ما هو الاسم الصحيح لهذا المرض ؟
هذا المرض لم يكن له اسم معروف في الطب العربي القديم أو الطب الشعبي لأنه لم يكتشف إلا بعد تطور العلم الحديث وكلمة ( MULTIPLE SCLEROSIS ) وهي تختصر بحرف ( MS ) هي كلمة لاتينية وحتى بعض مرضى الغربيين لا يعرفون ترجمتها الحرفية وتختلف الترجمة الحرفية فبعضهم يسميها ( التصلب المتعدد ) وبعضهم يسميها ( الالتهاب المتكرر ) ولكن أنا دائماً أنصح المريض أن يعرف اسم المرض باللغة العلمية وهو ملتبل سكليروسيس أو ( M S ) بحيث أن كل طبيب في أي مكان في العالم يستطيع فهم هذه الكلمة من غير ترجمة- ثم ان المخ لا يتصلب اطلاقا بل ان هناك التهابات مؤقتة يتعافا منها المريض في الغالب

إن مخ الإنسان مثل جهاز الكمبيوتر الذي يرسل الأوامر إلى باقي الجسم ، للقيام بمهامه والحبل الشوكي متصل بالمخ مثل السلك الكهربائي حيث تنتقل الأوامر من المخ عبر الحبل الشوكي إلى الأطراف .و يتكون الجهاز العصبي من ملايين الخلايا الصغيرة والتي نسميها
( الخلايا العصبية ) وهذه الخلايا تترابط مع بعضها عبر قوائم صغيرة وأطراف دقيقة جداً تنقل الشحنات الكهربائية فيما بين ملايين الملايين من الخلايا .
هذه الأطراف تكون مغطاة بمادة عازلة مثل المادة التي تغطي أسلاك الكهرباء وتعزلها تسمى ( مايلين )
عندما يحدث الالتهاب في مرض التصلب المتكرر فإن مادة ( المايلين ) لا تعمل جيدا وهذا يؤثر على كمية إرسال الشحنات الكهربائية.
وإذا تكررت الالتهابات في هذه الأطراف وفقدت مادة ( الميلين ) فإن هذا العجز في نقل الشحنات الكهربائية قد يبقى مستمراً.

أربع حقائق يجب أن يعرفها كل مريض وهي:

1. أن هذا المرض ليس مرضاً نفسياً.
2. أن هذا المرض غير معدي.
3. أن هذا المرض بصورة عامة غير وراثي.
4. انه لا يؤثر على أعضاء الجسم الأخرى خارج الجهاز العصبي

الأعراض
إن الأعراض تختلف اختلافاً كبيراً من مريض إلى مريض والذي يحصل لمريض لا يمكن أن نقرر أنه سيحصل عند مريض آخر.
ونصيحتي للمرضى الجدد ان يعيشوا حياتهم ولا يشغلوا انفسهم بقرائة كل ما يحتمل حصوله

سوف نسرد هنا الأهم من هذه الأعراض أو أكثرها شيوعاً .
1. ضعف النظر المؤقت في إحدى العينين .
2. اختلال التوازن سواء في المشي أو في حركة اليدين .
3. اختلال النطق .
4. ضعف مؤقت في أحد الأطراف .

وتذكر جيداً أن هذه الأعراض لا تصيب كل المرضى ولا تجتمع في مريض واحداً ولكن تختلف الأعراض لهذا أنصح بعدم المقارنة مع الآخرين

عزيزي المريض : أن هذا المرض إذا أصاب الإنسان فإن الأغلبية تستمر معهم الأعراض وإن كانت متقطعة بصفة مزمنة .
بالطبع هناك فئة نسميها ( النوع البسيط ) وهؤلاء لا يأتيهم المرض أو تكرر الالتهاب أبداً ولكن هذه النسبة تتراوح ما بين 10 إلى 20 % فقط .أما باقي المرضى للاسف فتتكرر عليهم الالتهابات ما بين فترة وأخرى في أحد أجزاء الجهاز العصبي سواءً المخ أو الحبل الشوكي ولا يمكن التنبؤ متى ستأتي النوبة القادمة وهذا من عجائب وأسرار هذا المرض الذي قدره الله عز وجل على الإنسان .

