لن تنجبَ العناقيدَ
أمرُّكَ حين تستفيقُ بداخلي ذكراك
كإعصارٍ يجتاحُني
بلا مقدمات
أعبُركَ مغيَّبةً لا أفقهُ حتى الاتِّجاهات
لم أجدْ الاَّ ذكرى سكنتْ يوماً
أطرافَ داليةٍ بضفائر خضراء
بقيتْ على وعدِها ...عقيما
لن تنجبَ العناقيد َ
الا لثغرِكَ العذب
انحنتْ حزناً وشوقاً لغيابِكَ
ومصطبةٌ ارتدتْ غبارَها حداداً
فاثقلتْها الكراسي الفارغة َ
ومقاعدٌ صامتةٌ كثرثرةِ الراحلين
طاولاتٌ مفارشُها ذابلةٌ
رغمَ هسيسِ النسيمِ
زهريةٌ بيضاءُ
لم تتخلَّ عن ورودٍ نائمةٍ بأحضانِها
تحتفظُ برقَّةِ لمساتِك بين بتلاتِها
نسقتَها فرِحاَ لحبيبةٍ راحلة ٍ
لكنها لم ترحلْ
حين عبرتُك
شممتُ عبقاً سكنَ مخيلتي
وشمُ صورتِكَ ،عبيرٌ تغشّاها
توالدتْ بسماتٌ على شفاهي
ملونةٌ بخجلِ اللمساتِ العاشقةِ
وبابٌ خشبيٌّ انحنى قليلا
من ثقلِ أقفالِه
من صدأِ مفتاحهِ
فقد طال انتظارُه لربيع قدومكَ
رحلوا من سكنوا
غيضاً وحسرةً من طولِ الأملِ
ثوانيهِ ممتدةٌ بلا نهايات
وها أنا عدتُ علّي أجدُك
بقامتِك الرقيقةِ ،بعيونِك الناعساتِ
ووجهِك الحنونِ
نويتُ حين لقياك
أن أموتَ شوقاً
بمداكَ
لكني خُبتُ وخابتْ رحلتي
ما حضنتُ إلا طيفأ
لست أدري ......كأنه مات
وجنَّتُه جسدي الذي مزَّقَه الغياب
لأكتبَ بدمعي على جدارِ غرفتِك
هنا نامَ قلبي
ولم يزلْ
هنا مخبأُ العتاب ِ
.نداء