هذا الخزان انشأته الإدارة الاستعمارية التي كانت تستعمر السودان آنذاك.. انشاؤه كان في الفترة 1933-1937م، وكان الهدف من انشائه أساساًَ لصالح مصر قبل بناء السد العالي.. وكان يشرف عليه المصريون إلى أن تم تسليمه للسلطات السودانية في العام 1977م، بقيام الخزان تم إغراق الأراضي الزراعية على ضفتي النيل بالنيل الأبيض وتم ترحيل اصحابها للزراعة المطرية بمنطقة أم عقارب والمناطق المجاورة بالنيل الأبيض بعد استغناء مصر عن خزان جبل أولياء لتخزين المياه فقد أصبح الخزان حاجزا مائيا لرفع المياه لمشاريع النيل الأبيض النيلية.. في تقديري أن أية محاولة لازالته سينتج عنها معاناة لاهل العديد من الطلمبات القائمة على النيل الأبيض وخاصة في فترة التحاريق، مشاريع الطلمبات أصلاً تعاني من وصول المياه لبياراتها مع وجود الخزان والمشكلة والمعاناة ستزيد بعد إزالة جسم الخزان، أكيد فان إزالة جسم الخزان سيترتب عليها ظهور أراضي زراعية خصبة على جانبي النيل- أي زيادة الرقعة الزراعية بالنيل الأبيض وستظهر بعض المشاكل المقدور على حلها في تخصيص تلك الأراضي هل تكون لملاكها السابقين الذي عوضوا عنها أن لأشخاص آخرين؟ هذه ليست المشكلة الكبري إنما المشكلة الكبرى في حجم المعاناة الذي سيعاني منه مزارعو الطلمبات النيلية بالنيل الأبيض.
لقد أطلعت على اقتراح الاستاذة سمية سيد بصحيفة "السوداني" الأسبوع الماضي وهي تقترح إجراء دراسة فنية هندسية زراعية بواسطة سلطات الري والزراعة لتحديد الآثار التي ستترتب علي محاولات إزالة جسم خزان جبل أولياء، مثل ذلك الاقتراح هو الذي ينبغي أن يسبق أي قرار بشأن خزان جبل أولياء للاستفادة منه أكبر فائدة ولا تتسبب لاضافة مشكلة جديدة لما عندنا من مشاكل.
السيد رئيس الجمهورية عندما وجه بالاستفادة من خزان جبل أولياء لصالح السودان جاء توجيهه ذاك بتوصية أو بتوجيهات شخصيات بعينها على تلك الأراضي الزراعية الخصبة التي ستظهر إثر ازالة جسم الخزان، التجارب علمتنا ضرورة الاستفادة القصوى من دروسنا مع الحياة وأن يكون تخطيطنا متيناً على نظرة شاملة بعيداً عن المصالح الآنية:
رغم الفاقد من المياه التي تحجزها الخزانات، فاعتقادي جازم بأن لجسم خزان جبل أولياء فوائد كبيرة اقلها التحكم في انسياب سريان مياه النيل ومساعدة سد مروي في حفظ المياه.
نحن نؤيد اقتراح الاستاذة سمية سيد ونطالب بالاسراع في تكوين تلك اللجنة الفنية لتوضيح الصورة وتقديم مقترحاتها بشأن خزان جبل أولياء.
والله من وراء القصد
محمد عثمان سيراب
مهندس زراعي بالمعاش
ساحة النقاش