د حافظ زينهم حافظ ( عيادة اسلام البيطرية )

 

تشهد الصيدليات والمتاجر الطبيّة نمواً متسارعاً في تداول الأجهزة والعُدد والأدوات التي تساعد المريض في الاعتماد على نفسه في إجراء بعض الفحوص الروتينية في المنزل، بدون الحاجة إلى زيارة الطبيب أو الاستعانة بالمختبر، ما يوفّر له المال والجهد ويحافظ على الخصوصية أيضاً.

ولكن، ما هي مصداقيّة هذه الأجهزة؟ وكم علينا أن نثق بها وبنتائجها؟ وهل تغنينا عن الطبيب وتجعلنا ندير له ظهورنا؟

الطبيب البريطاني الممارس مايكل آبل يتحدّث عن هذه الأجهزة وعن جدوى بعضها وعدم مصداقية بعضها الآخر:

 

1- جهاز فحص مستوى "الكوليسترول"

يحوي هذا الجهاز على مبضع طبي لإحداث جرح صغير في الإبهام من أجل الحصول على بضع قطرات من الدم، توضع بعدها على شريط خاص، ثم تظهر النتيجة التي تقارن بجدول ألوان مرفق معه، خلال دقائق ثلاث.

ويعطي هذا الجهاز مؤشّراً إلى نوعين من مستويات "الكوليسترول" في الدم: الأول هو النوع السيئCholesterol  LDL الذي يؤدّي إلى حدوث ترسّبات في الشرايين وما تقود إليه من أمراض قلبية مختلفة، أمّا الثاني فهو "الكوليسترول" الإيجابي والجيّد HDL Cholesterol والذي يساعد في التخلّص من النوع السيئ، ويقلّل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

* ما يقوله الطبيب: يوماً بعد آخر، تزداد أهمية معالجة الزيادة في مستويات "الكوليسترول" في الدم مهما كانت طفيفة، فالنتائج التي كانت لا ترفع حاجبي الطبيب دهشةً وقلقاً قبل سنتين صارت تفعل ذلك الآن، خصوصاً مع المرضى الذين يعانون من نوبات قلبية أو جلطات أو السكري والذين يجدر بهم أن يحافظوا على مستويات مسيطر عليها من "الكوليسترول" ويفحصوا الدم في أوقات متقاربة.

أمّا بالنسبة للآخرين ممّن لا يعانون من هذه الأمراض، فإن عليهم أن يفحصوا الدم كلّ 5 سنوات أو في حدود ذلك. وعموماً، أنا أتحفّظ على مصداقية هذه الأجهزة لأن نتائجها يمكن أن تختلف من يوم إلى آخر، كما أنّها لا تزوّد المريض بالمعلومات الدقيقة عن صنف وزمرة "الكوليسترول" لمعرفة ما يمكن أن يسبّبه من أمراض للقلب.  وعادةً ما يحتاج "الكوليسترول" إلى فحص موثوق، ويجب أن تناقش النتائج بعد ذلك مع الطبيب مباشرةً. في حال استخدام هذا الجهاز وظهور النتائج أعلى من المعدّل الطبيعي ولو بدرجات قليلة، لا تستهيني بالأمر واستشيري طبيبك.

- درجة المصداقية: 6\10.

 

2- أداة فحص الأمعاء

قبل سنوات، كانت أدوات فحص الأمعاء تعتمد على أخذ عيّنة من الخروج (الغائط) ووضعها في إناء خاص، ثم خلطها ببعض المواد الكيمياوية من أجل الكشف عن أي نزيف دموي في الأمعاء. أمّا اليوم، فقد طرحت في الأسواق أدوات أكثر بساطة وعمليّة تحوي على عدد من المناديل الورقية المشبعة بالمواد الكيمياوية والتي ترمى على الغائط، فإذا تحوّل لون المنديل إلى الأزرق المخضرّ فهذا مؤشّر إلى وجود كميّة من الدم في الغائط، أمّا إذا بقيت بيضاء فهذه إشارة إلى عدم وجود دم.

