دراسة حول  تقييم برنامج تدريب اهالي المعاقين ذهنيا


تقييم برنامج تدريبي للاهل لتعليم الاطفال المتخلفين عقليا مهارات الطعام ( داخل المطاعم ) المناسبة لفئتهم العمرية : دراسة اولية 1990

المستخلص :

تم تطوير وتقييم برنامج لتدريب الاهل لكي يقوموا بتعليم اطفالهم المتأخرين عقليا مهارات واداب الطعام المناسبة لفئتهم العمرية في المطاعم .

وقد قامت ثلاث امهات بعد اشتراكهن في برنامج تدريبي قصير بمحاولة تهيئة استقلالية اكبر لاطفالهن المعاقين عقليا خلال وجبات الطعام في احدى مطاعم الوجبات السريعة ، وقد تم تقييم هذا البرنامج بواسطة تقدير اداء الامهات والاطفال في المطاعم باستعمال تصميم متعدد الاسبار .

وقد اظهرت النتائج ان قدرات الاهل للتعليم تأثرت بالبرنامج التدريبي كما ان مهارات الطعام لدى اطفالهم تحسنت .وقد نوقشت هذه النتائج في سياق مبدا الوضع الطبيعي والتوجه نحو اللامؤسساتيه ( بمعنى عدم الانتظام في دور الرعاية ) .

المقدمة :

ان مبدا الوضع الطبيعي وسياسة اللامؤسساتية قد افرزتا تحولا جذريا في مجموعات الاشخاص المعاقين عقليا من بيئة النظام الداخلي ( دور الرعاية ) الى بيئة المجتمع الخارجي ( العادي ) .

وحيث كان هذا التحول من النظام الداخلي الى المجتمع العادي انجازا مؤثرا فان الابحاث قد اظهرت ان العيش في المجتمع العادي لا يضمن التفاعل مع موارد هذا المجتمع …ان الاندماج مع المجتمع العادي يعتمد بشكل واضح على امتلاك مهارات العيش المجتمعية وكذلك الفرصة لاستعمال هذه المهارات .

وبناءا على ذلك فقد قام الباحثون بتطوير البرامج التدريبية لتعليم مجموعة واسعة من المهارات الخاصة بالعيش الاستقلالي . وتشتمل هذه المهارات على قدرات التسوق ، استعمال وسائل المواصلات العامة ، المشاة ، ومهارات الطعام في المطاعم .

لقد كان الهدف من الدراسة الحالية تقييم برنامج مصمم لتدريب الاهل على تعليم اطفالهم المعاقين عقليا ليصبحوا اكثر استقلالية في ممارستهم لمهارالت العيش في المجتمع العادي ، وقد تم ادراج الاهل كمعلمين لسببين :

1- ان امتلاك الاهل لمهارات التعليم يمكن ان يساعد على تسوية العلاقة الطبيعية بينهم وبين اطفالهم .

2- ان اشراك الاهل يمكن ان يحسن ( يعمم ) ويوسع الحفاظ على مهارات الطفل المكتسبة الجديدة .

وقد تم اعطاء الاهل كتيب ايضاحي ارشادي يصف اجراءات التعليم العامة والارشادات ( التعليمات ) الخاصة عن كيفية تعليم 10 مهارات في مطاعم الوجبات السريعة مناسبة للفئات العمرية . وقد تم تقييم فاعلية البرنامج التدريبي عن طريق مراقبة اداء الاهل والطفل خلال مسابر ( استبيانات ) حيث تم توجيه الاهل لتعليم السلوكيات العشر المستهدفة .

المنهج :

لقد تم اشراك عائلات ثلاث اطفال تتراوح اعمارهم بين 7-9 سنوات مدرجين في برنامج تابع لمدرسة حكومية لمتوسطي الاعاقة العقلية للاشتراك في هذه الدراسة .

وقد كانت هذه العائلات الثلاث من الطبقة الاجتماعية والاقتصادية المتوسطة ، وقد تم اختيار الامهات فقط من هذه العائلات للاشتراك في هذا البرنامج التدريبي للاهل ومسابر المطاعم ( جلسات تدريبية بالمطاعم ) . كما ان المستوى العلمي للامهات كان الثانوية العامة للام A والبكالوريوس للام B والماجستير للام C ، اما بالنسبة للاطفال من حيث العمر ، معدل الذكاء ، معدل اختبار المفردات المصورة على الشكل التالي :

الطفل A : 9 سنوات ، 44 (wisc ) اختبار وكسلر للاطفال ،

الطفل B : 8 سنوات ، 36 ( S.Bine ) ستانفورد بينيه .

