يطلقون عليها «شق التعبان» ، لكن واقع الحياة بداخلها يقول إنها منطقة الشقاء والتعب من أجل الرزق.. وجوه اسمرت تحت الشمس الحارقة، يختبئون بين كتل الرخام والجرانيت، يتسابقون كالنمل كل منهم فى وادِ، قلعة كبيرة دون أسوار تقيدها، مصانع وورش ومعارض يعمل بها أكثر من ٤٥ ألف عامل يعيشون على ضجيج وأصوات رخامية تكسر حاجز الجبال.
سنوات طويلة لم تمتد إلى المنطقة يد التنظيم والإصلاح، حتى جاء القرار الرئاسى واضحا حينما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إنه سيتم تنظيم المصانع والبنية الأساسية الخاصة بمنطقة شق التعبان.
الرئيس السيسى كان لديه رؤية واقعية لتطوير ينقذ المنطقة. ويحقق منها الفائدة التى تناسبها وقال خلال افتتاح عدة مشروعات قومية ببنى سويف الأسبوع الماضى«فيه هدر بسبب التلوث، إحنا بنعمل هناك مصنع للتشغيلات الفنية، عاوزين نقنن أوضاعكم، وهنعمل معهد عشان نعلم نفسنا، ونعلم الناس إزاى أصول هذه الصناعة اللى بنتكلم عليها».
لم يأت كلام الرئيس من فراغ ولكن نتيجة أهمية هذه المنطقة التى تعد إحدى قلاع تصنيع وتصدير الرخام فى العالم، التى تم إنشاؤها فى أوائل ثمانينيات القرن الماضى وتقع شرق طريق الاتوستراد على مساحة تزيد على ١٦٠٨ أفدنة بمساحة تقديرية ٦.٥ مليون متر مربع بطول واجهه على الاتوستراد ١.٨ كما، تضم ما يقرب من ٣ آلاف مصنع وورشة ومعرض لتصنيع وتصدير الرخام الذى يأتى لها من محاجر رأس غارب والعين السخنة والمنيا وجبل الجلالة بالسويس والبحر الأحمر وأسوان.
هذه المنطقة التى تحظى بتصنيف عالمى فى صناعة الرخام، كل ما تصدره سنوياً لا يزيد عن ٤٠٠ مليون دولار، يمكن مضاعفة هذا الرقم مرتين أو ثلاثا لو نجحت الحكومة فى تنفيذ الرؤية الرئاسية بتطوير المنطقة وتقنين مصانعها.
الأمر بالتأكيد ليس صعباً، ومحافـظة القاهرة بدأت بالفعل فى أغلب خطواته، لكنها تحتاج تسريع وتيرة العمل فمن بين الثلاثة آلاف مصنع لم يتم التقنين حتى الآن سوى لـ ١٦٥ فقط وهو رقم ضعيف يحتاج إعادة نظر من الحكومة وليست المحافظة وحدها.
العاملون فى منطقة شق التعبان لا يعارضون التقنيين وتطوير المنطقة بل سعداء بها، وطمأنتهم التأكيدات الرئاسية وينتظرون أن تنفذ الحكومة توجيهات الرئيس السيسى فى أقرب وقت لتحويل المنطقة من أرض بلا مرافق أو خدمات أو طرق ممهدة، إلى منطقة عالمية للرخام.
طموحات مشروعة
من أقصى الصعيد تحديداً من الأقصر جاء الشاب أحمد فتحى، محافظة الأقصر، حاملا حقيبته الجلدية فوق كتفة فى قطار الدرجة الثانية، ليجد نفسه يقيم بين جبال من الرخام والجرانيت.. يستيقظ فى السابعة كل صباح على أصوات ماكينات التقطيع والتحميل، ينام أحيانا بملابس العمل بعد يوم طويل من الشقاء تحت أشعة الشمس الحارقة.