إن مريض ( MS) مثل المسافر الذي يسوق سيارته في طريق طويل وخلال قيادته تهب عليه زوابع وعواصف ترابية لا يدري متى تأتي ولكنها في الغالب تعبر ثم يذهب أثرها وتشرق الشمس من جديد.نحن نعلم أن تشخيص هذا المرض يأتي كمفاجأة للمريض وتؤثر على عواطفه وقد يحس البعض بخوف من المستقبل وبعضهم بالغضب وبعضهم بالاكتئاب وغيره من الأعراض وهذه الأعراض طبيعية في البداية ولكن يجب على الإنسان والمريض المسلم بالذات أن يرضى بقضاء الله و يتأقلم مع مرضه الذي قدره الله عز وجل لأنه لا يدري لعل هذا خيراً له .

ان الإيمان القوي يردع المريض عن البحث عن الشفاء عند المشعوذين وعن الجري وراء أسباب غيبيه قد تقوده الى نتائج غير جيده في صحته او دينه.

عزيزي المريض : لا تتوقع من طبيب المخ والأعصاب أن يحدد لك مستقبلك مع هذا المرض ولكن الصورة العامة أن أغلب المرضى في بدايات السنوات الأولى تكون نوبات من النوع البسيط وتزول في غضون أيام أو أسابيع قليلة ثم مع مضي السنين قد تزداد حدة النوبات وقد تؤدي ببعض المرضى إلى التدهور في القدرات الحركية والقوة الفعليةولكن نكرر أن هناك تفاوت كبير في تطور الأعراض بين شخص وآخر .الدراسات أثبتت أن حوالي 70 % من المرضى تستمر حياتهم بطريقه جيده في اعمالهم و حياتهم العائلية .عزيزي المريض : ( MS) شائع في كل أنحاء العالم وخصوصاً في الدول التي تقع شمال الكرة الأرضية فلو نظرنا إلى بلد مثل كندا والذي يقدر سكانه بـ 30 مليون فإنه يوجد فيها حوالي 50 ألف شخص مصاب بهذا المرض وكان معتقد في السابق أن هذا المرض قليل في دول الشرق الأوسط ولكن نرى نحن أطباء المخ والأعصاب أن هناك انتشاراً لهذا المرض وخصوصاً في سن الشباب ولا يعرف السبب وراء الزيادة إلى هذا الوقت .

العلاقة بين الطبيب والمريض مهمة لذلك من الأفضل أن يلتزم بالمتابعة مع طبيب واحد وفي مستشفى واحد حتى تكون العلاقة وثيقة ويتم التعرف على المصاعب التي يواجهها المريض وسوف يبذل طبيب المخ والأعصاب جهده لمساعدة المريض من جميع النواحي بقدر المستطاع .
إن التنقل بين المستشفيات قد لا يجر وراءه إلا التعب على المريض وعائلته .
كذلك ننبه الى أن كثير من الاطباء الغير متخصصين والمعالجين الشعبيين ليس لديهم خبرة عن هذه الحالة وقد يتلقى المريض معلومات خاطئة أو نصائح في غير محلها, فنؤكد على ان يتلقى المريض معلوماته من مصدر ثقة ليتجنب الحيرة والقلق.هذه بعض الأسئلة الشائعة
وحاولنا أن نجعلها مختصرة بقدر المستطاع .

ما هو سبب مرض( MS) ؟
السبب لا يعرف إلى هذا الوقت ولكن الأبحاث التي يصرف عليها الملايين من الدولارات قد تؤدي إلى اكتشاف السبب في السنوات القادمة .
الذي نعرفه في هذه المرحلة هو أن هذا المرض نتيجة خلل في المناعة بحيث أن المسبب يتلاعب بمناعة الجسم ويجعلها تهاجم بعض الخلايا الطبيعية في مخ الإنسان وحبله الشوكي . أحد النظريات ان المسبب فيروس ولكن لم يتم اثبات هذا .النظريه الاخرى ان هناك عوامل بيئية قد تسببه والله اعلم

اذاً علينا الا نحس بالذنب اني أصبت بالمض نتيجة شيء عملته أو تناولته أو تعرضت له

من الذي يصاب به؟
في الأغلبية يصيب الشباب والشابات ما بين سن العشرين والأربعين .
ولكن هناك حالات نادرة قد يصيب بها الأطفال وقد يصيب كبار السن .
بصورة عامة فإن النساء يصبن بهذا المرض أكثر من الرجال بحوالي الضعف .

ومن الغريب ان هذا المرض يكثر في الدول ذات المناخ المعتدل والبارد ويكاد لا يوجد في الدول الاستوائية مما يدل على أهمية العوامل البيئية

لاحظ خريطة توزيعه في العالم

هل هذا المرض قاتل ؟
لا ولله الحمد, مرض التصلب المتكرر لا يقتل الإنسان. أكثر المرضى المصابون بهذا المرض يعيشون بنفس العمر تقريباً الذي يعيشه الإنسان الغير مصاب بهذا المرض .

