ماذا فعلت لك أبجديتي
لتخطف منها حروفها
وتودعها سجن الأيام
ماذا فعلت وبماذا أذنبت
ما هو جرمها لتدان
أسر ، خطف ، تعذيب
دون محامي دفاع
جعلتها تقبع في
سجن إنفرادي
دون عنوان
ظننتني سأكفّ عن الكتابة
وأختبئ خلف الجدران
ظننت سكوتي ضعفاً مني
سأتناسى وأصمت عن الكلام
مخطئ في كل الحسابات
دخلت مكتبك عنوة
وحطمت الأغلال
بحثت بين أوراقك
عن إشارة ما
حاول قلمك أن يمنعني
لكنه تلعثم وخاف
لم يجرؤ على النطق
سوى على سؤال
في سرّي كنت أضحك
كيف سحري أفادني
واستطعت نيل المراد
حرّاسك هزمتهم
وحرّرت الكلمات
لا تعذّب نفسك
وتنظر في الأرشيف
مًن اكون ..
كيف عرفت
وكيف راهنت مع الوقت
أوهمتك برحيلي
بينما كنت ألهو
في الأروقة المعتمة
دون ضوضاء
عرفت رقمك السري
وحلّلت بعض الالغاز
لم أترك دليلاً ضدي
لأدان
أنا بريئة
لكن
أنت ماذا سيحدث لك
في محكمة الجنايات
لملمت من ضفاف الغربة
كلّ دليل ضدّك
سيتصدّر إسمك الصحف
ووسائل الإعلام
الصحافة الصفراء لن ترحمك
ستغدو بطل الروايات
نصحتك ألا تعبث مع حروفي
لا تستهين بها
لا تنهزم ولا تنهار
أشفق عليك
ماذا سيكون مصيرك
لو طًبقت عدالة الأرض
كيف ستنقذ نفسك
من مقصلة حروفي المتواضعة
لو نفّذت فيك حكم الإعدام
...................
ندى زياد .. من حنين الذاكرة
7/2/2019,