* ما يقوله الطبيب يمكن أن يشير وجود الدم في الغائط إلى الإصابة بسرطان الأمعاء، خصوصاً إذا ما ارتبط بأعراض أخرى كالتغيّر في العادة اليومية للأمعاء لفترة تتجاوز الأسبوعين. ولكن، لا يمكن الجزم بهذا الأمر لأن النزف الدموي للأمعاء ربما يكون لأسباب مرضيّة أخرى كأنواع مختلفة من الالتهابات التي تصيب الأمعاء، كما أن لكميّة الدم ونوعه أهميّة في تحديد المرض. إن الكشف عن وجود الدم هو خطوة تحذيرية أولى، لا بدّ أن تتبعها خطوة استشارة الطبيب بدون إبطاء.

- درجة المصداقية: 5\10

 

3- فحص نسبة الدهون في الجسم

يتكوّن هذا الجهاز من شاشة ولبّادات قطنية توضع على أصابع القدم، ثم يمرّر تيّار كهربائي منخفض الفولت وأمين من خلال الجسم، لتظهر بعدها القراءة على الشاشة خلال دقائق مشيرةً إلى نسبة الدهون في أية منطقة من الجسم.

*ما يقوله الطبيب: لا يحتاج المرء إلى جهاز خاص كي يعرف إذا ما كان يعاني من زيادة في الوزن أم لا، إلا أن هذا الجهاز يفيد أحياناً عندما تكون نسبة الدهون كبيرة وأعلى من المعدلات الطبيعية بسبب تناول الأطعمة الدسمة، مع بقاء الجسم رشيقاً، أيّ عندما لا تترجم هذه الدهون إلى زيادة ظاهرة في الوزن الخارجي. وعادةً ما يستعمل هذا الفحص في النوادي الرياضية لقياس نسبة الدهون في العضلات ومعرفة نتائج ممارسة بعض أنواع الرياضات على الجسم، ولكن لا أدري إذا ما كان الاحتفاظ بهذه الأجهزة في البيت سيكون بنفس الفائدة.

- درجة المصداقية: 5\10

 

4- جهاز قياس ضغط الدم

لقد ظهرت في الأسواق أجهزة متطوّرة في هذا الشأن، ومن بينها نوع يربط على الذراع مثل الساعة اليدوية وفيه شاشة صغيرة ويقوم عند تشغيله بعمل المضخة وبشكل أوتوماتيكي وبدون حاجة إلى جهد يدوي. ثم، تظهر القراءة بعد ذلك والتي تعطي قياساً دقيقاً لمستويات ضغط الدم الانقباضي والانبساطي، مع معدّل نبضات القلب.

* ما يقوله الطبيب: هذا الجهاز مفيد في حالة المريض الذي يعاني من ارتفاع في ضغط الدم ويتوجّب عليه أن يتابع عن كثب تأثير العلاجات التي يواظب عليها، ولكن يجدر به ألا يكون مهووساً بهذا الجهاز لأن ضغط الدم يختلف من يوم إلى آخر. ولذا، يجدر به تحديد يوم في الأسبوع لقياس الضغط أو كلّما دعت الحاجة، على أن يتّبع المريض التعليمات المرفقة مع الجهاز بكل دقّة، علماً أن التدخين وحبس الأنفاس عند الفحص عاملان يمكن أن يؤثّرا على دقّة النتائج ومصداقيتها.

- درجة المصداقية: 9\10

 

5- جهاز فحص خصوبة الرجل والمرأة

 يوضع السائل المنوي للرجل في وعاء طبي له خاصية قياس تركيز الحيامن في السائل ونسبة الفاعلة والمتحرّكة منها (التي لها القدرة على تلقيح البويضة)، أمّا بالنسبة إلى المرأة فإنها تضع عيّنة من البول في ثالث أيام الدورة الشهرية كي تقيس مستويات هرمونFSH  (Follicle-stimulating hormone) الذي يحدّد قدرتها على إنتاج بويضات فاعلة وقادرة على تكوين الجنين عند التلقيح.