ما هي الفحوصات التي يعملها الطبيب لاكتشاف المرض ؟
ج : الفحص السريري هو الأساس وفي العصر الحاضر أصبح أهم فحص يثبت التشخيص بالإضافة للفحص السريري هو التصوير بالأشعةالرنينية المغناطيسية ( MRI) إن الأشعة المغناطيسية تعطي صورة دقيقة للمخ والحبل الشوكي وتبين الأماكن التي أصيبت بالالتهابات بحيث يراها الطبيب كنقط بيضاء على الأشعة .المشكلة ان هذه النقط لا تعكس أعراض المريض لهذا فهي مهمة في التشخيص لكن يجب الا يهتم المريض بمتابعة النقط الموجودة في اشعة الرنين زادت ام نقصت لانها تتغير بكثرة ولا تعكس قوة المرض.

في أحيان معينة قد يحتاج المريض إلى عمل فحص للعينين أو أخذ وخزة يعني إبرة من السائل السحائي من ظهر المريض لفحص بعض المواد.

هل تشخيصي بهذا المرض يعني أني سوف أصبح معاقاً ؟

للأسف بعض المرضى يفكرون بهذه الطريقة السلبية ولكن ولله الحمد فإن هذا المرض لا يؤدي إلى الإعاقة في أكثر المرضى . صحيح أنه يجب على المريض أن يتوقع أن حياته سوف تتأثر بصورة أو بأخرى لكن بصورة عامة كثير من المرضى يعيشون حياة طيبة ويتزوجون وينجبون ويمارسون حياتهم الاجتماعية والدينية بطريقة مقبولة وسعيدة لذلك فإن التفهم من قبل العائلة والأصدقاء هو أهم شيء .

كم عدد المرضى في المملكة العربية السعودية ؟
للأسف لا يوجد لدينا إحصائيات ولكن مما نراه في العيادات فإن المرضى كثيرين نسبياً وخصوصاً عند الشابات ثم الشباب .

هل هناك أنواع من هذا المرض أم هو نوع واحد ؟
هناك أنواع , يجب على المريض أن يعرف إلى أي نوع ينتمي حتى يستطيع مناقشة طبيبه لكن التنبؤ بالنوع لا يمكن أن يكون في بداية التشخيص ولكن بعد مضي عدة سنوات وهذه الأنواع هي
1 ـ النوع المتكرر : الذي يذهب ويأتي وهو الشائع في 60% من المرضى وهذا النوع يتكون من نوبات تأتي وتؤثر على أحد الوظائف والأعراض ثم تختفي ليعود الإنسان تقريباً لحالته الطبيعية ثم تعاوده النوبات وهكذا ولا يمكن التنبؤ بعدد النوبات ولكن أكثر المرضى يأتيه من نوبتين إلى ثلاث نوبات خلال السنة الواحدة .
2 ـ النوع المتزايد من البداية : وهؤلاء نسبتهم 10 – 15 % . في هذا النوع لا يكون هناك نوبات بل هناك تدهور مستمر من البداية من غير أن يكون هناك فترات نقاهة وتحسب بينهم فيبدأ المريض بإصابة ثم بإصابة ثانية ثم ثالثة من غير أن يكون هناك عودة إلى حالته المستقرة بين هذه النوبات .
3 ـ النوع المتدهور بعد المستقر : في هذا النوع يكون المريض غالباً قد مضى عليه عدة سنوات كثيرة وهو في حالة مستقرة بحيث لا يوجد إلا نوبات قليلة كل سنة ثم يعود إلى حالته الطبيعية ولكن بعد مضي عشر أو أكثر من السنوات تبدأ زيادة في النوبات من غير أن تتحسن الحالة بينهما .
4 ـ النوع البسيط : وهذا يحدث في حوالي 20% بحيث يكون هناك نوبات قليلة ويكون بينها سنوات كثيرة من الشفاء والنقاهة وهؤلاء المرضى هم أسعد المرضى حالاً مقارنة بالباقين