الطفل C : 7 سنوات ، 43 ( S.Binet ) ستانفورد بينيه .

تعريف الاستجابات :

سلوكيات الطفل في المطعم … لقد تم اقتباس مقياس الاكل في المطاعم من دراسة قام بها فان دين بول ( 1981 ) والتي تم فيها تعليم الكبار المعاقين عقليا مهارات الاكل في مطاعم الوجبات السريعة .

وبعد ملاحظة غير رسمية من قبل الباحث الرئيسي لهذه الدراسة لاطفال غير معاقين داخل احد مطاعم ماكدونالدز ، تم تعديل تحليل العمل الذي اتبعه فان دين بول ( 1981 ) لكي يشتمل على اجزاء المهارات العشرة المناسبة لعمر اطفال المرحلة الابتدائية الموضحة في جدول رقم ( 1 ) .

وقد تم قياس الاداء لكل من هذه المهارات على مقياس الاستقلالية المؤلف من 4 مستويات كما يلي :

1- لا يقوم بالاداء .

2- يقوم بالاداء بعد توجيهين ( تحريض ، حث )

3- يقوم بالاداء بعد اشارة توجيه او حث بمفرده .

4- يقوم بالاداء بدون مساعدة .

سلوك الاهل داخل المطعم :

خلال مسابر المطعم ( جلسات التدريب ) تم تقييم الاهل ، بالنسبة لمدى استعمالهم للضوابط الاجتماعية . وقد تم تعريف هذه الضوابط بأنها نوع من الاطراء الشفهي مثل ( فتلة جيده ، انا سعيده بانك تعرفين كيف تطلبين الطعام ) والذي يقال مباشرة خلال 5 ثوان بعد الاداء الصحيح للطفل لاي من الاجزاء العشرة للمهارات سواء كان ذلك الاداء نتيجة توجيه ( تحريض ) او بدونه .

جدول رقم ( 1 ) تعريفات السلوك المناسب لاداب الطعام للطفل في المطعم

الاستجابة ( التصرف ) المناسب المهارة

بعد دخول الطفل الى المطعم ، يصطحب الاهل الى الكاونتر حلال 15 ثانية . 1

يطلب الطفل وجبة مناسبة من الكاونتر خلال 10 ثواني بعد انتظار الدور . 2

يطلب الطفل فوطة ( منديل ) ومصاص من العلبة خلال 15 ثانية من استلام الطلب . 3

يحمل الطفل الصينية الى مكان الطعام . 4

يجد الطفل طاولة نظيفة وغير محجوزة ويجلس اليها خلال دقيقتين من استلام الصينية 5

ياكل الطفل الطعام وهو على الورقة وليس على الطاولة . 6

يستعمل الطفل الفوطة عند اللزوم ( عند وجود الطعام على الوجه اوة اليدين ) وكذلك مسح اليدين والوجه . 7

عندما يقع الطعام ، يقوم الطفل بالتقاطه لكن لا يأكله . 8

بعد الانتهاء من الطعام يقوم الطفل بحمل الصينية الى سلة المهملات . 9

يقوم الطفل بالقاء المخلفات في سلة المهملات ويضع الصينية على سطح السلة قبل الخروج من المطعم . 10

الادوات :

يحتوي كتيب الارشادات للاهل على 12 صفحة توضح وسائل التعليم بشكل عام ( مثل الفروق في انواع السلوك التوكيدي " التوجيه " ، المساعده في وسائل التنبيه ، والتعليمات المحدده لتعليم الاطفال اداب السلوك في مطاعم الوجبات السريعة .

وقد اوجبت التعليمات المحددة على الاهل ان يسمحوا لاطفالهم باداء كل مهارة بشكل منفصل كما اعطت هذه التعليمات امثلة عن التوجيهات والتنبيهات التي يمكن للاهل استعمالها لتعليم كل واحدة من المهارات .

