازرني

فوجدتُ فيكِ سكوني، متعبًا وطني

 

لم ألمسِ الكفَّ، لم أُبصرْ ملامحَكِ

لكن شعرتُكِ بين النبضِ والسكنِ

 

أهوى تفاصيلَكِ العذراءَ من ولهي

كأنّها في خيالاتيَ من وسنِ

 

يا من سكبتِ على الأيامِ طلعتَكِ

فارتدّ فجريَ بالأشواقِ مُرتهَنِ

 

أنا المُحبُّ الذي أخفى مشاعرَهُ

وسارَ نحوكِ كالخجلانِ من علنِ

 

ما كنتُ أرجو هوىً يُغري ببهجتِهِ

لكنّ حبّكِ فاقَ البوحَ في الثمنِ

 

حُبٌّ بغيرِ يدٍ تُرجى، ولا جسدٍ

لكنْ يليقُ بروحي، طاهرُ الزمنِ

 

هل يستوي من سكنّا فيه ذاكرتي

ومن أرادَ من الأشواقِ مأتمَنِي؟

 

يا نغمةً سَكَنَتْ وجدي، فأوقدني

حزنٌ جميلٌ كأنغامٍ على شجَنِ

 

يا زهرةً في دُجى الأيامِ باهِرَةً

لم تذبلِي، وبكِ الأشواقُ تَنتعِنِ

 

إني لأحفظُ صوتَ العطرِ في لغَتي

إن قيلَ اسمُكِ، عادَ الشوقُ في حنَنِ

 

الحبُّ ديني، وأنتِ الدربُ، لا خللٌ

فيه، ولا رغبةٌ تُخفى عن الوسَنِ

 

فامضي، وأبقَيْ دعاءً في مفاتنِهِ

ألقى السلامَ به، إن زلَّ بي سكني

 

يا من هزَزْتِ جدارَ الصمتِ فانفتحَتْ

أبوابُ قلبيَ للأحلامِ والفِطَنِ

 

ما ضَرَّني أن أعيشَ الحبَّ في كمدٍ

ما دامَ فيكِ ارتقى شِعري إلى العَلَنِ

 

إني عشقتكِ لا وجهًا، ولا سحرًا

بل لستِ غيرَ صفاءٍ في دمي سَكنِ

 

وسوفَ أبقى على عهدٍ عهدتُ بهِ

أن لا أبيعَ الهوى للعابرِ الثمنِ

 

إني عشقتُكِ صدقًا لا لغايتهِ

ولا لأبلغَ من حبِّ الهوى ثمنِي

 

لو كنتِ دربًا من الأشواقِ أسلكُهُ

لما توانيتُ، بل أهويتُ من زَمَنِ

 

إن كان صدري من الأشواقِ ممتلئًا

فالشعرُ يفضحُ ما أخفيتهُ علنِي

 

من لي سواكِ إذا ما الليلُ طوّقني

وخانني الحلمُ، واستوحشتُ من سكني؟

 

ليلى، وفيكِ اجتمعتِ الأرضُ والقممُ

يا لحنَ من عزفِه يُستنهضُ الشجنِ

 

منذ افترقنا، وقلبي لا يطاوعُني

في كلّ نبضةِ وجدٍ، أنتِ لي مِنَنِي

 

كأنّ طيفَكِ في أنفاسي يعبُرُني

فأستفيقُ على وجدٍ بلا ثمنِ

 

ليلى، عشقتُكِ عشقَ الطهرِ ما بقيتْ

أنفاسيَ العشقُ، والإخلاصُ في علَنِ

 

وإن كتبتُكِ، شعري ليس يغفر لي

إلا لأنّكِ في قلبي، بلا وثنِ

 

 

 

صائغ القوافي الشاعر 

فهد بن عبدالله فهد الصويغ 

 

وزن القصيدة بحر الكامل 

 

fahadalsuwaigh

مرحبآ بك بمجلة بشرى الأدبية الإلكترونية Bouchra Electronic Literary Magazine

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 67 مشاهدة
نشرت فى 7 أغسطس 2025 بواسطة fahadalsuwaigh

ساحة النقاش

مجلة بشرى الأدبية الإلكترونية 99

fahadalsuwaigh
مجلة أدبية ثقافية تهتم بالشعر الفصيح المعاصر و القديم , وتهتم بتقديم أجمل القصائد الغزلية والوطنية والدينية وقصائد المديح النبوي الشريف . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

154,321