عيناكِ، يا غايةَ الأرواحِ

 

 

ليلى هواكِ تنزّهَتْ فيهِ مُهْجَتِي

عن كلّ وجدٍ خبيثِ الشكِّ والنِّقَمِ

 

ما كنتُ أرنو لغيرِ الطهرِ في زمنٍ

سادتْ بهِ فتنةُ الأشهاءِ والنِّعَمِ

 

فإذا أتيتِ، تبدّدتْ كلُّ غايتنا

وصار همِّي رضاً منكِ على السُّقَمِ

 

ليلى، وهل كان هذا القلبُ يعرفُهُ

شوقٌ كمثلِ اشتياقي في دجى الظُّلَمِ؟

 

إنّي لأكتمُ وجدي حين تسألني

عينُ الجموعِ عن الأسبابِ والأَلَمِ

 

وأقول: لا شيءَ... لكنْ خلفَ ضحكتهم

قلبٌ تمزّقَ من ليلى ومن قَسَمِي

 

ليلى، وقد كنتِ إنْ مرّ الزمانُ بنا

سلوى الحنينِ، ومأوى الطهرِ والكرمِ

 

عيناكِ، يا غايةَ الأرواحِ، غائرتانِ

في القلبِ مثلُ ندىً في نبضِ مغتنمِ

 

قد كنتُ أخشى إذا ناجيتُ طيفَكِ أن

تفضحني رعشةٌ من جُرحِ مبتسمِ

 

لكنّ حبّكِ ما في النفسِ من كَلَفٍ

كأنّهُ دعوةٌ من عالمِ القِدَمِ

 

ما الحبُّ إلا يقينٌ لا يُكدّرهُ

ظنُّ الظنونِ ولا وهمٌ من السُّقَمِ

 

وما العذَارَى سَمَونَ الحُبَّ منزلةً

إلا إذا شبِعَ الأرواحُ من كَرَمِ

 

ليلى، وإن طالَ هذا البُعدُ، لي أمَلٌ

أن ترجعي، وعلى خَدّيكِ مُبتَسَمي

 

عودي، فقلبي على دربِ الوفاءِ كما

تركتِهُ ذاتَ وجدٍ غيرِ مُنثلمِ

 

لم تنكسر فيه إلّا نخوةٌ ذَبُلتْ

من طولِ ما كان يرجو وصلَ من نَعِمِ

 

يا من سكبتِ على الأرواحِ ملحَكِ في

جرحي، وصغتِ من الآهاتِ من كَلِمِ

 

أينَ الهُيامُ الذي كنّا نردّدُهُ؟

أينَ الوعودُ؟ وأينَ العهدُ بالقَسَمِ؟

 

يا زهرةً فاضَ منْ أنسامِها عطرٌ

يسري، فيشعلُ في الأرواحِ من نَدَمِ

 

ليلى، سأبقى على دربِ الهوى علنًا

كأنّني فارسٌ ما ذاقَ من نَدَمِ

 

أرنو إليكِ، وفي عينيّ لو نَظَروا

حزنُ الليالي، وعزمُ الصبرِ في القِمَمِ

 

ليلى، أما آنَ أن ننسى مشقّتنا؟

ونكتبَ الحبَّ فوقَ الرملِ والعَلَمِ؟

 

أما كفاكِ دموعُ القلبِ أغرَقَني؟

أما رحِمْتِ اشتياقي، فارجعي لِذِمِي

 

كم قد كتبتُكِ شِعرًا لا يُشابهُهُ

قولُ القوافي، ولا ألفاظُ ذي القلمِ

 

أحببتُ فيكِ المعاني قبل صورتكِ

وروحُكِ الآنَ تختالُ على قِمَمي

 

فأنتِ في القلبِ ترحالٌ أُرتلهُ

وفي حنينيَ موسيقى من النغمِ

 

ليلى، وما زلتُ في ذكراكِ ممتلئًا

كأنّ كلّ دُعائي صاغَهُ قَدَمي

 

فإن رضيتِ، ففي رضوانكِ أملي

وإن جفوتِ، ففي هجركِ منتهمي

 

فلا تُطيلِي على العشّاقِ غربتهمْ

فالحبُّ موتٌ، وفي هَجْركِ من عَدَمي

 

إن عدتِ يومًا، وجدتِ الشعرَ قد سَجَدَتْ

له القصائدُ حبًّا غيرَ مُتَّهَمِ

 

وإن مضيتِ، ففي الماضينَ لي قَدَرٌ

وفي هواكِ يتيهُ الشعرُ في الحُكُمِ

 

 

صائغ القوافي الشاعر

 فهد بن عبدالله فهد الصويغ 

 

وزن القصيدة بحر المديد 

 

fahadalsuwaigh

مرحبآ بك بمجلة بشرى الأدبية الإلكترونية Bouchra Electronic Literary Magazine

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 67 مشاهدة
نشرت فى 7 أغسطس 2025 بواسطة fahadalsuwaigh

ساحة النقاش

مجلة بشرى الأدبية الإلكترونية 99

fahadalsuwaigh
مجلة أدبية ثقافية تهتم بالشعر الفصيح المعاصر و القديم , وتهتم بتقديم أجمل القصائد الغزلية والوطنية والدينية وقصائد المديح النبوي الشريف . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

154,747