تعريف الشلل الشقي الطولي
هو عدم قدرة المريض على تحريك جانب واحد من الجسم ( الطرف العلوي و السفلي في نفس الناحية) .
و ينتج الشلل الشقي الطولي من أصابة في مراكز الحركة في أحد شقي المخ ( في الجهة المقابلة للجانب المصاب).
و نتنج هذه الأصابة من حدوث جلطة في أحد الأوعية الدموية بالمخ او نتيجة لأصابة بالرأس او اورام بالمخ أو حدوث نزيف بالمخ لأي سبب ، كذلك قد يكون الشلل الشقي الطولي أحد مظاهر أصابة الأطفال في حالات الوهن العقلي ( الشلل الدماغي).
مراحل الشلل الشقي الطولي:
هناك مرحلتين أساسيتين للشلل الشقي الطولي
1) مرحلة الصدمة ( و تسمى ايضا مرحلة الشلل الرخو أو انعدام النغمة العضلية): و يحدث فيها أرتخاء تام للجانب المصاب مع عدم قدرة المريض على تحريكه.
2) مرحلة زيادة النغمة العضلية و يصحبها درجات متفاوتة من الشفاء ( استرجاع الوظيفة أو قدرة الطرف المصاب على الحركة).
أعراض الشلل الشقي الطولي
تتركز أعراض الشلل الشقي الطولي في مجموعتين:
أ) أعراض حركية في الأطراف المصابة: و تشمل صعوبة الحركة ( الشلل الكلي أو الجزئي) ، زيادة النغمة العضلية ( بعد مرحلة الشلل الرخو) ، عدم الأتزان و حدوث قصر في أوتار العضلات.
ب) أعراض أخرى و تشمل : أعراض حسية مثل عدم القدرة على تمييز الأشياء عند الأمساك بها ، حدوث ألام بالأطراف ، أضطرابات عقلية وسلوكية ، صعوبة في الفهم و الكلام و التواصل أو الكتابة ، أضطرابات في النظر أو السمع ، عدم التحكم في الأخراج ، صعوبات في البلع و غيرها.
تأهيل الشلل الشقي الطولي
1) لابد من تقييم المريض بدقة أكلينيكيا و وظيفيا قبل وصف البرنامج التأهيلي للمريض. فمثلا عند حدوث اضطرابات عقلية أو سلوكية قد يفشل البرنامج التأهيلي نتيجة لعدم تعاون المريض وعدم وجود دافع لديه لكى يشارك في العلاج. كذلك صعوبات الكلام و التواصل لابد أن تعالج عند اخصائي للتخاطب لنفس الأسباب. كذلك يجب أكتشاف أية أصابات في النظر أو السمع لأن ذلك يضمن تواصل المريض و تفاعله مع البرنامج العلاجي.
2) كذلك لابد من ملاحظة أن عدم قدرة المريض على تحريك الطرف المصاب يكون اساسا بسبب عدم قدرة المريض على التحكم في حركة العضلات أى عدم قدرة المخ على اصدار اشارات صحيحة لتلك العضلات لأداء حركات معينة لازمة لوظيفة معينة كالمشى أو الأمساك بالأشياء مثلا.بالأضافة لعوامل أخرى. ولذلك يتم تقييم عدة عناصر في الجهاز الحركي للمريض و تشمل قدرة المريض على تحريك جزء معين من الطرف المصاب ( حول مفصل مثلا) بمعزل عن بقية المفاصل ، تقييم قوة العضلات في الطرف المصاب و المدى الحركى لمفاصله و أكتشاف حدوث قصر فى الأوتار ،بالأضافة الى تقييم النغمة العضلية و الأتزان و مدى قدرة المريض على أداء الأنشطة اليومية.
3) لآبد أن يتم تأهيل المريض جنبا ألى جنب مع العلاج الطبي. ولايجب تأجيل التأهيل ألا في حالات قليلة جدا مثل استمرار نزيف المخ او وجود اضطرابات شديدة في القلب تتطلب عدم حركة المريض مطلقا.
4) تأهيل المريض في مرحلة الشلل الرخو و يهدف ألى تجنب حدوث قرح الفراش للمريض حيث انه غالبا ما يكون ملازما للفراش في تلك المرحلة وذلك عن طريق تقليب المريض بالفراش و استعمال مراتب خاصة مملوءة بالهواء تتغير فيها نقاط الأرتكاز باستمرار لتفادي الضغط على الجلد بواسطة النتوءات العظمية و الفحص اليومي للمناطق المعرضة لذلك مثل الكعبين. كما يهدف التأهيل في هذه المرحلة للمحافظة على حالة المفاصل و حمايتها من التشوهات نتيجة لعدم الحركة عن طريق قيام المعالجة بعمل تمرينات مدى حركي للمفاصل المصابة و كذلك و ضع المريض بصورة صحيحة في الفراش مع الحفاظ على الأوضاع الصحيحة للمفاصل المصابة بجبائر أو نحوها لمنع التشوهات.