يقول فتحي: «أعمل فى مصنع المصرية للرخام والجرانيت منذ ٨ سنوات، أذهب كل شهر إلى أسرتى وطفلتى التى تنتظرنى أحمل إليها كل ما تريده.. أقيم هنا بالشغل؛ توفيرا لنفقة تأجير شقة والمواصلات».
يشتكى الشاب أحمد من عدم وجود تأمين على العاملين بشق التعبان، كما يشتكى من تدنى الخدمات بالمنطقة: «عندما يتعرض أحدنا للإصابة عليه أن يصمد أمام نزيف الدم إلى أن يصل إلى مستشفى البساتين أو المعادي، كما أن العمل هنا فى الرخام يسبب الأمراض الصدرية بسبب كثرة التلوث»، لكن لا نجد حماية من هذه الأمراض.
أحمد محسن، فى العقد الثالث من عمره، يقيم بمنطقة قريبة من عمله، فرح كثيرا بعد أن وجد من يسمعه، أراد أن نسمع ونصور معاناة زملاء الدرب.
يحلم أحمد الذى سيتزوج بعد يومين فقط، بمستقبل يحمل فى طياته الرخاء لأسرته التى سيبنيها.. ، «وما بين فرحته بالزواج وعرقه الذى أحرق جوفه وعيونه قال: الشغل تمام فى منطقة شق التعبان، لكن ينقصنا رصف الطرق، عدم الاهتمام بالطرق يؤدى إلى أضرار مادية وخسائر على أصحاب المصانع وأيضا التعرض لحوادث، ومنذ يومين انقلبت قاطرة فى منتصف الطريق، وحوادث يومية.
أحمد محسن أكد كلام زميل المهنة السابق، وقال: «تعرض أخى منذ فترة للإصابة فى العمل ولم نجد مستشفى أو وحدة صحية تنقذه، كما ان وصول الإسعاف إلينا يحتاج إلى أكثر من ساعة، بسبب سوء الطرق وتناثر الرخام فى الشوارع أمام الورش والمصانع».
وخلال السنوات الأخيرة لم يصبح العمل بالمصانع مثلما كان، وتوقفت عدة مصانع وعدد من الورش بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج.
لا يمكن نسيان كلماته الممزوجة بين الفخر والألم: «كل الناس اللى شغالة هنا باين على وشوشهم إنهم زى الفراعنة، متحملين الشقا علشان عيالهم، الشغل فى الرخام صعب ومحتاج رجالة»، المصانع تعمل بطرق بدائية تعتمد على العاملين بها فقط وليست الصانع المتطور.
محمد الفيومي، كان يسند ظهره المتعب بسور الورشة، يضغط بأصابعه اليمنى فوق سيجارته، يستنشقها ويراقب ما يدور فى الورشة، فهناك خمس أشخاص يحركون ألواح الرخام اسفل الماكينات اليدوية البسيطة للتقطيع، كلا منهم يتابع عمله فى صمت.
يقول الفيومى إن اليومية هنا بـ١٣٠ جنيها، والعامل بـ١٠٠جنيه، وكل ورشة تنتج ما يقرب من ٥٠ متر رخام فى اليوم، ومن أهم المشاكل التى نعانى منها الطرق السيئة فى شق التعبان، فلا يوجد طريق واحد جيد، فسيارات النصف نقل هى السبب فى ذلك، نتيجة سقوط بقايا وفاقد الرخام منها فوق الطرق، مما يتسبب ذلك فى حوادث، الفيومى سعيد بفكرة التنظيم ويقول، هذا ما نحتاجه لنحمى انفسنا ونطور الصناعة التى نعمل بها.
سبع سنوات وأيمن ماهر، يذهب صباح كل يوم بميكروباص من بيته بمنطقة المرج، ثم يستقل مترو الانفاق، ليمر بـ٢٧ محطة المصانع.
خلال السبع سنوات التى قضاها أيمن بصناعة الرخام، ما زال يشرب من جركن مياه يتم ملؤه يوميا، ولا يبالى بجودته، فعلى حد قوله الجسم يحمل داخله قطعاً بيضاء من الهواء الملوث بالرخام.