* ما يقوله الطبيب: إن العقم هو مشكلة معقّدة ومركّبة وغير قابلة للكشف بتحليل سريع، فعلى سبيل المثال، إن الشكل والحجم والمقدار والسرعة كلّها عوامل هامّة في تحديد صحة وحيوية الحيامن، أمّا بالنسبة للمرأة فإن فحصاً واحداً لهرمون FSH يمكن أن يؤكّد امتلاكها لبويضات صحيّة قابلة لتكوين جنين. ولكن، من مساؤئ هذا الجهاز أنه قد يضلّل الرجل والمرأة أحياناً، خصوصاً حين تظهر النتائج طبيعية، ما يجعلهما يتوقّفان عن استشارة الطبيب ويضيّعان على نفسيهما الوقت. أمّا إذا أشار الفحص إلى وجود مشكلات، فإن المرضى لا يركنون إلى هذه النتائج في العادة، ويذهبون إلى الطبيب من أجل التأكّد، ما يعني المزيد من التكاليف والمضيعة غير مبرّرة للجهد والوقت لأنهم بحاجة إلى الطبيب في كلّ الأحوال.

- درجة المصداقية: 4\10

 

 

6- أداة لفحص الالتهابات البولية  

 تعمل هذه الأداة الطبية بشكل بسيط، حيث تضع المرأة قطرات من بولها على شريط الفحص الذي يمكن أن يشير إلى احتواء البول على النترات أو البروتين أو بعضاً من خلايا الدم البيضاء، ما يعني الإصابة بنوع شائع من الالتهابات البولية UTI، ومن أعراضه: ألم وحرقة أثناء التبوّل والحاجة الملحّة للذهاب إلى دورة المياه مرّة بعد مرّة، مع ألم في أسفل البطن.

* ما يقوله الطبيب: يمكن استعمال هذا الفحص من أجل التأكّد من وجود الالتهابات حصراً، أمّا الخطوة الثانية فهي استشارة الطبيب الذي يقدّم الوصفة المناسبة. أمّا إذا شعرت المرأة بأعراض أخرى كآلام الظهر والبرودة (قشعريرة) أو الحمى، فإنها ربما تؤشّر إلى الإصابة بالتهاب الكلى والذي قد يؤدّي في حال إهماله إلى تلف دائم في الكلية! لذا، يجدر بالمرأة أن تتوجّه إلى الطبيب، بدون أي تردّد.

- درجة المصداقية: 9\10

 

7- فحص البروستات 

إن جهاز فحص مخاطر الإصابة بأمراض البروستات يقيس عامل PSA  (Prostate specific antigen)، وذلك عبر أخذ عيّنة من الدم عن طريق إبرة خاصّة ووضعها في إناء يحوي على مؤشّر علمي، ثم الانتظار لحوالي 15 دقيقة لمعرفة النتيجة.إن أية زيادة في مستوى عامل PSA يمكن أن تؤشّر إلى وجود التهابات في البروستات أو زيادة سرطانية أو غير سرطانية في الحجم، إلا أنّ هذا الأمر  ليس قاطعاً أو أكيداً.

* ما يقوله الطبيب: من الصعب الجزم بمستويات زيادة عامل PSA في الدم، لأن ما يمكن اعتباره طبيعياً لرجل في الثمانين من عمره يمكن أن يكون مدعاة للقلق لرجل في الخمسين. كما لا تعني النتيجة الإيجابية بالضرورة الإصابة بالسرطان، والنتيجة السلبية سلامة المرء تماماً، فهذه الفحوص قابلة للنقاش بشكل كبير، ولا يمكن أن تكون مؤشّراً حقيقياً ما لم تكن مصحوبة بفحص المستقيم وغدّة البروستات، من خلال الفحص التلفزيوني أو أخذ خزعة من البروستات للفحص. وعموماً، أفضّل زيارة الطبيب من أجل فحوص دقيقة وسليمة.

المصدر: نقالها لكم د.حافظ زينهم حافظ _________ عياده اسلام البيطريه م:0101458648 من مجله سيدتى
eslamclinic

د.حافظ زينهم

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 855 مشاهدة
نشرت فى 28 أغسطس 2011 بواسطة eslamclinic

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

478,112