يمثّل التلعثم اضطراباً في التواصل الشفهي يصيب أربعة إلى خمسة في المئة من الأولاد. ما الذي عليك فعله ومتى ينبغي أن تشعري بالقلق؟ قبل عمر الـ3 سنوات بحسب اختصاصيي تقويم النطق، يجسّد تعلّم اللغة والكلام إحدى المهارات التي يصعب على الطفل اكتسابها. عليه أن ينمي قدرات عدة كتنسيق حركة عضلات الحنجرة، الشفتين واللسان وضبط وتيرة التحدّث قبل أن يتمكن من التفوّه بأولى كلماته المفهومة. خلال فترة نمو اللغة والمقدرة على النطق لديه من الطبيعي أن يتلعثم الطفل في لفظ أصوات معينة. لكن رويداً رويداً، سيقلّ عدد الأخطاء التي يقترفها وسيصبح كلامه مفهوماً أكثر. كيف تتصرّفين؟ صحيح أن عليك التنبّه والتأكّد من أن طفلك لا يواجه أي صعوبة في النطق، لكن لا داعي إلى الإفراط في القلق لعدم نقل هذا القلق إليه، ففي هذه الحال قد لا يجرؤ مجدداً على التحدّث بحرية، ما سيؤخّر مسيرة التعلّم لديه. في مواجهة هذا التلعثم، لا تكوني متطلّبة جداً في ما يتعلّق باللفظ الجيّد. المهم أن تشجّعي الطفل بشكل غير مباشر على التفوّه بالكلمات التي قالها بشكل خاطئ من دون أن تجبريه على تكرارها. سيتمكّن من تلقاء نفسه ومع الوقت من تصحيح الأخطاء التي يقترفها. بعد عمر الـ3 سنوات بعد أن يتخطّى الطفل الثلاث سنوات، ينبغي أن تدفع الصعوبات التي يواجهها على صعيد التواصل والنطق الأهل إلى القلق لأن التلعثم يتأكّد ويثبت في هذه السن. بيد أن أسباب هذا المرض ما زالت غير محددة بشكل جيد وقاطع. من بين الفرضيات المطروحة، ثمة احتمالان: الأسباب العضوية (جينية وعصبية) والعوامل الشخصية (طباع قلقة، رهاب، طبع ميال إلى المثالية، معاناة نفسية، صدمة...). ينبغي أن يتوافر لدى الطفل عدد من هذه العوامل مجتمعة ليكون على استعداد للإصابة بالتلعثم. كيف تتصرّفين؟ إذا كان لديك أدنى شك، استشيري اختصاصي في النطق ليجري لطفلك فحصاً (ينبغي أن يُجرى هذا الفحص عندما يبلغ الطفل الثلاثة أعوام). سيظهر من خلال تحليل الطبيب ما إذا كان الطفل يواجه صعوبة فعليّة في النطق. وسيقرّر الاختصاصي ما إذا كان الطفل بحاجة إلى متابعة شخصية(علاج نفسي، إعادة تثقيف، توجيهات للأهل). ينصح معظم الاختصاصيين الأهل بالابتعاد عن إسداء نصائح على غرار 'تنفّس'، 'فكّر قبل أن تتكلم'... فهذه النصائح تزيد توتر الطفل المتلعثم وتمنعه من التواصل بشكل جيد مع الآخرين، وهذا أمر صعب عليه أساساً. صحيح أن عليك عدم تجاهل مشكلة التلعثم لكن يفضّل أن تتبني موقفاً إيجابياً ومطمئناً حيال طفلك لتتمكني من مساعدته في تخطي هذه المشكلة. تمرينان منزليان - الغناء: يساعد الطفل في التخفيف من تلعثمه ويعلّمه كيفية التحكّم بشكل جيد بعضلاته الصوتية ونَفَسه. - القصة التي لا تنتهي: بعد أن تروي له قصة قبل النوم، دعيه يتخيّل تتمّتها. ستسهّلين عليه التحدّث إذا ابتعدت نوعاً ما عن نمط الأسئلة والأجوبة.
تسجيل الدخول
ابحث
عدد زيارات الموقع
2,394,195
مركز الرحمة للعلاج الطبيعى
أ.د/ محمد على الشافعى
استاذ مشارك العلاج الطبيعى للأطفال بكلية العلاج الطبيعى جامعة القاهرة و استشارى العلاج الطبيعى المكثف للأطفال
لمشاهدة قناه الفيديو الخاصة بالمركز