يقول أيمن صاحب ورشة يعمل بها ١٢ فردا، إنه يمتلك عقود ملكية وبطاقة ضريبة ولديه ملف كامل بمحافظة القاهرة، «ننتج يوميا أكثر من ٦٠ متر رخام، بعد ان كنا ننتج أكثر من ذلك بكثير، ونعمل فى ١٠ انواع من الرخام المصري.. كما أن العمل فى الرخام كله مخاطر، ومن يصاب لا يجد مسشتفى تسعفه، ونقوم بنقله إلى مستشفى المعادى».
الأوضاع الصحية للعاملين فى منطقة شق التعبان ليست على ما يرام، بسبب عدم وجود أى وسائل للسلامة المهنية توفرها الورش الصغيرة أو حتى المصانع الكبيرة للعاملين، لا يوجد تأمين اجتماعى وصحى على حياتهم.
عبدالله محمد، صاحب ورشة الفاتح للرخام والجرانيت، مازال يحاول حل قضيته مع إدارة منطقة شق التعبان التابعة لمحافظة القاهرة، حتى يستطيع تقنين أوضاعه بعدما اشتراها منذ عام ٢٠١١، وهناك نزاع مع ورثة صاحبها القديم.
ما إن تجولنا فى ورشته حتى جاء عبدالله، فى العقد الخامس من عمره، بملف الورشة وداخله بطاقة الضريبية ووعقود شراء الورشة وغيرها، يقول: «نعانى نحن أصحاب الورش والمصانع العاملين بمنطقة شق التعبان من بعض العراقيل منها عدم قدرتنا على الحصول على قروض من البنوك وعدم وجود مستشفى ومطافى ونقطة شرطة، واستغيث بمحافظ القاهرة بسرعة حل مشكلتى لإنهاء تقنين وضعي».
علاء عجلان، قضى أكثر من نصف عمره هنا فى شق التعبان، بين ألواح الرخام والجرانيت، يستيقظ فجر كل يوم ليستقل سيارة نصف نقل ومعه ٧ أفراد يعملون بورشته..يقول: «شئ جيد أن يهتم بنا الرئيس السيسى ويتحدث عنا، فنحن نعانى ونحتاج الاهتمام بنا، من خدمات وتطوير للمنطقة، فالطرق سيئة جدا ولا توجد مرافق او خدمات.. وحمل علاء أصحاب الورش والمصانع المسئولية وقال إن كل ورشة أو مصنع أخذت ثلاثة أمتار أمامها ووضعت فيه رخام وجرانيت، فماذا يتبقى من الشارع».
دور المستثمرين
نبيل لملوم، مدير أحد مصانع الرخام بشق التعبان يصدر الرخام لعدد من الدول الأوربية والعربية منها إسبانيا والسعودية والسودان وليبيا، وغيرها، من خلال موانئ دمياط والعين السخنة وإسكندرية.
لملوم له وجهة نظر مختلفة، ويرى أن العامل المصرى كسول، بالإضافة إلى حالة الركود، التى أدت إلى قيام ما يقرب من مائة مصنع تم تأجيرهما إلى صينيين، بدورهم طوروا الماكينات والمعدات من رخام إلى جرانيت، لأن إنتاج الجرانيت يربح ثلاثة أضعاف الرخام.
مدير المصنع اعترف أنه لا أحد يؤمن على العاملين هنا فى شق التعبان، و١٠ فى المائة فقط مؤمن عليهم، والباقى دون وضع قانونى يحفظ حقوقهم. وطالب بسرعة إنشاء محطة وقود بالمنطقة تيسر عليهم، بالإضافة إلى تشغيل الوحدة الصحية والمطافي، كل هذا يشجع على الاستثمار.
