جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
مَا مَاتَ الهَوَى مَعَكَ
قَدْ كَانَ قَلْبِي قَبْلَ لِقَاكَ ضَعِيفًا
وَحِينَ أَقْبَلْتَ أَشْرَقَ فِيهِ اللِّوَاءُ
وَمِنْ بَعْدِكَ لَمْ أَجِدْ فِي الوَرَى مِثْلًا
يُشْبِهُ نُورَ وَجْهِكَ فِي كُلِّ مَسَاءٍ
فَانْظُرْ كَيْفَ تَشْتَعِلُ نَارُ الهَوَى
حِينَ أَرَى فِي عَيْنَيْكَ الشِّفَاءَ
كَمْ لَيْلَةٍ سَهِرْتُ عَلَى ذِكْرَاكَ عُيُونِي
حَتَّى غَدَا قَلْبِي لَكَ شَاهِدًا مُضَاءً
وَتَهَتِ الرُّوحُ فِي الهَوَى لِأَوَّلِ مَرَّةٍ
وَحُرِمَتِ الدُّنْيَا مِنْ غَيْرِكَ النُّقَاءَ
وَذَكَرْتُكَ حِينَ كُنْتُ ضَعِيفًا وَوَحِيدًا
فَكَانَ حُبُّكَ لِي أَطْيَبَ جَزَاءٍ
مَا مَاتَ الهَوَى مَعَكَ يَا نَبْعَ الشَّوْقِ
فَقُلُوبُنَا لَكَ أَحْيَاءٌ بِالصَّفَاءَ
كَمْ صَبَرْتُ فِي اللَّيَالِي أَشْتَاقُ لَكَ
وَالْكون لَمْ يَشْكُ سِوَى الشَّقَاءَ
وَإِذَا ذَكَرْتُكَ دَمَعَتْ عَيْنَايَ غَزِيرَةً
فَكَأَنَّ شَوْقَكَ لِي دَوَاءٌ وَالنُّجُومُ تَضِاءَ
كَمْ مَرَّةٍ احْتَضَنْتُ قَلْبَكَ فِي الخَيَالِ
حَتَّى صِرْنَا نَغْدُو فِي الدُّنْيَا بَقَاءَ
لَوْ كَانَ لِلزَّمَانِ أَنْ يَعُودَ لَرَجَعْتْ
تَطْوِي المَسَافَاتِ وَتُسعد الأحْبَاءَ
يَا مَلَاكِي الَّذِي مَلَكَ القَلْبَ وَالعَيْنَ
فَوُجُودُكَ لِلرُّوحِ دُومًا غِنَاءَ
كُلُّ حَرْفٍ فِي ذِكْرَاكَ يَفِيضُ حُبًّا
وَيَخْلُقُ فِي الفُؤَادِ نَسِيمًا وَضاء
كَمْ تَمَنَّيْتُ لَوْ بَقِيتَ بَيْنَنَا طَوِيلًا
لَكِنَّ القَضَاءَ حَكَمَكَ فِي الرِّضَاءَ
سَأَحْفَظُ اسْمَكَ فَوْقَ الجِبَالِ منارة
فَالحُبُّ مِنَ القَلْبِ لا انْقِطَاعَ وَلا انْتِهَاءَ
لَوْ كُتِبَ الزَّمَانُ أَنْ نَفْتَرِقَ يَوْمًا
سَتَظَلُّ ذِكْرَاكَ لِي أَبَدًا وَبَقَاءَ
يَا مَنْ مَلَكْتَ قَلْبِي بِلَمْحَةِ عَيْنٍ
أَنْتَ النُّورُ الَّذِي لَا يَزُولُ عَنِ السَّمَاءَ
مَا زَالَتْ ذِكْرَاكَ تَشْرُقُ فِي قَلْبِي
نُورًا فِي دُرُوبِ العِشْقِ بلا عناء
صائغ القوافي الشاعر
فهد بن عبدالله فهد الصويغ
وزن القصيدة بحر الكامل