يا خالدَ بن الوليد
يا خالدَ بن الوليد... أعرنا سيفَكَ في الأملْ
لقد ضاقَ بنا الصدرُ، والوجدانُ قد انشغلْ
نكتبُ عن العزِّ في الصحفِ،
وننحني في خُطَبِ الخجلْ
ننامُ على الأريكةِ...
ونحلمُ بانتصارٍ يأتي من الزحلْ
يا عنترةَ العبسي، انهضْ،
فالأمةُ تحتضرُ بلا جدلْ
ضاعَ السلاحُ، وضاعَ الصوتُ،
وضاعَ الرجاءُ على مهلْ
غدونا نبيعُ الكراماتِ
في أسواقِ مَن خذلْ
يا عمروَ، يا من كنتَ تهوي السيفَ في وجلْ،
أنظرْ إلينا...
لقد صارَ العدوُّ حليفًا،
والشهامةُ في زَلَلْ
أين الزبيرُ؟
وأينُ الفوارسُ إن دَوّى الأجلْ؟
وأين الأسودُ إذا استصرخَ الثأرُ واشتعلْ؟
أين صلاحُ الدين؟
هل خفتَ صهيلُكَ واختزلْ؟
القدسُ تبكي،
والأذانُ يُكسرُ في كلّ جَبَلْ
والمحرابُ حزينٌ،
توسّدهُ أقدامُ مَن احتلْ
يا فارسَ اليرموك،
أفي عروقِكَ لا دمٌ اشتعلْ؟
أما ترى الأطفالَ؟
يرمونَ بالحَجَرِ المُقلْ
والشيوخَ على الأرضِ،
والأمَّ تنادي في وجلْ
غدونا قطيعًا...
وكلُّ الذئابِ تسرحُ في السهلْ
نُصَفِّقُ للعارِ،
نهتفُ للسلامِ مع مَن قتلْ
ونرجو من الذئبِ أن يمنحَنا ظلًّا وظلْ
نسينا الكرامةَ،
حين استبدلنا النخوةَ بالجدلْ
وصِرنا نعانقُ ظلَّ عدوِّنا،
ونرجو من الأمسِ بعضَ الأملْ
أيا أمتي،
أضاعوكِ حين قالوا: "العدلُ اعتدلْ"
ثم باعوا فلسطينَ…
وقالوا: "سيأتي الحلُّ من الأممِ المُثلْ"
يا أمةً،
قد ماتَ محمدٌ فينا... أو رُحِّلْ
وغابتْ يدُ الحقِّ،
وانكسرَ الهدى حين اختزلْ
فلسطينُ تصرخُ:
"هل فيكم حيٌّ؟
أم أنكم موتى بلا أملْ؟"
"هل من سيوفٍ؟"
"هل من غضبٍ يشبهُ زلزلةَ الجبلْ؟"
لقد نزفَتْ ساحاتُها،
والدّمْعُ فيها كالسيلِ انهمَلْ
لكنّها لم تنحنِ،
وما زالَ فيها من يقاتلُ بالأملْ
الطفلُ فيها…
يرمي بيدهِ قلبَ العدوّ ولا ارتجلْ
ونحنُ هنا…
نكتبُ عن عشقِ الأندلسِ، ونرسمُ الغزلْ
عدوُّ اللهِ صارَ شقيقًا،
وأصبحَ للخذلانِ مَنزلْ
فيا ويحنا...
حتى الحياءُ منّا قد ارتحلْ
عودوا إلى التاريخِ،
واسألوا بدرًا… ماذا حصلْ؟
واسألوا خيبرًا،
كم فارسًا في ساعةِ العسرةِ نزلْ؟
لم يُهزمِ القومُ وفيهم من يشبهُ خالدًا أو الزجلْ
لكنّهم ضاعوا…
حين ضاعتِ الأسئلةُ في دَغلْ
فلسطينُ، يا نبضَ البطولةِ،
قسماً… لن نرضى لكِ الخذلْ
وإن طالَ صمتُ الأمم ِ،
فموعدُنا مع النصرِ قد اكتملْ
صائغ القوافي الشاعر
فهد بن عبدالله فهد الصويغ
وزن القصيدة بحر الكامل
ساحة النقاش