معوقات
المهندس إيهاب موسي، المدير التنفيذى لجمعية مستثمرى شق التعبان، يتمنى أن تأخد الحكومة اهتمام الرئيس السيسى بمنطقة شق التعبان وتوجيهاته بتطوير المنطقة بجدية، وأن ينظروا إلى العاملين هناك بـ«عطف وشفقة».
موسى كشف أنه تم تأسيس مصانع شق التعبان منذ الثمانينيات، ويعانى كل المستثمرين بالمنطقة من عدم تقنين أوضاعهم، فلا توجد عقود ملكية، رغم أنه يوجد بالمنطقة ٣ آلاف نشاط منها ١٢٠٠ مصنع وما يقرب من ٢٠٠٠ ورشة و٣٠٠ معرض، ومتوسط عدد العاملين بكل مصنع نحو ٤٠ عاملا بشكل مباشر وغير مباشر، وكل ورشة يعمل بها ما يقرب من ١٠ أفراد بشكل مباشر وغير مباشر، وكل معرض به من ٢ إلى ٥ أفراد.
المهندس إيهاب يعمل بالمنطقة منذ عام ١٩٨٤ ويقول افتتاح المصنع بعدها بسنوات، وقتها تم عمل عقود لـ٣٦٥ مصنعا وحصلنا على مخالصة بعد سداد المستحقات، إلى أن تم فتح الملف مرة أخرى عام ٢٠١١، وطالبت الحكومة بإعادة تقنين المصانع بسعر جديد، إلى أن وصلنا الآن سعر المتر إلى ١٦٥٠ جنيها، رغم أننا قمنا بالشراء بـ١٦٠ جنيها للمتر منذ ثلاثين عامًا».
منطقة شق التعبان هى رابع منطقة فى إنتاج الرخام على مستوى العالم بحسب المهندس إيهاب، الذى يؤكد أن المنطقة تحتاج لضرورة إنهاء ملفات التقنين وتطويرها من خلال حل مشاكل المستثمرين بالمنطقة.
ومن أهم المشاكل التى تعانى منها المنطقة عدم وجود نقطة شرطة، رغم الانتهاء من المبنى منذ ١٥ سنة، كما ينقصنا سيارات إسعاف ووحدة صحية ومطافئ، فلكل جهة مبنى لكنها مغلقة.
وعن إنشاء مدرسة أو معهد لتدريب العمالة، أكد أنه يتمنى ذلك لتكون لدينا عمالة ماهرة مدربة على أحدث النظم فى إنتاج الرخام للمنافسة.
منذ عام تم فتح ملف التقنين بالمنطقة، وتقدم ما يقرب من ٢٠٠٠ مصنع وورشة، وحتى الآن استلم العقود الابتدائية ٤٠ مصنعا فقط ولم يستلموا العقود النهائية رغم سداد المستحقات.
ويضيف: «نقوم بشراء المياه بأسعار تتراوح من ٣٠٠ إلى ٥٠٠ جنيه للسيارة الـ١٦ متر مياه، وحتى تاريخه لا تعمل محطة المياه بالمنطقة رغم إنشائها أيضا من ١٤ سنة».
وتقلص حجم التصدير بسبب بعض العراقيل والإجراءات الخاصة بالجمارك والمحاجر، فرسوم استغلال المحجر ٣٦٠ ألف جنيه فى العام وهذا رقم مبالغ فيه جدا، وأدى إلى أن محاجر المنيا تقلصت من ٣٠٠ محجر إلى ٢٥ محجرا فقط.
كما يقول إيهاب ننافس جميع أنواع الرخام فى العالم، وننافس الرخام الإيطالى والتركي، لأن سعره رخيص نسبيا، لأنه مادة جيرية متحجرة، لكن هذا تأثر كما ذكرت بسبب بعض الإجراءات.
