أطلق البعض على فترة تولى الخديو إسماعيل حكم مصر فترة “النهضة” لرغبته فى تحويل القاهرة والإسكندرية إلى قطعة من أوروبا، وبالفعل بدأ فى تنفيذ خطته وكان من أهم ثمارها تجميل منطقة تقع على حدود محافظة القاهرة وهى “حلوان”.
حظيت منطقة حلوان على اهتمام الخديو إسماعيل، وخلال زيارته لها عام 1871 شاهد عيون المياه “الكبريتية” التى تم اكتشافها فى عهد عباس الأول عام 1850م قد أصابها الإهمال فأمر بضرورة الاهتمام بها.
كما أمر بإنشاء مجموعة من الحمامات بجوارها داخل أكشاك خشبية، وبناء فندق للمسافرين، وحوض سعته 5 الآف متر مكعب ودار للاستشفاء.
وشيد الخديو قصر ” الوالدة” فى 21 يناير 1877م، وافتتح خط سكة حلوان يبدأ من ميدان محمد على إلى حمامات حلوان، وحتى نهاية عصر إسماعيل ظلت هناك أراضٍ جاهزة للبناء تقع فى نطاق منطقة حلوان، وهى عبارة عن مثلث يحده جنوبا شارع بولاق (فؤاد) وشرقا شارع نوبار، وفى الشمال الغربى ترعة الإسماعيلية، وهذه المنطقة كانت أسفل مجرى النيل، قبل أن يغير اندفاع الفيضان مساره إلى جهة الغرب.
وظلت حلوان منطقة منخفضة تتجمع بها المستنقعات ومياه الرشح، إلى أن أمر الخديو توفيق بتصريف مياه تلك المستنقعات وتسويتها وردم الترع الفرعية التى كانت تتخلل هذه المنطقة، التى تكاثفت حركة العمران بها ليظهر إلى الوجود الحى الذى نعرفه الآن “حى التوفيقية” والذى يمثل جزءا مهما من المنطقة المركزية الحالية أو ما يمكن تسميته بقلب القاهرة الأوروبية.
