جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
يا هارِبًا مِنْ مَوْتِكَ
يا هارِبًا مِنْ مَوْتِكَ الْمَحْتُومِ مُتَنَاسِيًا
غَرَّكَ الشَّقَاءُ بِأَنْ يُطِيلَ الْمَدَى سُلْطَانِكَ
وَتَظُنُّ أَنَّ الدَّهْرَ يُبْقِي عِزَّهُ
وَالدَّهْرُ يَمْحُو كُلَّ مَا تَهْوَاهُ أَزْمَانِكَ
مَنْ قَدْ مَضَوْا مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ قَبْلَهُمْ
صَارُوا حَدِيثًا فِي الثَّرَى يَمْحُوكَ نِسْيَانِكَ
جَاءُوا وَرَاحُوا وَالدَّقَائِقُ شُهُودٌ
أَنَّ الْمَآلَ إِلَيْكَ يَأْتِي رَغْمَ عِصْيَانِكَ
مَا دُمْتَ تَجْرِي خَلْفَ دُنْيَا زَائِلَةٍ
سَتَرَى النِّهَايَةَ حِينَ يَوْهَنُ خَيْلُ مَيْدَانِكَ
وَارْفُقْ بِنَفْسِكَ إِنَّ غُرُورَكَ خَدَّها
فَالْمَالُ لَا يُبْقِي عَلَى عُلُوٍّ فِي جُدْرَانِكَ
وَأَبْصِرْ طَرِيقَ الْحَقِّ قَبْلَ فَوَاتِهِ
فَالْمَرْءُ يُؤْخَذُ حِينَ يَذْبُلُ فِيكَ أَغْصَانِكَ
وَازْرَعْ مِنَ الْإِحْسَانِ مَا يَبْقَى غَدًا
فَالْفِعْلُ يَسْبِقُ نَحْوَ قَبْرِكَ خَيْرَ بُرْهَانِكَ
لَا تَسْتَبِدَّ بِقُوَّةٍ مَنْحُوتَةٍ
فَالضَّعْفُ مَكْتُوبٌ عَلَيْكَ قَبْلَ أَوَانِكَ
يَا مَنْ تَسِيرُ بِدَرْبِ عُمْرٍ ذَاهِبٍ
اِمْضِ التُّقَى وَارْفَعْ ضِيَاءَ الصِّدْقِ عُنْوَانِكَ
إِنْ فَاتَ مَاضٍ لَا تَأْسَفَنَّ عَلَيْهِ بَلْ
أَصْلِحْ بَقَايَاكَ الَّتِي تَبْقَى لِأَزْمَانِكَ
وَاجْعَلْ لِرَبِّكَ وَقْفَةً تَسْتَنْصِرُ الـ
رَحْمٰنَ يَغْفِرُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ عِصْيَانِكَ
وَإِذَا تَضِيقُ عَلَيْكَ دُنْيَا مَرَّةً
فَالْجَأْ إِلَى رَبٍّ يُجِيبُ الضَّعْفَ فِي شَأْنِكَ
صائغ القوافي الشاعر
فهد بن عبدالله فهد الصويغ
وزن القصيدة بحر الكامل