يجب أن يتحرك المريض خارج الفراش ( اذا كانت حالته مستقرة) بعد 24-48 ساعة و في هذه الحلة يجب تعليمه الأنتقال من و الى الكرسي المتحرك و كيفية أداء بعض الأنشطة اليومية الضرورية وذلك
بمساعدة الجانب السليم مع استمرار تحسن الحالة. كذلك يجب عمل تمرينات حرة للأطراف السليمة لمنع
ضمور و ضعف العضلات نتيجة لعدم الحركة.
5) تأهيل المريض عند استعادة النغمة العضلية أى عند بدء استعادة القدرة على الحركة وتتراوح هذه القدرةبين تحريك الطرف المصاب كوحدة واحدة ( عدم القدرة على تحريك مجموعة معينة من العضلات بمعزل عن غيرها) مرورا بمرحلة يمكن للمريض فيها تحريك مجموعة من العضلات بصورة مستقلة ولكن بدون القدرة على أداء وظيفة ( يقصد بها أى من الأنشطة اليومية كالمشى ، الأمساك بالأشياء ألخ) ألىالمرحلة التى يستطيع فيها المريض أن يؤدي وظيفة معينة تتطلب حركات مركبة و متوافقة. و يتم علاج المريض تبعا للمرحلة التى يمر بها. و يشمل العلاج عموما استخدام أحدى الوسائل التي تستخدم في العلاج الحركى الوظيفي و التمرينات التسهيلية و غيرها و تهدف ألى الأقلال من النغمة العضلية في عضلات معينة أو زيادتها في عضلات اخرى.( في بعض الأحيان تستخدم عقاقير معينة للأقلال من النغمة العضلية سواء عن طريق الفم أو تحقن في العضلة ذاتها)
كذلك يمكن استخداهم بعض الأجهزة التعويضية المساعدة مثل جهاز شلل تحت الركبة مصمم لمنع سقوط القدم أثناء المشى و غيرها.
كذلك لابد من البدء في تدريب المريض على أداء الأنشطة اليومية التي تهدف ألى جعل المريض معتمدا على نفسه بقدر الأمكان و كل حسب قدراته وتشمل تدريب المريض على استعمال الطرف العلوي في تناول الطعام و الكتابة وكذلك استعمال الطرف السفلي في المشى. و تحث النظريات الحديثة في التأهيل على مساعدة المريض على أداء تلك الأنشطة في المراحل الأولى من المرض فمثلا تستخدم المشاية الكهربية مع رفع جزء من وزن الجسم لتسهيل الحركة باستخدام أحزمة خاصة في تدريب المريض على المشى دون الأنتظار لاستعادة المريض القدرة على الوفوق بدون سند أو حتى استعادة التوازن.
أذا كان هناك قصر في الأوتار يستخدم علاج حراري ثم تمرينات استطالة مع المحافظة على الأستطالة المكتسبة باستخدام جبائر ألخ.
6) تدريب المريض على التحكم في الأخراج.
مضاعفات الشلل الشقي الطولي
1) قطع الأعصاب أو الضفيرة العصبية للطرف العلوي المصاب نتيجة لجذب المريض من كتفه المصاب أثناء نقله في مرحلة الشلل الرخو. و قد يحدث ضغط على الأعصاب نتيجة لأوضاع خاطئة أثناء فقدان المريض للوعى أو نتيجة لعدم الحركة.
2) روماتيزم بالأنسجة المحيطة بالكتف نتيجة لعدم تحريك المفصل او حدوث خلع في مفصل الكتف أو تمزق بالأنسجة المحيطة به نتيجة لجذب الريض بصورة خاطئة أثناء مرحلة الشلل الرخو و كل ذلك يسبب الآم بالكتف.
3) التهاب في الأوردة و حدوث جلطات في اوردة الطرف السفلي نتيجة لعدم الحركة و الرقود الطويل بالفراش.
4) حدوث تشنجات.
5) حدوث قرح الفراش.
6)حدوث اصابات و كسور نتيجة لسقوط المريض اثناء المشى.