يعتبر الحليب بصفة عامة من أهم الأغذية التي يستفيد منها الانسان في غذائه اليومي فهو مصدر للعديد من العناصر الاساسية مثل الدهون والبروتين وبعض الفيتامينات والأملاح «المعادن».ولقد لوحظ ان لحليب الإبل «الخلفات» بعض الصفات التي يتميز بها عن حليب بعض الحيوانات الأخرى مثل الأبقار والغنم.. حيث لوحظ ان حليب الإبل يحتوي على بعض المكونات بنسبة أكبر حيث «لبا» الابل أغنى من البقري في كمية البروتين ولا يحتوي على نسبة عالية من الدهون ويلاحظ ان هذه الزيادة في البروتين تساهم في زيادة مصدر المناعة في لبا الخلفات.
كما ان نوع البروتين «الكازين» يكون أعلى في حليب الابل.. ولقد لوحظ ان بروتينات المناعة تعمل على مهاجمة بعض الكائنات الحية الضارة مثل البكتيريا لذلك فإن بروتين يؤدي إلى زيادة المناعة وزيادة تصنيع المود الكيموحيوية داخل الجسم مثل الانزيمات والهرمونات وغيرها.
ولقد لوحظ عند تحليل حليب الابل انه يحتوي على نسبة جيدة من فيتامين ج (Vit - C) مقارنة بحليب البقر.. وهذه الحكمة الربانية تجعل من حليب الخلفات مصدرا جيدا لفيتامين ج والذي في العادة يكون تواجده في البادية «الصحراء» قليلا لعدم توفر مصادر فواكه وخضروات في هذه البيئة لذلك تم التوازن بزيادة تركيزه في حليب الخلفات الحيوان الذي يتغلب على الظروف الصحراوية «سفينة الصحراء» كما لوحظ ان حليب الخلفات يحتوي على كمية كبيرة من «المنجنيز» مقارنة لمحتواه في حليب الأبقار وهذا العنصر مهم في نمو الأطفال ولكن يجب الحذر عند الكبار لأن زيادة هذا الصغير قد يكون سببا لتكون حصوات الكلية لذلك لابد الكشف على هذه النقطة.
ومن ميزات حليب الابل «الخلفات» انه يحتوي على نسبة كبيرة من الحديد حيث انه غني جدا به مقارنة بحليب الأبقار.. لذلك فإنه مصدر جيد للحديد وهذه الخاصية تجعل حليب الخلفات مخالف لتوقعات فهو غني بالحديد مقارنة بالمعروف عن جميع أنواع الحليب من الحيوانات المختلفة وحتى حليب الأمهات.
ومن المكونات التي يمكن ان يكون لها صفة نسبة جيدة لحليب الإبل انه يحتوي على نسبة جيدة من الأحماض الدهنية غير المشبعة والتي تلعب دورا جيدا في سلامة القلب والشرايين مقارنة بالدهون المشعبة التي تساهم في زيادة تصنيع الكوليسترول في الكبد مما تجعل الشخص عرضة للاصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب، فالدهون المشبعة تكون أكثر ضرراً من الدهون غير المشبعة أي بمعنى آخر ان الدهون التي تأتي من حليب الخلفات أكثر فائدة من الدهون التي تأتي من مصادر حليب حيوانات أخرى مثل الجاموس والبقر والغنم.
مما سبق يتضح ان هناك العديد من الصفات والميزات التغذوية التي تتوفر في حليب الخلفات «الابل» مقارنة بغيرها من الحيوانات ولكن للأسف نجد ان ما يعرف عنها قليل جدا. فنحن نحتاج إلى دراسات في هذا المجال وخصوصا ان الابحاث العلمية على عملية الانتاج لحليب الخلفات «الإبل» توضح انه يمكن زيادة انتاج حليب الإبل بشكل كبير إذا تم مراعاة التغذية الجيدة والرعاية المناسبة لهذا المخلوق العجيب بل وجدانها يمكن ان تنافس انتاج الابقار ولكن نحتاج إلى مزيد من الدراسات والدعم المتواصل لهذا المنتج الذي يناسبنا ونناسبه.
ساحة النقاش