الشلل الدماغي Cerebral Palsy

نبذة تاريخية عن مرض الشلل الدماغي
تم تعريف أول حالة مصابة بهذا المرض في عام 1860 على يد الجراح الانجليزي ويليام ليتل (William Little ) والذي أرجع السبب الرئيسي لحدوث الشلل الدماغي إلى نقص الأكسجين أثناء الولادة .
لكن العالم سيجموند فرويد (Sigmund Freud ) والذي كان طبيبا للأمراض العصبية ذكر في عام 1879أن السبب في معظم الحالات للشلل الدماغي هو إصابات المخ أثناء فترة الحمل
وظل الاعتقاد بكلام العالم ليتيل بأن نقص الأكسجين أثناء الولادة هو سبب معظم حالات الشلل الدماغي حتى الثمانينات من القرن الماضي حين أثبت المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية (National Institute of Neurological Disorders and Stroke ) أن السبب وراء معظم حالات الشلل الدماغي هو تعرض المخ للإصابة في فترة الحمل وليس نقص الأوكسجين أثناء الولادة كما كان متفقا عليه من قبل.

تاريخ المرض:
عرف الشلل الدماغي لأول مرة في العام 1860م بواسطة الجراح البريطاني (ويليام ليتل) William Little وقد اهتم هذا العالم باختناق الولادة كمسبب رئيسي للخلل. وساد هذا الاعتقاد حتى العام 1897م عندما اقترح (سيجموند فرويد) أن اختناق الولادة ما هو إلا نتيجة للنمو المتأخر لهذا الطفل وليس سببا له.
ومن ثم أثبتت العديد من الدراسات فيما بعد في معاهد متعددة أن نقص الأكسيجين أثناء الولادة يسبب نسبة ضئيلة من الحالات وأن الصورة ليس كما اعتقدوا في الماضي.
يجدر بنا الإشارة إلى أن الاهتمام بهذا المرض المنتشر ملحوظ كمرض للأطفال ، ولكن ينقصه الاهتمام به كمرض يستمر مع المريض حتى يصبح بالغا وبالتالي هو مرض أيضاً من أمراض البالغين.

نسبة حدوث الشلل الدماغي :
ربما انخفضت نسبة الإصابة بسبب الرعاية المتطورة لحديثي الولادة ، لكن هذا الانخفاض فاقه ارتفاع نسبة المواليد الأحياء من ناقصي النمو وذوو النقص في الوزن والذين يبقون على قيد الحياة بسبب الرعاية الحديثة المتطورة والتي لم تتوفر في الماضي. وكما أشرنا فإن المرض ينتشر كثيرا في هذه الفئة.
النسب المقدرة للحدوث في الدول الصناعية المتقدمة 2/1000 مولود حي.
وتختلف النسبة بالزيادة أو النقصان بين هذه الدول نظرا لاختلاف المعايير في احتساب الحالات البسيطة.
ويقدر وجود اختلاف في انتشار المرض بين الذكور والإناث ، فالذكور أكثر إصابة بنسبة 1.33 : 1


مقدمة:
يتحكم الجهاز العصبي في عمل جميع أعضاء الجسم ووظائفه حيث يتحكم في جميع العضلات الإرادية ( الأطراف والجهاز الحركي ) واللاإرادية ( القلب، الجهاز الهضمي، الرئتين، وغيرها ) من خلال الأعصاب الهابطة ( من الدماغ إلى الأعضاء ) والصاعدة ( من الأعضاء للدماغ)، بالإضافة إلى وظائف أخرى ، ويتكون الجهاز العصبي من ثلاثة أجزاء رئيسة هي :

المخ (الدماغ)

الحبل الشوكي

الأعصاب المحيطية (الطرفية)

ما هو الشلل الدماغي؟:

الشلل الدماغي كلمة عامة تصف مجموعة من الأعراض تطلق للتعريف عن المشاكل التي تحدث نتيجة إصابة الدماغ في مرحلة نموه داخل الرحم أو بعد الولادة.

فكلمة الشلل تعني ضعفا في العضلات أو ضعف في التحكم الحركي.

وكلمة الدماغي تعني بأن الأسباب نتيجة عطل في الخلايا العصبية الدماغية.

ولكن ضعف العضلات ليس هو المشكلة الوحيدة ، فإصابة الدماغ تؤدي إلى مشاكل أخرى مثل تأثر الحواس الخمس والقدرات اللغوية والفكرية.

ويلحق التلف أحياناً بأجزاء أخرى من الدماغ، مما يمكن أن يؤدي إلى صعوبة في الرؤية، والسمع، والتواصل، والتعلم.

كما أن الإصابة التي لحقت بالمخ لا تزداد سوءاً، ولكن آثار هذا التلف تبدو أكثر وضوحاً عندما يكبر الطفل، إذ يمكن، على سبيل المثال ، أن تصيبه تشوهات القوام..
تحصل الإصابة بالشلل الدماغي نتيجة حصول عطب وخراب في مجموعة من الخلايا المخية أو الحزم العصبية التي تتحكم في مجموعة من العضلات، مكان هذا العطب وحجمه يختلف من شخص لآخر، وعليه تكون الأعراض مختلفة حسب نوع الإصابة ومكانها ودرجة تأثيرها، ومهما كانت الأعراض ودرجتها فهي تندرج تحت مسمى واحد --- الشلل الدماغي.
ومع ذلك فقد تم تقسيم الشلل الدماغي إلى عدة أنواع معتمدة على الأعراض المرضية لربط التشخيص برباط واحد، ولتسهيل التعامل مع الحالة للمجموعة العلاجية.