هل هناك علاج لمرض ( MS) ؟
إذا كان المقصود هو الشفاء فلا يوجد حتى الآن شفاء لهذا المرض وإن كنا متفائلين فكثير من الأبحاث تجرى في كل دول العالم لاكتشاف علاج هذا المرض . إما إذا كان المقصود هو علاج الأعراض وتقليل النوبات فنعم يوجد هناك علاجات جديدة لم تظهر إلا من عام 1995م حيث تسمى ابر الانتيرفيرون ( Interferon) يوجد الآن أربع أنواع أثبتت هذه العلاجات فعاليتها في تقليل احتمالية النوبات بحوالي 30 % بمعنى آخر أنها تقلل من إصابة النوبات بالثلث تقريباً .
من المهم أن يعرف المريض أن هذه الأدوية لا تمنع حدوث النوبات ولكنها تقلل من احتمالاتها كما أنه لم يثبت إلى الآن أن هذه العلاجات سوف تقلل من تدهور المريض في المستقبل وهذه لا زالت تحت البحث .
أيضاً لاحظنا أن الذي يأخذ هذه الأدوية تقل لديه نقاط الالتهاب كما نراها في الأشعة بدرجة كبيرة أكبر مما نراه في واقع المريض ، بمعنى آخر عندما ننظر إلى الأشعة نجد أن نسبة الالتهابات قد قلت في المخ والحبل الشوكي وإن كان المريض لا يحس بأي فارق أو بفارق قليل .هذه العلاجات عندما يأخذها المريض يجب أن يلتزم بأخذها لسنوات طويلة لذلك فإن اتخاذ القرار بالموافقة على أخذ العلاج يجب أن يكون عن دراسة ومناقشة كاملة مع طبيب المخ والأعصاب حول الفوائد والسلبيات .
إن التزام المريض بأخذ العلاج يعني أنه مستعد لأخذ حقن تحت الجلد حوالي ثلاث مرات في الأسبوع بدون توقف .
هل هذه العلاجات لها آثار جانبية ؟
نعم يوجد آثار جانبية ولكنها خفيفة وتذهب مع الوقت وهذه الآثار الجانبية تشمل بعض الآلام في منطقة أخذ الإبر أو بعض انتفاخات مؤقتة كذلك بعض الإحساس بالصداع والإرهاق ولكن هذه تستجيب للعلاج بالمسكنات كالفيفادول.
ماذا عن الحمل؟
ليس هناك أي مانع طبي من الحمل وليس هناك تأثير للمرض على الجنين أو الحمل , بل أن النوبات عادة ما تقل أثناء الحمل لكن قد تزيد قليلا بعد الولادة.

كذلك لا يوجد أثر للدورة الشهرية على مرض ملتبل سكليروسس

ننصح بإيقاف أبر الانترفيرون عند التخطيط للحمل بمشاورة طبيب المخ والأعصاب لأنه لم تتضح سلامتها على الجنين الى الآن

لدينا كثير من المريضات أنجبن ويعشن حياة عائلية سعيدة ولله الحمد

هل من جديد

نعم هناك دواء مبشر بخير ويبدو من الدراسات المبدئية انه افضل من الانترفيرون في ابطاء المرض وقد طرح في امريكا واتوقع ان تظهر نتائج البحوث خلال سنة او سنتين, هذا العلاج يسمى( natalizumab)

ماذا أفعل إذا لاحظت أعراض جديدة

1.إذا كانت الأعراض جديدة على المريض أي لم تحصل من قبل وكانت قوية مثل ضعف حاد في أحد الأطراف أو النظر فيفضل دخول المريض للمستشفى لأخذ حقنة الكورتيزون لعدة أيام

لاجظ ان حقن الكورتيزون لا تعالج المرض ولا تغير مساره – مجرد أنها تقلل من طول فترة الأزمة

2- إذا كانت الأزمة خفيفة إلى متوسطة أو أن التغير يحصل ببطء فلا ننصح بالذهاب للطواريء بل مراجعة العيادة حتى لو تأخر الموعد لأنه للأسف لا يوجد علاج لمثل هذه الانتكاسات.

هل هناك أشياء يجب تجنبها؟
تجنب التعرض الطويل للحرارة سواء من الشمس او الماء او غيرها, اما من ناحية الطعام و النشاط الجسمي فليس هناك أي محذور.

عزيزي المريض
لا تتردد في مصارحة طبيبك ببعض الأعراض التي تضايقك خصوصا إن الطبيب قد يساعد بعد الله في تخفيفها.

اللهم عاف الجميع ووفقهم

المصدر: مركز الرحمة
el-rahmapt

مركز الرحمة للعلاج الطبيعى المكثف للأطقال

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 919 مشاهدة
نشرت فى 3 فبراير 2011 بواسطة el-rahmapt

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

2,403,384

مركز الرحمة للعلاج الطبيعى

    أ.د/ محمد على الشافعى
 استاذ مشارك العلاج الطبيعى للأطفال  بكلية العلاج الطبيعى جامعة القاهرة و استشارى العلاج الطبيعى المكثف للأطفال 
لمشاهدة قناه الفيديو الخاصة بالمركز 

اضغط