نظرتُ بعينِ القلبِ 

 

ليلى، حديثُكِ في قلبي وفي قلمي

أندى من الغيمِ يجري فوقَ منحدِمِ

 

مرّ الزمانُ عليّ الدهرُ يخذلني

فجئتِ أنتِ، فكانَ الحسنُ في القَسَمِ

 

ما كنتُ أعلمُ أني سوف أعشقها

حتى تنفّسَ في وجدي من العدمِ

 

ليلى، وأنتِ بياني حين أُخفيهِ

وسِرُّ أيّاميَ المجروحةِ الحُلُمِ

 

إنّي نظرتُ بعينِ القلبِ صورتها

فكان وجهُكِ نجمًا في دجى الظُّلَمِ

 

ما كنتُ أطلبُ إلا أن أراكِ، ولو

مرةً تمرّينَ في صمتي وفي نَدَمي

 

لكنني كلّما همّتْ خطايَ لها

سافرتُ فيها، ولم أبرحْ من القدمِ

 

يا قبلةَ الروحِ، يا معنى تأوّدهُ

شوقي، وسارَ على جمرٍ من النغمِ

 

ليلى، أما آنَ أن تمضي بنا سُبُلٌ

نرضى بها رغمَ آهاتٍ من الألمِ؟

 

كأنني مُذ عرفتكِ صرتُ مُنشطرًا

بينَ الرجاءِ، وأحلامٍ على عَدَمِ

 

أمشي إليكِ، وشوقي فيّ يحرقني

كأنّ قلبيَ مشدودٌ إلى عَلَمِ

 

وما كتبتُكِ إلا حين أنكرني

كلُّ الذي مرَّ بي منْ قبلِكِ الحَكَمِ

 

ليلى، وهل لكِ في وجدٍ أجسّدُهُ

عهدًا على النفسِ، لا خوفًا من الندمِ؟

 

كتبتُ حبّكِ في ليلٍ، وفي قلقي

وفي ابتساماتِ أيّامي على أَلَمِ

 

وكنتِ فيّ، وإن غبتِ، الحقيقةَ لا

وهمًا يُشتّتُ أحلامي من القدمِ

 

يا منبعَ الطهرِ، إنّي قد عشقتُكِ في

زمنٍ تكاثرتِ الأهواءُ في الحِمَمِ

 

لم يبقَ لي غيرَ حبٍّ لا يُغيّرُهُ

شكّ العواذلِ أو قولُ ذوي القِيَمِ

 

ليلى، وكيف أُسمّي الحُبَّ منزلةً

وأنتِ فيهِ السَّما، والعِطرُ في الكَلِمِ؟

 

أشتاقُكِ الآنَ، إنّي كلّما هدأتْ

نفسي، تذكّرتُ من سُمّيتِ بالقَسَمِ

 

وإن سألتِ: "أما مللتَ من وجعي؟"

قلتُ: "الهوى لكِ، لا أحصى ولا أَعدِمِ"

 

فالحبُّ فينا يقينٌ لا يُكذّبُهُ

قولُ المشكّكِ، أو توهيمُ من ظَلِمِ

 

وإن نسيتِ، فعذري فيكِ مُرتحلٌ

ما بين ذاكرتي والوجدِ في القِممِ

 

يا ليتَ شعري، أما في الليلِ متسعٌ

يضمّني حين أنساكِ، ولا أنمِ؟

 

أنا الذي كنتُ لا أرضى الهوى سُفَهًا

حتى رأيتُكِ، فانسابَ الهوى بدَمي

 

يا زهرةَ الروحِ، هذا البعدُ يُقتلني

كأنّهُ سهمُ وجدٍ غيرُ منثلمِ

 

إنّي لأكتمُ دمعي حين أذكركِ

كأنّني غارقٌ في بحركِ العَتِمِ

 

أحيا، وقلبي على جمرِ المحبّةِ لا

يبكي، ولكنْ يُخبّئْ دمعَهُ لِمَمِ

 

ليلى، ويا روحَ أيّامي، ويا قمري

هل يكتملْ وجهُ هذا العشقِ في قَسَمِ؟

 

عودي إليّ، فإن الشوقَ مهجتي

والعُمرُ دونكِ مرميٌّ إلى العَدَمِ

 

إن عدتِ يومًا، وجدتِ القلبَ مؤمنَكم

كما تركتِ، وفيه الحُبُّ كالعَلَمِ

 

 

 

صائغ القوافي الشاعر 

فهد بن عبدالله فهد الصويغ 

 

وزن القصيدة بحر البسيط 

 

 

 

fahadalsuwaigh

مرحبآ بك بمجلة بشرى الأدبية الإلكترونية Bouchra Electronic Literary Magazine

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 54 مشاهدة
نشرت فى 7 أغسطس 2025 بواسطة fahadalsuwaigh

ساحة النقاش

مجلة بشرى الأدبية الإلكترونية 99

fahadalsuwaigh
مجلة أدبية ثقافية تهتم بالشعر الفصيح المعاصر و القديم , وتهتم بتقديم أجمل القصائد الغزلية والوطنية والدينية وقصائد المديح النبوي الشريف . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

154,363