الاجراءات الميدانية ( العلمية ) :

تم تنفيذ 4 مسابر كحد اساسي لكل عائلة في احد مطاعم ماكدونالدز القريبة لسكن العائلة ، وقبل اسبوع من اول مسبار ( جلسة تدريبية ) اعطى الاهل كتيب من صفحتين يشرح السلوكيات ( المهارات ) المنشوده للاطفال في المطعم ، وقد اخبر الاهل بان اداء اطفالهم سيتم تقييمه وبأنه يتوجب عليهم ان يقوموا بتسهيل هذه المهارات العشر ، وفي كل الاحوال لم يتم اعطاء أي اقتراحات عن كيفية القيام بتعليم هذه المهارات . وقد كان المدرب ( الباحث الرئيسي لهذه الدراسة ) موجود في كافة المسابر ( جلسات التدريب ) للمساعده في حال ظهور مواقف محرجة وعلى كل حال لم يكن هناك حاجة لاي مساعده غلال هذه المسابر ، ولم يعط الاهل أي معلومات ( نتائج ) في أي وقت خلال هذه المرحلة الاساسية .

تدريب الاهل :

بعد الجلسات الاولية وقبل جلسات التدريب ، اعطى الاهل كتيب النصائح وطلب منهم قراءته ، وبعد اسبوع تقريبا من توزيعه تم تنفيذ جلسة تدريب مدتها 2-5 ساعات داخل منزل الاهل ، وكان الهدف من التدريب تعليم الاهل الوسائل التي تسمح لهم بخلق استقلالية اكبرلدى اطفالهم خلال الاكل في مطاعم الوجبات السريعة . ولم يكن هناك أي تواجد للاطفال خلال جلسات التدريب الخاصة بالاهل ، وكان التدريب بادئ ذي بدء على تعليم مهارات التوجيه ( التوكيد ) ثم اتبعها باستراتيجيات التنبيه وقد قام المدرب بالشرح الشفهي لسلوك الطفل الصحيح وكذلك السلوك غير الصحيح لكل من المهارات العشر . وفي النهاية قام المدرب بتنفيذ تمثيلية ادى فيها دور الطفل وقامت الام باداء دورها المفترض لاحقا .

وخلال هذه التمثيلية قام المدرب بالاطراء واعطاء المعلومات والتعليقات التوضيحية للاستجابات المناسبة ( الصحيحة ) وبعد كل استجابة خاطئة ( غير مناسبة ) قام المدرب بشرح وتوضيح الفروق بين رد الفعل من قبل الاهل هل كان مناسب ام لا .وقد كان شرط القبول للتدريب هو تجاوب مناسب في 100% من الاستجابات للمهارات العشر كلها خلال اداء التمثيلية التي اشتملت على سلوكيات الطفل المناسبة وغير المناسبة .

وقد حقق جميع الاهل هذه الشروط خلال اول جلسة تدريبية من 2-5 ساعات .

مرحلة ما بعد التدريب :

خلال الفترة التي تلت فترة التدريب ، كان هناك 4 جلسات تدريب اجريت على فترة 5 اسابيع في نفس مطعم ماكدونالدز الذي استعمل في الفترة الاولى من الحد الاساسي ( القاعدي ) وهذه الجلسات كانت مماثلة للفترة الاولى من التدريب ولكن بفارق تمثل في هذه المراحل قام بأعطاء ملاحظات ( تعليقات ) للاهل ، وقد تمثلت هذه الملاحظات بشرح ووصف واطراء الاداء الصحيح من قبل الاهل وكذلك وصف وتقديم المقترحات وطرق تحسين الاداء غير الصحيح .

المتابعة :

خلال الفترة التي تلت مرحلة التدريب تم تنفيذ جلستان تدريب عامين وجلستان للمحافظة بنفس الطريقة التي نفذت فيها الجلسات الاولية حيث لم يتم اعطاء أي تعليقات او ملاحظات للاهل ، وقد نفذت جلسات المحافظة على فترات شهر و 3 اشهر بعد اخر جلسة جلسة تدريب في مطعم وينديز ، بيركنج ، تاكوبل بالترتيب .

تصميم البحث وجمع المعلومات :

تم استعمال تصميم متعدد الجلسات لكل المشاركين مع عمل جلسة متابعة بعد التدريب للاهل الذين اكملوا تدريبهم اولا قبل البدء بتدريب الاهل الاخرين .

وقد تواجد احد المراقبين في كل جلسات التدريب في المطاعم لجمع المعلومات عن اداء الاهل والاطفال ، وقد تم عمل مراقبة منفصلة بواسطة مراقبين على 33% من كل الجلسات مع عمل فحص واحد للثبات خلال كل مرحلة لكل عائلة .