الصينيون فى شق التعبان، ظاهرة واضحة يرصدها إيها الذى يكشف أن هناك ما يقرب من ١٠٠ مصنع تم تأجيرها إلى مستثمرين صينيين، لعدة أسباب أهمها أن البنوك ترفض إعطاء المصريين قروضا لتطوير مصانعهم لعدم وجود أوراق ملكية تضمن مستحقات البنك، فالقصة ليست فينا، لكن فى طريقة إدارة منطقة شق التعبان، كما أن العمالة الأجنبية لا تتعدى ١٠ فى المائة من الصينيين والأفارقة، ولو استطعنا حل مشاكل المنطقة وتأهيل العمالة المصرية فلن نجد فيها إلا المصريين.
المهندس إيهاب وضح أن فاقد الهدر للرخام من كل مصنع لا يتعدى ١٠ فى المائة ولن يزيد عن ذلك، فإذا زاد فهذا يؤدى إلى خسارة على صاحب المصنع.
تطوير المنطقة يحتاج خطة واضحة للعالم، لذلك يقترح المدير التنفيذى لجمعية مستثمرى شق التعبان، أن تبدأ الخطة بتوحيدوتيسير الخطوات المتبعة للتقنين، ثانيا التعامل مع المنطقة باعتبارها استثمارية صناعية وليست سكنية، ثالثا توصيل واستكمال المرافق التى لم تنته بعد، ونحتاج لسرعة توصيل الصرف الصحى والمياه والإنارة والتشجير، رابعًا توفير خدمات من إسعاف وشرطة ومطافئ، خامسا توفير خدمة الشباك الواحد تيسيرا على المستثمرين.
المحافظة ترد:
الدكتورة جيهان عبد الرحمن، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، قالت إن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي واضحة بالفعل، نقوم بتصحيح أوضاع المصانع والورش القائمة بشق التعبان، وهذه المصانع تعمل منذ سنوات بدون أوراق رسمية، وبعمالة غير مؤمن عليها، فالمصانع تعمل دون تقنين وضعها، ونحن نعمل منذ فترة على هذا الملف، وتقدمنا إلينا حتى الآن ١٧٥٠ صاحب مصنع لتقنين وضعهم لدفع مستحقات الدولة، ونعمل مع المكتب العربى الاستشارى وهو مكتب حكومى لإعادة تخطيط المنطقة، لرصف الشوارع، ورفع كفاءة المرافق من كهرباء ومياه، ونقطة الإسعاف، ومدرسة لتدريب العمالة ومركز تكنولوجيا، كل هذا مع دور القوات المسلحة فى إنشاء الطريق الإقليمى الأوسطي، وأيضا نقوم بإعادة تخطيط الطرق من جديد بالمنطقة، وكان هناك امتداد لشق التعبان لم يكن مخصصا، لكن صدر قرار من المحافظ بالتخصيص وهما منطقتان توشكى والشيماء، وأصبحا ضمن شق التعبان.
وتواصل لجان التقنين المختصة والمشكلة بمحافظة القاهرة أداء مهامها ومباشرة إجراءاتها القانونية، وخاصة اللجنة الفنية لتلقى طلبات تقنين حالات واضعى اليد للورش والمصانع الموجودة بمنطقة شق التعبان فى بدر الليثى، والشيماء، وكوتسيكا، ومحمية وادى دجلة، طبقا للقواعد المنظمة لعملية التقنين التى وضعتها اللجنة.
ومنطقة شق التعبان كما يقول نائب المحافظ من أهم مناطق تصنيع الرخام على مستوى العالم وتحظى بشهرة كبيرة فى هذا المجال، مشيرًا إلى أن منطقة شق التعبان تقع شرق طريق الأوتوستراد وبعمق ٥ كيلو مترات حتى حدود محمية وادى دجلة شرقًا بمنطقة طرة المعادى وهى تتكون من ٣ مناطق كوتسيكا وبدر الليثى وشق التعبان على مساحة ١٦٠٨ أفدنة بمساحة تقديرية ٦.٥ مليون متر مربع وتحوى ١٨٥٨ مصنعا وورشة لتصنيع وتصدير الرخام، ومن المصلحة تطويرها وتقنين أوضاعها لتكون قيمة مضافة حقيقية للاقتصاد المصرى.
