الفرزدق
641 - 732م
هو همام بن غالب بن صعصعة، من بني دارم، لقِب بالفرزدق، أي قطعة العجين أو الرغيف الضخم لضخامة وجهه وعبوسه.
ولد في البصرة ونشأ فيها. قال الشعر يافعا ومال إلى البذاءة والتهتك. غضب عليه زياد بن أبيه، والي البصرة، فهرب لاجئا إلى المدينة، ولكن واليها مروان بن الحكم طرده منها.
عاش حياته متنقلا بين الأمراء والولاة، يمدح واحدهم ثم يهجوه ثم يمدحه.
كان يتشيع في شعره، ولكن ذلك لم يمنعه من الاتصال بالأمويين ومدحهم.
التحم اهجاء بينه وبين جرير طيلة نصف قرن حتى وافته منيّته.
هو واحد من ثلاثة قام على مناكبهم صرح الشعر العربي في عصر بني أمية.
لم يدع فنا من فنون الشعر المعروفة إلا نظم فيه، غير أن الفخر كان أغلب ما وافق طبعه، يليه في ذلك فن الهجاء ثم المديح.
شكل الفرزدق مع الأخطل وجرير ما عرف بـ "الُثلث الأموي".
امتاز شعر الفرزدق بمتانة التركيب واستخدام الألفاظ البدوية حتى قيل: "حفظ شعر الفرزدق ثلثيّ اللغة من الضياع".
وقيل في مجال المقارنة بينه وبين جرير: "جرير يغرف من بحر والفرزدق ينحت من صخر".
وفي تفوقه على خصمه العنيد جرير في الفخر، قيل:
ذهب الفرزدق بالفِخَارِ وإنّما حُلوُ الكلامِ ومُرُّهُ لجريرِ