وخلال القيام بعملهم فان هؤلاء المراقبين كانوا في وضع يسمح لهم بمشاهدة وسما المشاركين بدون ان يثيروا الانتباه لوجودهم ما امكن .وكان هؤلاء المراقبين من طلاب علم انفس في المراحل الجامعية والدراسات العليا ، وقد تم تدريبهم على يد الباحث الرئيسي ولم يكونوا على دراية بأحوال التدريب التي تم تنفيذها وقد تم مقارنة سجلات المراقبين مع بعضها وقياس مدى التغير لكل منها بعملية حسابية على النحو التالي : عدد الاجابات الموافقة مقسومة على عدد الاجابات الكلي ومن ثم ضرب الحاصل في 100 ، وهذه المعادلة استعملت لحساب النسبة المئوية للموافقة لعلامات الاستقلالية عند الاطفال في السلوكيات العشر في المطعم وكذلك الاستعمال الصحيح للتوجيه من قبل الاهل . وكانت نتيجة معدل فحص الثبات 2, 95 % و 8, 80% للاطفال والاهل بالترتيب ويفسر وجود معدل ثبات منخفض نسبيا لدى مراقبي الاهل بوجود بعض الضجيج في المطعم مما اثر على التسجيل الدقيق للردود السمعية .

الصدق الاجتماعي :

بعد عدة اشهر وبعد المتابعة الاخيره للجلسة التدريبية ، قام طلاب الدراسات العليا لقسم علم النفس بالاتصال بالاهل المشاركين في الدراسة لتحديد تقييمهم الذاتي للبرنامج التدريبي .

وقد طلب منهم ان يسجلوا على سلم اجابات ( مقياس ) من خمس نقاط عن مدى رضاهم عن برنامج التدريب كما يلي

( 1 ) غير راضي ابدا

( 5 ) راضي جدا .

وكذلك استعمالهم الحالي للمهارات التي تعلموها في البرنامج التدريبي في المطعم وكذلك خلال النشاطات التي قاموا بها في البرنامج التدريبي في المجتمع العادي مع اطفالهم كما يلي : ( 1= غير متكرره جدا ، 5 = متكرر جدا ) .

مناقشة النتائج :

تظهر هذه الدراسة ان الاهل وبعد خضوعهم لبرنامج تدريبي قصير استطاعوا تحسين مهارات اطفالهم في مطاعم الوجبات السريعة ، وانه تم المحافظة على هذه المهارات لمدة اربعة شهور وبشكل عام تحولت الى بيئة راقية وزيادة على ذلك فان التقييم المباشر لسلوك الاهل يشير الى ان البرنانمج التدريبي كان له تاثير على تفاعل الاهل التدريبي مع اطفالهم .ومع ان معدل الاستقلالية العام لكل طفل قد تحسن ولكن لم يتمكن أي من الاطفال ان يقوم باداء كل اجزاء المهارات العشر باستقلالية كاملة .

وقد قدمت هذه الدراسة برنامجا تدريبيا مختصرا للاهل وفترة زمنية للاطفال لكي يكتسبوا المهارات التي تعلموها من اهلهم ومن الاهداف الواضحة لهذه الدراسة هو متابعة البحث المستقبلي عن تحديد ما اذا كان الاداء يمكن ان يتحسن بشكل افضل مع زيادة التركيز في تدريب الاهل و/او تمديد فترة تدريب الاطفال الزمنية .

وفي الحقيقة فان مستوى الاهل الثقافي المرتفع في هذه الدراسة يحتمل ان يكون مسؤولا بصفة جزئية عن تحقيق التحسن بعد برنامج تدريب الاهل القصير ، ويجب على المدربين الذين يعملون مع عائلات ذات مستويات ثقافية اقل ان يتوقعوا قدرة تعليمية اقل لدى الاهل .

المرجع :

G> L. ALVEY AND S> R> AESCHLEMAN : Evaluation of a parent training programme for teaching mentally retarded children age-appropriate restaurant skills : a preliminary investigation .

Journal of Mental Deficiency Research , 1990,34, 421-428

المصدر: الباحث:ج.ل.الفي و س.ر.ايشلمان.قسم علم النفس ـ جامعة بورديو ، جامعة انديانا ـ امريك
el-rahmapt

مركز الرحمة للعلاج الطبيعى المكثف للأطقال

  • Currently 61/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
19 تصويتات / 1075 مشاهدة
نشرت فى 20 يناير 2011 بواسطة el-rahmapt

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

2,315,660

مركز الرحمة للعلاج الطبيعى

    أ.د/ محمد على الشافعى
 استاذ مشارك العلاج الطبيعى للأطفال  بكلية العلاج الطبيعى جامعة القاهرة و استشارى العلاج الطبيعى المكثف للأطفال 
لمشاهدة قناه الفيديو الخاصة بالمركز 

اضغط