يعاني 10% من الأطفال تقريبا من اضطرابات الانتباه والتركيز وفرط النشاط. والكثير منهم لم يتم تشخيصهم وإذا لم يقدم لهم العلاج الملائم سيعانون من ذلك في المستقبل.
تعتبر اضطرابات الانتباه التركيز ظاهرة عالمية معروفة ومنتشرة في أرجاء العالم، وتفيد التقديرات بأن ما يتراوح ما بين سبعة إلى عشرة بالمئة من الأطفال يعانون من الاضطراب إلى جانب أربعة حتى ستة بالمئة من البالغين.
إذا لم يتم علاج هذا الاضطرابات فقد تؤدي إلى صعوبات كبيرة في الأداء، إعاقة في النمو بل وحتى إلى اضطرابات نفسية في سن المراهقة.
عندما يعاني الطفل من ارتفاع درجة الحرارة فمن الطبيعي أن نأخذه إلى طبيب العائلة كي نحاول أن نستوضح ماهية المشكلة.
فما هي الأعراض التي قد تشير إلى أن الطفل يعاني من اضطراب الانتباه والتركيز؟
إذا انطبقت عليكم أو على طفلكم ستة من الأمور التسعة التالية، ينصح بالتوجه لإجراء الفحوصات:
صعوبة في التركيز على التفاصيل وارتكاب أخطاء .
صعوبة في مواصلة التركيز .
يستمع الطفل بشكل جزئي لما يقال له.
لا يلتزم بالتعليمات بشكل كامل.
خلل في التنظيم.
الامتناع عن القيام بالمهمات التي تتطلب جهدا ذهنيا متواصلاً.
يفقد الأغراض.
يفقد التركيز بسهولة.
يميل إلى النسيان.
كيف يتم تشخيص فرط النشاط؟
بالضبط كما في الحالة السابقة، إذا انطبقت عليكم أو على طفلكم ستة من الأمور التسعة التالية، ينصح بالتوجه لإجراء الفحوصات:
الحركة أثناء الجلوس على الكرسي.
الإكثار من التجول في الصف.
يركض ويتسلق في مواقع غير ملائمة.
يصدر ضجيجاً من حوله.
يتصرف ويتحرك كأنه محرك.
يتحدث بدون توقف.
يطلق الإجابات قبل انتهاء السؤال.
يستصعب انتظار دوره.
يزعج ويضايق الآخرين.
جميع الصفات السابقة تنطبق على طفلي تماما – فماذا أفعل؟
قبل البدء بالعلاج ينصح باجتياز فحص شامل للانتباه والتركيز الذي يجرى حسب المعايير الدولية. يتضمن الفحص الشامل فحص التاريخ الطبي، فحص سريري، تعبئة استبيانات للأهالي و/أو المعلمين، فحص مُحَوسَب، نتائج ونصائح للعلاج على يد الطبيب المختص. تتضمّن العملية الكاملة أربعة لقاءات ويستغرق شهرا. يقوم أطباء الأعصاب والأطفال الذين يشاركون في عملية التشخيص بارسال الأطفال للمراكز والعيادات لغرض إجراء الفحوصات المحوسبة من أجل إكمال عملية التشخيص ووضع نصائح للعلاج.
التشخيص في أغلبه هو عملية طبية وهنالك أهمية كبيرة للتشخيص الذي يفرّق ما بين الاضطراب الناجم عن أوضاع مختلفة منها السليمة ومنها المرضية: شذوذ عقلي بجانبيه، اضطرابات في التأقلم، اضطرابات سلوكية، خلل في التعلم وصعوبات جسمانية مختلفة كمشاكل النظر أو السمع.
لا يوجد اليوم فحص واحد يؤكد بشكل قاطع على وجود المرض أو ينفيه، يستطيع الطاقم الطبي أن يستعين بمقابلته مع الطفل والأهل، وبمقاييس السلوك والفحوصات الجسمانية والعصبية والاختبارات المعرفية. كما أنّ الفحوصات المخبرية كفحوصات النظر والسمع من شأنها أن تكون مجدية في قسم من الحالات. وفي قسم من الحالات يحبذ إجراء تقييم للغة والكلام. وقد يعطى الأهل والمعلمون استبيانات حول التطور في اللقاء الأول.
ما هي الاستبيانات التي تعطى للأهل والمعلمين؟
استبيان كورنز المختصر الذي يتضمن 10 أسئلة يمثل أداة تشخيصيّة مهمة. يعطى هذا الاستبيان للمعلمين والأهل لتعبئته وهو يستخدم على نطاق واسع من قبل الأطباء النفسيين وأخصائيي الأعصاب وعلماء النفس. يتميز هذا الاختبار بأنه قصير وسهل التعبئة كما أنه يستخدم في المدارس أيضا ولا يقتصر استخدامه على المنزل. إلا أن من نواقصه انه يركّز على السلوكيات المتوقعة أكثر من الانتباه الذي لا يمكن تمييزه بالاعتماد على أمور ثانوية. وهذه والامر تؤدي إلى التركيز على فرط النشاط وهو البارز للعيان.
ما هو استبيان TOVA ؟
هو نوع من اختبارات الأداء المتواصلة الذي يسمح بإجراء تقييم موضوعي لعنصر الانتباه. يقوم هذا الاختبار بشكل مباشر بفحص الطفل نفسه وقدرته على التعامل مع المهمات الروتيبة المملة نسبيا لفترة من الزمن.
فحص TOVA هو فحص محوسب يقوم على تحليل الاستجابة للمثيرات. يقوم الطفل بالنظر إلى شاشة كمبيوتر لفترة محددة من الزمن وعليه أن يستجيب لمثير واحد وأن يتجاهل مثيرا اخر.
يقيس هذا الفحص سرعة ودقة الطفل في معالجة المعلومات، عن طريق مقارنة النتائج للمعايير التي تميّز الأطفال في هذا السن. وهو فحص دقيق للغاية إضافة إلى أنه يساعد في تحديد العلاج الدوائي بمستوى دقة يبلغ 95 بالمئة.
اضطرابات الانتباه هو أمر مزعج للغاية للطفل ولعائلته إلى أنها موجودة على حدود الطبيعي من حيث مزاياها. تتطلب هذه الاضطرابات تشخيصا مبكرا قدر الإمكان من أجل أن يكون العلاج مجديا. غير أن التشخيص يعتبر أمرا إشكاليا لأن الاضطرابات لها جوانب متعددة وهي على حدود الطبيعي ولا يوجد لها خاصية واضحة تميزها. يقوم التشخيص في هذه الأيام على مقابلة كاملة، فحص طبي، مقاييس تقييم وفحص أداء متواصل مثل فحص TOVA الذي يتسمح بتقييم جدوى العلاجات الدوائية المختلفة.
المصدر: مركز الرحمة
نشرت فى 3 فبراير 2011
بواسطة el-rahmapt
تسجيل الدخول
ابحث
عدد زيارات الموقع
2,394,513
مركز الرحمة للعلاج الطبيعى
أ.د/ محمد على الشافعى
استاذ مشارك العلاج الطبيعى للأطفال بكلية العلاج الطبيعى جامعة القاهرة و استشارى العلاج الطبيعى المكثف للأطفال
لمشاهدة قناه الفيديو الخاصة بالمركز