مدير المشروع:
المهندس مصطفى زهران، مدير مشروع شق التعبان، التابع لمحافظة القاهرة، يرى أن الاهتمام الرئاسى بتطوير منطقة شق التعبان دفعة قوية لاستكمال ما تم التوجيه إليه من رفع كفاءة المرافق والخدمات، وكل الأجهزة تعمل على قدم وساق.
زهران أوضح أنه منذ فترة والمحافظة تقوم بمد شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، فى منطقة تمثل ٥ ملايين متر مربع من المساحة الكلية للمنطقة ١٠ ملايين متر مربع، وفى ضوء التوجيهات تم رفع كفاءة شبكة المياه والصرف الصحى.
ومنذ عشرة أيام نضخ المياه كتجارب فى المواسير، كما قامت المحافظة خلال الفترة الأخيرة برفع كفاءة وترميم مبنى الشرطة والإسعاف والمطافئ بعد أن تم إنشاؤها منذ عشر سنوات، وتم الانتهاء من ذلك، وجار التنسيق مع الجهات المعنية لاستلام المواقع لبدء تشغيلها، وسوف يتم إنشاء وحدة صحية بالمنطقة خلال خطة التطوير.
تقدم للتقنين ١٧٥٠ مصنعا وورشة ومعرضا، وتم الانتهاء من إجراءات التقنين لـ١٦٥ منها، فى ضوء تكليف المكتب الاستشارى للمشروع، لوضع تصور لتطوير المنطقة بالكامل، وتم الانتهاء من التخطيط التفصيلى وتم عرضه على المجلس التنفيذى بالمحافظة يوم ٨ أغسطس الحالي، وتم التصديق عليه وجار التعامل عليه، وهناك أيضا ٣٠٠ ملف جار إخطار أصحابهم لإنهاء التقنين، وتم الرفع المساحى لـ١١٥٠ مصنعا وورشة ومعرضا، وسعر المتر ١٣٠٠ جنيه و٣٠٠ جنيه مرافق، والتى تم تقنين وضعها من قبل مع المحافظة جار استكمال الملفات معهم إذا كانت هناك مساحات إضافية تتم بالسعر الجديد.
وعن الطرق قال المهندس مصطفى: إنه بالفعل الطرق سيئة جدا، وننتظر الرسومات التطويرية للمكتب الاستشارى، التى تم اعتمادها منذ عشرة أيام فقط، وكان من المهم إنشاء مصنعين لتدوير المخلفات، لجمع كل مخلفات مصانع الرخام لإعادة تدويرها مرة أخرى، للحد من نسبة التلوث والاستفادة الاقتصادية.
وسوف يتم إنشاء شركة إدارة لمنطقة شق التعبان، وتنفيذ التطوير المستهدف للمنطقة، تم الانتهاء من الرؤية وجار إعداد الدراسا اللازمة لهذه الشركة، والتكلفة المبدئية لتطوير المنطقة ٣.٥ مليار جنيه، وتضم مدرسة ومنطقة لوجستية ومنطقة خدمات وميناء جاف وطريق دائرى ومستشفى للعاملين.
وتصدر منطقة شق التعبان بنحو ٤٠٠ مليون دولار سنويًا بوضعها الحالي، والعمالة بها ثابتة وموسمية، الثابتة مقدرة بنحو ٤٥ ألف عامل، والموسمية حوالى ١٠٠ ألف عامل وهى العمالة غير المباشرة، وهناك رؤية لتصنيع الرخام بدلا من تصديرها للخارج كمواد خام.
وكما يؤكد بعض المسئولين عن خطة التطوير، فرقم التصدير يمكن مضاعفته ثلاث مرات على الأقل إذا تم تنفيذ الرؤية الرئاسية وتحويل المنطقة إلى قلعة لتصنيع الرخام وليس فقط تصديره كمواد خام.