الشلل الدماغي ليست مشكلة حركية فقط، ولكنها الأكثر وضوحا في النظرة العامة للطفل ومع وجود المشاكل الحركية هناك مشاكل أخرى مثل:-

a. المشاكل الحسية
b. المشاكل البصرية
c. نقص السمع
d. مشاكل النطق وصعوبات الكلام
e. تكرر التهابات الأذن والصدر
f. التهاب اللثة ومشاكل الأسنان
g. نقص القدرات الفكرية
h. مشاكل التغذية والجهاز الهضمي
i. نقص النمو
j. سيلان اللعاب
k. التأثيرات الحركية
l. عدم التحكم في البول و الغائط

تعريف الشلل الدماغي cerebral palsy :
مصطلح يشمل مجموعة من الاضطرابات بسبب التلف الدائم غير المتفاقم الذي يصيب الجهاز الحركي والعصبي مسببا الإعاقة البدنية متمثلة في اضطراب الحركة وعدم تناسقها وفقدان الاتزان ، وينشأ هذا التلف من خلل يصيب الدماغ في طور النمو –غالبا حتى سن 3 سنوات- ، وربما يصاحب هذه الإعاقة الحركية اضطرابات أخرى مثل الصرع أو الإعاقة الذهنية أو فقدان حاسة السمع أو البصر أو القدرة على الكلام.

فكلمة ( الشلل) تشير إلى أعرض المرض وهو الضعف الحركي
وكلمة ( دماغي ) تشير إلى سبب هذا الضعف الحركي

ويمكن فهم هذا المصطلح –الشلل الدماغي- على أنه شلل يصيب الدماغ بمعنى أنه :
شلل : أي الاضطراب الحركي وهو العامل الأساسي الثابت وجوده في هذا المرض .
يصيب الدماغ : في الأساس يصيب قشرة المخ ، لكنه كذلك يصيب العقد العصبية القاعدية basal ganglia والمخيخ.

لشلل الدماغي هو : وجود عجز حركي مركزي غير متطور (متصاعد) نتيجة حصول عطب و خراب في جزء من الجهاز العصبي المركزي الذي يتحكم في مجموعة من العضلات فتتلقى أوامر خاطئة من الجزء التالف من المخ، الأمر الذي يؤدي بها إلى الانقباض أو التثاقل، وإن لم تصب بالشلل ،و مكان هذا العطب وحجمه يختلف من شخص لآخر ، وعليه تكون الأعراض مختلفة حسب نوع الإصابة و مكانها و درجة تأثيرها، و مهما كانت الأعراض و درجتها فهي تندرج تحت مسمى واحد .. الشلل الدماغي , نتيجة لإصابات تحدث في مرحلة من مراحل تطور الجهاز العصبي سواء مرحلة الحمل أوالولادة أوما بعد الولادة.

عند الإصابة بالشلل الدماغي بعد مرحلة الولادة ( الأطفال والكبار) فإن تلك الحالات تسمى بالشلل الدماغي المكتسب ، ومن أهم أسبابه حوادث السيارات وإصابات الرأس كما في حوادث الغرق وفقدان الأكسجين لفترة طويلة ، وقد تكون الأسباب التهابات الدماغ والأورام.

ويصيب هذا المرض الدماغ في طور النمو فقط -كما ذكرنا- وقد يكون هذا أثناء تكوينه داخل الرحم أو بعد الولادة وحتى 3 سنوات ، حيث أن الدماغ يكون مازال في طور النمو وتعرضه لعوامل متلفة كنقص الأكسيجين وغيرها يسبب به تلفا دائما بالمراكز المسئولة عن الحركة والاتزان وربما مراكز أخرى ينتج عنه هذا المرض –الشلل الدماغي- والذي تتعدد صوره وفقا لما تعرض من الدماغ للتلف

وهو سبب مركزي نتيجة لإصابة المخ

في احد الأجزاء التالية : القشرة المخية ( المنطقة 4 والمنطقة 6 وهما مسئولتان عن الحركة ) وهو ما ينتج عنه الشلل الدماغي التشنجي
العقد العصبية القاعدية (Basal Ganglia) وهو ما ينتج عنه الشلل الدماغي الدودي

المخيخ ( وهو المسئول عن حفظ توازن الجسم ) لذلك ينتج عن إصابته حدوث الشلل الدماغي الترنحي

ومرض الشلل الدماغي قد لا يقتصر فقط على العجز الحركي وضعف القدرة على التحكم الحركي لكن قد يشمل أيضاً أعراضاً وحالات مرضية أخرى مثل التأخر في النمو العقلي وفقدان السمع أو البصر وهذه الأعراض والحالات المرضية المصاحبة تختلف بحسب شدة المرض

المصدر: د/ رنا
el-rahmapt

مركز الرحمة للعلاج الطبيعى المكثف للأطقال

  • Currently 28/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
9 تصويتات / 429 مشاهدة
نشرت فى 23 يناير 2011 بواسطة el-rahmapt

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

2,403,384

مركز الرحمة للعلاج الطبيعى

    أ.د/ محمد على الشافعى
 استاذ مشارك العلاج الطبيعى للأطفال  بكلية العلاج الطبيعى جامعة القاهرة و استشارى العلاج الطبيعى المكثف للأطفال 
لمشاهدة قناه الفيديو الخاصة بالمركز 

اضغط